((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) [اﻹسراء:9].
*أَتَى عَلَى سِفر التورَاةِ فانهَزَمت******************* فَلَم يُفِدهَا زَمَانُ السبق والقِدَم
*ولم تقُم مِنه لﻺنجِيل قائِمة************************ كأنه الطيف زَارَ الجَفنَ في الحُلُم
كلّ مؤلف له عنوان، والقرآن كتاب الرحمن. كل مؤلِّف إذا ألَّف كتاباً، أو دبج خطاباً، اعتذر في مقدمته إذا خالف صواباً، إﻻّ الله فإنه تحدّى فقال: ((ذَلِكَ الْكِتَابُ ﻻ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)) [البقرة:2]، فعجز كل ذي فيه، تقرأ المصنّفات، وتُطالع المؤلفات، وتسمع القصَاَئد، وتعجبك الفوائد، تشجيك الشَّوارد، ثم تسمع القرآن المرتل، فإذا هو اﻷكمل واﻷجمل واﻷنبل.
قرآن يخاطب النفس فتخشع، والقلب فيخضع، والروح فتقنع، واﻷُذُن فتسمع، والعين فتدمع، ولو نزل علي صخر لتصدّع.
له حﻼوة وعليه طﻼوة، ﻻ يشبع منه العلماء، وﻻ يروى منه الحكماء، أفحم الخطباء، وأخرس الفصحاء، وأسكت الشعراء، وأدهش اﻷذكياء، وتحدّى العرب العرباء.
قوة برهان، وإشراق بيان، ووضوح حجة، واستقامة محجّة، تتحاكم العقول إليه وﻻ يقاس أيّ كتاب إليه، حارَت اﻷذهان في وصفه، وعجبت البشرية من سبكه ورصفه، ((ﻻ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَﻻ مِنْ خَلْفِهِ)) [فصلت:42]، تﻼوته تُذهب أحزانك، وتثير أشجانكَ، وترفع شأنك، وتُثقَل ميزانكَ، وتخسئ شيطانك، وتثبت إيمانك.
مصاحبته تُذهب كل داء وتطرد كل بﻼء، وتبيد كل شقاء، وتدفع كل ضرّاء وتُزيل كل بأساء وهو هُدًى وشفاء.
*مُسَامَرَتُهُ حياة، واتباعه نجاة، واقتفاؤه صﻼح، واتباعه فﻼح والعمل به نجاح، قارئُه ينتظر الرحمات، ويرتقب البركات، وكل حرف بعشر حسنات، يبهر العقل، ويرفع الجهل، وهو فصل ليس بالهزل، حسن نظام، وجميل إحكام، ودقّة انسجام، هو كتاب الرحمة، ودستور الحِكمة، والطريق إلى كل نعمة، والصّارف لكل نقمة، أذهلَ العرب، هيمن على الكتب، أتى بالعجب، كشف الحُجُب، سحق النصب، علم اﻷدب، بيِّن حﻼله وحرامه، وبديعة أحكامه، قويّ إفحامه.
القرآن مالُ من ﻻ مال له، وعشيرُة من ﻻ عشيرة له، وذخر من ﻻ ذخر له، وكنز من ﻻ كنز له، هو السّلوة في الغربة، واﻷنيس في الوحشة، والعزاء عن كل أحد، والجَﻼء لكل ريب، والشفاء لكل مرض، والدّواء لكل داء، سمير وأنيس، صاحب وجليس، تﻼوته أجر، وحروفه حسنات، ومُطالعته بركات، وتدبّره رحمات، والعمل به نجاة، والتحاكم إليه فﻼح، والرضا به سعادة، واﻻستغناء به ثروة، ومصاحبته غنيمة، شافع مشفّع، وصاحب حجّة مقبول، وناصح أمير، ورفيق موافق، ومُحدّث ممتع، هدىً ﻻ ضﻼلة بعده، ونور ﻻ ظلمة فيه، وشفاء ﻻ سقم عنده، يُؤنسك في القبر، يحفظك في الحَشر، يُنجيك على الصِّراط، يُوصلك الجنة، يبعدك عن النار، يحميك من غضب الجَبّار، يُذهِب همّك، يجلو غمّك، يُزيل تعبك، يطرد نَصَبك، يشرح صدرك، يرفع ذِكرك، يُعلِي قدرك، هو قُرَّة العيون، وسَلوة القلوب، وبهجة النفوس، وحلية اﻷولياء، ومأدبة العلماء، يعصم من الغي، يحمي من الضﻼلة، يحصن من الجهالة، يمنع من الغواية، قلب بﻼ قرآن ملعون، وعبد بﻼ قرآن مخذول، وعير بﻼ قرآن خائنة، ويد بﻼ قرآن جانِية، وأُذُن بﻼ قرآن آثمة، وقلم بﻼ قرآن مارد، وصحيفة بﻼ قرآن ﻻغية، وحفل بﻼ قرآن زور، ومجلس بﻼ قرآن لهو، وحديث بﻼ قرآن لغو، وكاتب بﻼ قرآن