القصور الصحراوية في الأردن
عند الحديث عن القصور الصحراوية المنتشرة في الصحراء الأردنية يتبادر إلى أذهان المتحدث أو المستمع أو حتى الزائر لهذه القصور أنها بنيت وكما ورد في حديث كثير من الكتاب لمجرد هروب خلفاء بني أميه من زحمة العاصمة الأموية دمشق إلى الصحراء إلا أنه في هذه الأثناء يغيب عن ذهن المتحدث أن بعض هذه القصور ليست أموية أو إسلامية الأصل بل أعيد بنائها وترميمها للاستخدام في هذه الفترة بالإضافة أن هذه المباني تحتوي في مجملها على آبار لتخزين المياه وبرك ليست صغيرة الحجم وهذا يدل على أنه كان هناك استيطان واستصلاح للأراضي لزراعتها كذلك وجد في بعض القصور تحصينات تدل على أنها كانت تستخدم كحصون دفاعية أيضا أن بعض القصور ولوقوعها على طريق الحج والتجارة من والى بلاد الشام والحجاز كانت تستخدم كمحطات للاستراحة والتزود بالماء والمؤن. ألا أننا لا ننكر انه قد يكون هناك بعض اللهو من بني أمية إذ تمثل هذا في بعض الحمامات التي بنيت في بادية الشام والصحراء الأردنية مثل قصير عمره وما يحتويه من فسيفساء وصور ورسومات جداريه .
فعند انطلاقنا من العاصمة عمان متجهين إلى الأزرق نجد هذه القصور تترامى على الأطراف فمثلا نجد في المنطقة الغربية من العاصمة عمان والى الجنوب منها القسطل والى الشرق منه قصر المشتى ومن ثم الموقر وعن يسار الشارع المتجه إلى الأزرق بالقرب من الموقر نجد قصر مشاش وبعدها تتوالى القصور بالتتابع فنجد قصر الحرانة ومن ثم قصر عمره ووصولا إلى قلعة الأزرق ومن ثم عين السل والى الجنوب من قصر الحرانة قصر الطوبة .
قصر الحرانة
يقع هذا القصر على الطريق المؤدية من عمان إلى الأزرق حيث يبعد عن عمان إلى الشرق حوالي 55 كم ويعتبر هذا القصر الأموي والذي بني سنة 92 هـ (710م ) أي في خلافة الوليد بن عبد الملك من المباني التي لا تزال محتفظة بكامل بنائها إلى حد ما بغض النظر عن بعض الانهيار القليل في جزءها الشمالي الغربي من جراء العوامل الطبيعية . وبني هذا القصر بمحاذاة وادي الحرانة وهو مربع الشكل يبلغ طوله 35 م ويتكون من طابقين وبني على طراز البيوتات الشامية .
قصيرعمره
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يقع هذا البناء الأموي الصغير بمحاذاة وادي البطم حيث يبعد إلى الشرق من عمان بحوالي 85 كم وهو من الأبنية الأموية الجميلة لاحتواء جدرانه الداخلية على الرسومات الجدارية من الفريسكو وعلى الأرضيات الفسيفسائية ويضم هذا القصير أحد الحمامات التي بنيت في العهد الأموي وينسب بعض الباحثين بناء هذا القصير إلى الوليد بن عبد الملك في الفترة الواقعة ما بين ( 86-96 هـ ) ( 705-715 م )إلا أن البعض الآخر بنسبة إلى الوليد بن يزيد (125-126 هـ ) (743-744 ( ويتكون هذا البناء من قاعة رئيسية للاستقبال ، غرف حمام ، المنشآت المائية .
قصر الطوبة
يعتبر هذا القصر من القصور الأموية الخالدة التي حافظت على جزء كبير من بنائها رغم تعرضه للكثير من عوامل التعرية وأيدي العابثين التي حاولت النيل من هذا القصر حيث يقع على إحدى الطرق التجارية والتي كانت تربط البلقاء مع شمال الجزيرة العربية ولبعد هذا القصر ولموقعة النائي حيث يبعد حوالي 140كم جنوب شرق عمان مما أدى أن تكون زيارته ليست بالآمر السهل للزائر المحلي أو الأجنبي بالرغم من أن الباحث عن روعة بناء القصور الأموية يتحدى هذه الصعاب ليصل إليه وبالنسبة لتاريخ هذا القصر فيرجعه بعض الباحثين إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن يزيد . ( 743-744 م )
قلعة الأزرق
أن الناظر إلى واحة الأزرق وما تحتويه من مياه عذبة وأشجار مختلفة وآلتي انتشرت بها الحيوانات المختلفة الأنواع بالإضافة إلى وقوع هذه الواحة عند بوابة وادي السرحان يفترض جدليا انه لا بد من وجود حاميات أو قلاع أو قصور فيها ووجود قلعة الأزرق ذات الحجارة البازلتية يدل على أهمية هذه الواحة.
هذه القلعة ببنائها الجميل والمتماسك لهذه الفترة يعطي انطباعا عن متانة وقوة البناء . إن وجود هذه القلعة ذات الأصول الرومانية يدل على ما كنا قد تحدثنا عنه بقيام بعض القصور الإسلامية على أثار سابقة لها ويدل على ذلك ما وجد من حجارة ميلية رومانية التاريخ والتي ترجع إلى القرن الثاني الميلادي إلا أن القلعة في بنائها الحالي لا شك بأنها إسلامية ويدل على ذلك ما كتب فوق البوابة الرئيسية لها حيث يعود إلى سنة 1237 خلال حكم القائد الأيوبي عز الدين ايبك الذي أعاد بنائها . تتخذ القلعة شكلا مستطيلا حيث يبلغ أبعادها 80 م طولا و 72 م عرضا وتتكون في الأصل من ثلاثة طوابق .
قصر عين السل
يعتبر قصر عين السل من القصور الأموية ذات المساحة الصغيرة حيث يبلغ طوله ضلعه 17 مترا في شكل مربع بني من حجارة البازلت السوداء ويحتوي هذا القصر والذي في وسط مزرعة تابعة له في جهته الغربية حمام يتألف من ثلاثة آو أربعة غرف ومن هنا تبرز أهمية هذا القصر لاحتوائه على حمام مما يدل على انتشار بناء الحمامات في الفترة الأموية. يبعد هذا القصر باتجاه الشمال الشرقي عن قلعة الأزرق حوالي 1750 متر.
ذكرتني بالثقافة العامه ^^
حمى الله الأردن بأرضه ومليكه وشعبه
العفو يانشميه