القمر: "كيف حالك؟"
هي: (بعد صمت) ….. "الحمد لله بخير" …
القمر: "هل أنت متأكدة؟ لقد قلقت عليك طيلة الليلة الماضية … أحسست بأرق قلبك … فما الأمر؟
هي: "عجبا يا قمري !!! … كيف لك أن تراني وتشعر بي وأنت تلف في أفلاك السموات؟! .. أين أنا منك أيها القمر، أيها الكبير البعيد …"
القمر: "كيف تٍسألين وأنا أقرب إليك من أنفاسك، ينعكس ضوئي لينير لياليك أنت، فينير ليالي الآخرين في طريقه … ويتقلب فلكي مع تقلب روحك ليحرسك أثناء نومك ؟؟!!"
هي: "لا تقلق يا قمري … فإنني بخير … ينظر قلبي إليك كل ليلة … وتناجيك أحلامي … تدعوك لتضيء عتمتها … وتلمس يداي وجهك البشوش من خلف نافذتي … وتشتاق إليك خلال النهار …."
لم تدرك أثناء استرسال همس قلبها الخافت أن ساعات الفجر سلمت رايتها إلى نور الصباح … فغادر القمر على عجل إلى فلكه … تاركا قبلة صغيرة فوق نافذتها …
غادر دون أن ينتبه إلى دمعتين صغيرتين محبوستين في مقلتيها، ولم يدرك أنها كانت حقا تتألم طيلة الليل … وأن خلايا متمردة في عروقها كانت تزرع الحمى في زواياها …
لعله أحس بألمها لكنها لم تقو على إخباره … فاندست في فراشها من جديد .. وتمنت له أوقاتاً سعيدة فوق أراض أخرى …