أفّاك، وشاعر بﻼ قرآن كذّاب، وتاجر بﻼ قرآن غشاش، وحياة بﻼ قرآن موت، وحضارة بﻼ قرآن لعنة، وثقافة بﻼ قرآن مهزلة، والقرآن كﻼم الله، وأمانة جبريل، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ودستور أُمة، ومنهج حياة، ومشروع حضارة، ومُنطلق دعوة، ووثيقة إصﻼح، وحلّ لمشكﻼت البشرية، وشفاء ﻷسقام اﻹنسانية، طُهر للضمائر، وعمارة للسّرائر، وهدى للناس، وبشرى للمؤمنين، ودعوة للعالم، وغيث ﻷهل اﻷرض، فيه قصة اﻹنسان، ومسيرة الخلق، وتوحيد الخالق، وصفات الرُّسُل، وخبر المﻼئكة، ونعيم الجنة، وعذاب النار، وهو رسالة السماء إلى اﻷرض، وخاتم الكتب، ومعجزة النبوّة، وأُعجوبة الدهر، ونبأ الغيب، وحديث اﻵخرة، صدق في الخبر، عدل في الحُكم، وسط في الطريقة، صحّة في المثل، إعجاز في القول، حُسن في الحديث، جمال في السَّبك، قوّة في الحجة، إشراق في البيان، سداد في النّصح ((كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)) [هود:1]، وهو المعجزة الَخالدة، وَالمجد الباقي، والشّرفَ المُنيف. هو الشافي الكافي، الجامع الشّافع، فيه خبر القرون، وقصة فرعون و هامان و قارون، وحديث ثمود وعاد، وإرم ذات العماد، وفيه ذكِر اﻷنبياء، وصفات اﻷولياء، وخاتمة الشهداء، ونعيم السعداء، وعذاب اﻷشقياء، ومصير اﻷبرار، ونهاية الفُجّار، وعد ووعيد، وبشارة وتهديد، وجنة ونار، وفوز وبوار، تحدّى بالذُّباب، وضرب المثل بالبعوضة، وشبّه بالعنكبوت، وتحدّث عن النّملة، وتعجز بالنحلة، وأهلَكَ بالناقة، وشبّه بالحمار، وأفحَم بالبقرة، وقصّ بالغراب، فيه الفاتحة الكافية الشّافية الصافية الوافية، وفيه البقرة الحافلة باﻷحكام، والحﻼل والحرام، في أبدع نظام وأروع كﻼم، وفيه المُنجية من عذاب القبر وروعة الحشر، وضيق الصدر، وفيه آية الكرسي الحافظة من كل شيطان، والمانعة من كل غَيٍّ، الحارسة من كل مارد، الحامية من رجس.
فيه سورة اﻹخﻼص التي فيها صفة الرحمن، ومدح الدَّيَّان، والثَّناء على ذيِ العزّة والسلطان، وفيه المعوّذات والمحصنات من الشرور والسيئات، تﻼوته تُكَفِّر الخَطيئات، وتُطهر من السيئات، وقراءته تستجلب رضا من أنزله، ومحبة من تكلم به، فهو الكتاب الذي بزّ الكتب بياناً، وفاقها فَصاحة، يدفع الشك باليقين، والوهم بالحقيقة، والجهل بالعلم، والشّبهة بالبرهان، فهو زاد العبد الصادق في سِفر الحياة، وهو قُوت القلب المؤمن في رحلة العمر، وهو متعة العقل الحصيف، ومدد اﻹنسان الضعيف، أحرف من النور تكشف زِيف الباطل، وكلمات من الطّهر تجتاح معاقِل البُهتان، وفيض من القداسة يُروّي ظمأ الروح، يُقال لصاحبه في الجنة اقرأ وارتق ورتّل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، وفي الحديث: {اقرؤوا القرآن فإنه يأَتي شفيعاً ﻷصحابه}، {وخيركم من تعلم القرآنَ وعلمه}، {والقرآن حجة لك أو عليك}، فطُوبى لمن صاحبَ القرآن، ورافقه وأحبّه وتﻼه وتدبّره وأنِسَ به، واسترشد بوعظه، واهتدى بهُداه، وعكف عليه، وتغنّى به، وأحيا به ليله، وأجرى به دمعه، وأذهب به همه، وأزالَ به غمّه، وطرد به حُزنه وكفر به ذنبه، وأبرَدَ به لهيب روحه، وسكَن به خوفه، فهذا هو- السعيد الناجي، والفائز الظافر، والوليّ الصادق، فهذا القرآن هو مأدبة الله وضيافته ومائدته، فَمَن قَبِلَ الضيافة نال التكريم وحظِيَ بالزّلفى وحصل على الفوز وأدرك الفَﻼح.
