المشاعر والأحاسيس عند الأطفال
ثبت علميًّا أن أهم ثلاثة مشاعر انفعالية تختص بتطور القيم؛ هي: التعاطف (التراحم)، والإحساس بالذنب، والخجل.
فالحياء (الخجل) يبدأ في الظهور في منتصف التعليم الابتدائي؛ حيث يبدأ الأطفال في الشعور بالإحراج عندما لا يستطيعون استيفاء المعايير القيمية التي وضعها الوالدان والمدرسون.
أما الشعور بالذنب؛ فإنه ينشأ عندما يبدأ الأطفال في وضع معاييرهم الخاصة للسلوك، وهو شعور بعدم الارتياح عندما يكتشف الطفل بأنه سبب معاناة لإنسان آخر، أو تسبب في إحداث ألم له.
إن هذين الشعورين ـ الحياء والإحساس بالذنب ـ بالرغم من كونهما سلوكين سلبيين، إلا أنهما علامة على أن إحساس الصواب والخطأ يتكون، وهو ما يتنبأ بتحسن سلوكيات الأطفال المستقبلية، ويدفعان الأطفال إلى عدم ارتكاب السلوكيات التي تخالف القيم التي تربوا عليها.
على أن التعاطف يعد "أبو المشاعر" القيمية كلها، وعامل رئيسي في بروز الإحساس القيمي.
ماذا نقصد بالإحساس القيمي؟
نقصد به المشاعر والانفعالات العاطفية التي تصاحب عملية التفاعل مع القيم، فعملية القيم تبدأ بتحديد الصواب والخطأ، لكن لكي يتحول ذلك إلى سلوك قيمي؛ لابد أن تصحبه مشاعر تدفع الإنسان لفعل الصواب ومشاعر تدفع الإنسان للكف عن الخطأ.
التعاطف أهم المشاعر القيمية:
التعاطف كما قال علماء النفس "أبو المشاعر" القيمية، فالإنسان ما لم يتعاطف مع الطرف الآخر؛ فلن يستطيع أن يأخذ في حسبانه وجهة نظره، وإن أخذها بصورة معرفية؛ فإن انطباع ذلك على السلوك سيكون غير ظاهر بالمرة.
فمثلًا؛ الطفل الذي سيمتنع عن الانتقام ممن ظلمه، لن يستطيع أن يكون بهذا التسامح ما لم يشعر بمعاناة الطرف الآخر، ويتأثر نفسيًّا بمعاناته، فهذا التعاطف هو الذي سيدفعه إلى التجاوز عن رغبة نفسه في الانتقام، والتصرف وفق القيم؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].
في حفظ الله