قيل للقرآن: نعم عند السلف فنالوا به الشّرف، وحصلوا به على التُّحَف.
وقيل للقرآن: ﻻ عند الخَلَف، فوقعوا في التَّرفِ، وأًصيبوا بالتّلف، وحصلوا على الخيبة واﻷسف.
قيل للقرآن: نعم في المآتم واﻷعياد والموالد والمهرجانات واﻻحتفاﻻت.
وقيل للقرآن: ﻻ في أُمور الحياة، وقضايا اﻹنسان، ومعاهدات الدول، ومواثيق الشعوب، وهموم اﻷُمة.
قال الجزائريون للقرآن: نعم زمن ثورتهم العارمة، وجِهادهم العظيم، وكفاحهم الحي، ونِضالهم الدّامي، واستبسالهم المُشرق فدفعوا على دوي القرآن نفوسهم، وقدّموا على صوت القرآن رؤوسهم، وسكبوا على تﻼوة القرآن دماءهم، فلما حكمهم بعض بني جنسهم، وسَاسَهمِ أُناس من أنفسهم قالوا للقرآن: ﻻ، ((فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ)) [التوبة:77].
وقال آخرون: نعم للقرآن، فحكموا العالم وأقاموا خﻼفة، وبنوا مجداً، وصنعوا حضارة، وأسسوا كياناً، وصلوا به في صنعاء، وتهجّدوا به في كابل، وفسّروه في تونس، وشرحوه في دمشق، وخشعوا له في بغداد، فلما قَدِم (كمال) أشقاهم قال للقرآن: ﻻ، فأصبح قومه أجانب على الشعوب، غرباء على الدنيا، يتوسلون المنظمات الدولية ليكونوا بها أعضاء ويشحذون الهيئات العالمية لتقبلهم مُشاركين، وأصبحوا ﻷعدائهم تابعين بعد أن كانوا خلفاء فاتِحين.
وقالت طائفة منهم للقرآن: نعم فجاهدوا وضحّوا، وبذلوا وأعطوا، فلما وصل منهم من وصل إلى سُدَّة الحُكم عَزَلَ القرآن عن الحياة، ونفى القرآن عن مسرح اﻷحداث، وعطَّل القرآن عن التحكيم، فخرج جيل في أعداد الرمل، وكثرة الحَصَى ﻻ يعرف أحدهم إﻻ طعامه وشرابه وذهابه وإيابه.
*عَدَدُ الحَصَى والرُّمل في تَعدَادهِم**************** فإذا حَسَبتَ وَجَدتَهُم أصفَاراً
وقال أكثر العالم للقرآن: نعم في افتتاح المؤتمر وختام الجلسة وعلى القبر، وعند عقد النكاح، وعلى روح الميت.
وقالوا للقرآن: ﻻ في أول مادة القنون، وفي بداية الدستور، وعند إصدار الحُكم وزمن التنفيذ، فنعم للقرآن عندهم في المسجد والمقبرة والصﻼة والمولد والمأتم، وﻻ للقرآن في القصر والميدان والمصنع والشركة والجيش والمحكمة واﻻقتصاد والصيانة والفكر والفن، فنعم للقرآن عند الموت، وﻻ للقرآن عند الحياة ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) [المائدة:50]. واحسرتاه يوم نحي القرآن عن العالم كيف عُذبَ وسُحِقَ ومُحِقَ ومُزِّقَ، ولو كان القرآن معهم لمَا قامت الحرب اﻷولى وﻻ الثانية. ﻷن القِرآن ينادي ((أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي اﻷَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)) [المائدة:32]، ولو كان القرآن في قلوب اَﻷمريكان لمَا دمّروا البشر وأزهقوا اﻷرواح في نجَزاكي و هيروشيما؛ ﻷن القرآن ينادي ((وَﻻ تُفْسِدُوا فِي اﻷَرْضِ بَعْدَ إِصْﻼحِهَا)) [اﻷعراف:56].
*ولو شعّ نور القرآن في قلوب الرّوس والصِّرب لمَا أبادوا الحَرثَ والنَّسلَ في البوسنة والهرسك و كوسوفا و الشيشان؛ ﻷنِ القرآن يحرم هذا الصنيع والفِعل الشنيع والعمل الفظيع. ((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي اﻷَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ ﻻ يُحِبُّ الْفَسَادَ)) [البقرة:205].
يا مجلس اﻷمن حَفِّظ أعضاءك آية ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اﻷَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [اﻷنعام:82] لينقلوها لشعوبهم التي عطّلت القرِآِن وصدّت عنه وهجرته فذاقت لباس الجوع والخوف والبأساء والموت ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)) [طه:124].
واحسرتاه يوم عُزلَ العلم عن القرِآن فصار علماً طاعناً باغياً كافراً فاجراً ((يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ اﻵخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)) [الروم:7].
وواأسفاه يومِ أُبعد الفنّ عن القرآن فصار فنّاً ممسوخاً مسلوخاً تافهاً ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)) [لقمان:6] ويوم فُصِلَ اﻷدب عن القرآن خرج أدباً مشوهاً متخلّفاً مقيتاً فاحَشاً ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)) [الشعراء:224] * ((أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ)) [الشعراء:225].
ويوم فُصلت السياسة عن القرآن بَزَغَ سَاسَة طُغاة عُتاة قُساة جبّارون سفّاكون سفّاحون ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)) [اﻹسراء:16].
ويوم قُطعَ اﻻقتصاد عن القرآن نتجت أموال ملوَّثة وتجارة محرمة ومعامﻼت ربوية ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)) [البقرة:275].
ويوم فقدت التربية روح القرآن وبركته ونوره شبَّ جيلٌ عاق مارد متهتك ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّﻼةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)) [مريم:59].
يا حملة اﻷقﻼم، يا رجال اﻹعﻼم، عبّوا منِ مورد القرآن العذب الزﻻل ((عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)) [اﻹنسان:6].
لِتُعِدُّوا اﻷُمة بحديثكم وتُصلحوا الناس بكﻼمكم ((مَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَﻼ يَضِلُّ وَﻻ يَشْقَى)) [طه:123].
*اكتب على مستشفيات العالم نصيبها من القرآن ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)) [الشعراء:80] اكتب على العيادات النفسية ((ألَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد:28] وسطر على المحاكم ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَاﻹِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى)) [النحل:90] وانقش على القلوب ((إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) [اﻹسراء:9] وانحَت على الذّاكرة ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ ﻻ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) [محمد:19] عَمِيَت عيون لم تكتحل بالقرآن، وصُمَّت آذان لم تشنّف بالقرآن، ومزقت أفئدة ﻻ تحبّ القرآن، وهُدمَت بيوت ﻻ تُدَوّي بالقرآن، ومُحِقَت شعوب ﻻ تتحاكم إلى القرآن، وهانت أمة ﻻ تعمل بالقرآن.
*
*
*أَتَى عَلَى سِفر التورَاةِ فانهَزَمت******************* فَلَم يُفِدهَا زَمَانُ السبق والقِدَم
*ولم تقُم مِنه لﻺنجِيل قائِمة************************ كأنه الطيف زَارَ الجَفنَ في الحُلُم
كلّ مؤلف له عنوان، والقرآن كتاب الرحمن. كل مؤلِّف إذا ألَّف كتاباً، أو دبج خطاباً، اعتذر في مقدمته إذا خالف صواباً، إﻻّ الله فإنه تحدّى فقال: ((ذَلِكَ الْكِتَابُ ﻻ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)) [البقرة:2]، فعجز كل ذي فيه، تقرأ المصنّفات، وتُطالع المؤلفات، وتسمع القصَاَئد، وتعجبك الفوائد، تشجيك الشَّوارد، ثم تسمع القرآن المرتل، فإذا هو اﻷكمل واﻷجمل واﻷنبل.
قرآن يخاطب النفس فتخشع، والقلب فيخضع، والروح فتقنع، واﻷُذُن فتسمع، والعين فتدمع، ولو نزل علي صخر لتصدّع.
له حﻼوة وعليه طﻼوة، ﻻ يشبع منه العلماء، وﻻ يروى منه الحكماء، أفحم الخطباء، وأخرس الفصحاء، وأسكت الشعراء، وأدهش اﻷذكياء، وتحدّى العرب العرباء.
قوة برهان، وإشراق بيان، ووضوح حجة، واستقامة محجّة، تتحاكم العقول إليه وﻻ يقاس أيّ كتاب إليه، حارَت اﻷذهان في وصفه، وعجبت البشرية من سبكه ورصفه، ((ﻻ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَﻻ مِنْ خَلْفِهِ)) [فصلت:42]، تﻼوته تُذهب أحزانك، وتثير أشجانكَ، وترفع شأنك، وتُثقَل ميزانكَ، وتخسئ شيطانك، وتثبت إيمانك.
مصاحبته تُذهب كل داء وتطرد كل بﻼء، وتبيد كل شقاء، وتدفع كل ضرّاء وتُزيل كل بأساء وهو هُدًى وشفاء.
*مُسَامَرَتُهُ حياة، واتباعه نجاة، واقتفاؤه صﻼح، واتباعه فﻼح والعمل به نجاح، قارئُه ينتظر الرحمات، ويرتقب البركات، وكل حرف بعشر حسنات، يبهر العقل، ويرفع الجهل، وهو فصل ليس بالهزل، حسن نظام، وجميل إحكام، ودقّة انسجام، هو كتاب الرحمة، ودستور الحِكمة، والطريق إلى كل نعمة، والصّارف لكل نقمة، أذهلَ العرب، هيمن على الكتب، أتى بالعجب، كشف الحُجُب، سحق النصب، علم اﻷدب، بيِّن حﻼله وحرامه، وبديعة أحكامه، قويّ إفحامه.
القرآن مالُ من ﻻ مال له، وعشيرُة من ﻻ عشيرة له، وذخر من ﻻ ذخر له، وكنز من ﻻ كنز له، هو السّلوة في الغربة، واﻷنيس في الوحشة، والعزاء عن كل أحد، والجَﻼء لكل ريب، والشفاء لكل مرض، والدّواء لكل داء، سمير وأنيس، صاحب وجليس، تﻼوته أجر، وحروفه حسنات، ومُطالعته بركات، وتدبّره رحمات، والعمل به نجاة، والتحاكم إليه فﻼح، والرضا به سعادة، واﻻستغناء به ثروة، ومصاحبته غنيمة، شافع مشفّع، وصاحب حجّة مقبول، وناصح أمير، ورفيق موافق، ومُحدّث ممتع، هدىً ﻻ ضﻼلة بعده، ونور ﻻ ظلمة فيه، وشفاء ﻻ سقم عنده، يُؤنسك في القبر، يحفظك في الحَشر، يُنجيك على الصِّراط، يُوصلك الجنة، يبعدك عن النار، يحميك من غضب الجَبّار، يُذهِب همّك، يجلو غمّك، يُزيل تعبك، يطرد نَصَبك، يشرح صدرك، يرفع ذِكرك، يُعلِي قدرك، هو قُرَّة العيون، وسَلوة القلوب، وبهجة النفوس، وحلية اﻷولياء، ومأدبة العلماء، يعصم من الغي، يحمي من الضﻼلة، يحصن من الجهالة، يمنع من الغواية، قلب بﻼ قرآن ملعون، وعبد بﻼ قرآن مخذول، وعير بﻼ قرآن خائنة، ويد بﻼ قرآن جانِية، وأُذُن بﻼ قرآن آثمة، وقلم بﻼ قرآن مارد، وصحيفة بﻼ قرآن ﻻغية، وحفل بﻼ قرآن زور، ومجلس بﻼ قرآن لهو، وحديث بﻼ قرآن لغو، وكاتب بﻼ قرآن أفّاك، وشاعر بﻼ قرآن كذّاب، وتاجر بﻼ قرآن غشاش، وحياة بﻼ قرآن موت، وحضارة بﻼ قرآن لعنة، وثقافة بﻼ قرآن مهزلة، والقرآن كﻼم الله، وأمانة جبريل، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ودستور أُمة، ومنهج حياة، ومشروع حضارة، ومُنطلق دعوة، ووثيقة إصﻼح، وحلّ لمشكﻼت البشرية، وشفاء ﻷسقام اﻹنسانية، طُهر للضمائر، وعمارة للسّرائر، وهدى للناس، وبشرى للمؤمنين، ودعوة للعالم، وغيث ﻷهل اﻷرض، فيه قصة اﻹنسان، ومسيرة الخلق، وتوحيد الخالق، وصفات الرُّسُل، وخبر المﻼئكة، ونعيم الجنة، وعذاب النار، وهو رسالة السماء إلى اﻷرض، وخاتم الكتب، ومعجزة النبوّة، وأُعجوبة الدهر، ونبأ الغيب، وحديث اﻵخرة، صدق في الخبر، عدل في الحُكم، وسط في الطريقة، صحّة في المثل، إعجاز في القول، حُسن في الحديث، جمال في السَّبك، قوّة في الحجة، إشراق في البيان، سداد في النّصح ((كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)) [هود:1]، وهو المعجزة الَخالدة، وَالمجد الباقي، والشّرفَ المُنيف. هو الشافي الكافي، الجامع الشّافع، فيه خبر القرون، وقصة فرعون و هامان و قارون، وحديث ثمود وعاد، وإرم ذات العماد، وفيه ذكِر اﻷنبياء، وصفات اﻷولياء، وخاتمة الشهداء، ونعيم السعداء، وعذاب اﻷشقياء، ومصير اﻷبرار، ونهاية الفُجّار، وعد ووعيد، وبشارة وتهديد، وجنة ونار، وفوز وبوار، تحدّى بالذُّباب، وضرب المثل بالبعوضة، وشبّه بالعنكبوت، وتحدّث عن النّملة، وتعجز بالنحلة، وأهلَكَ بالناقة، وشبّه بالحمار، وأفحَم بالبقرة، وقصّ بالغراب، فيه الفاتحة الكافية الشّافية الصافية الوافية، وفيه البقرة الحافلة باﻷحكام، والحﻼل والحرام، في أبدع نظام وأروع كﻼم، وفيه المُنجية من عذاب القبر وروعة الحشر، وضيق الصدر، وفيه آية الكرسي الحافظة من كل شيطان، والمانعة من كل غَيٍّ، الحارسة من كل مارد، الحامية من رجس.
فيه سورة اﻹخﻼص التي فيها صفة الرحمن، ومدح الدَّيَّان، والثَّناء على ذيِ العزّة والسلطان، وفيه المعوّذات والمحصنات من الشرور والسيئات، تﻼوته تُكَفِّر الخَطيئات، وتُطهر من السيئات، وقراءته تستجلب رضا من أنزله، ومحبة من تكلم به، فهو الكتاب الذي بزّ الكتب بياناً، وفاقها فَصاحة، يدفع الشك باليقين، والوهم بالحقيقة، والجهل بالعلم، والشّبهة بالبرهان، فهو زاد العبد الصادق في سِفر الحياة، وهو قُوت القلب المؤمن في رحلة العمر، وهو متعة العقل الحصيف، ومدد اﻹنسان الضعيف، أحرف من النور تكشف زِيف الباطل، وكلمات من الطّهر تجتاح معاقِل البُهتان، وفيض من القداسة يُروّي ظمأ الروح، يُقال لصاحبه في الجنة اقرأ وارتق ورتّل فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، وفي الحديث: {اقرؤوا القرآن فإنه يأَتي شفيعاً ﻷصحابه}، {وخيركم من تعلم القرآنَ وعلمه}، {والقرآن حجة لك أو عليك}، فطُوبى لمن صاحبَ القرآن، ورافقه وأحبّه وتﻼه وتدبّره وأنِسَ به، واسترشد بوعظه، واهتدى بهُداه، وعكف عليه، وتغنّى به، وأحيا به ليله، وأجرى به دمعه، وأذهب به همه، وأزالَ به غمّه، وطرد به حُزنه وكفر به ذنبه، وأبرَدَ به لهيب روحه، وسكَن به خوفه، فهذا هو- السعيد الناجي، والفائز الظافر، والوليّ الصادق، فهذا القرآن هو مأدبة الله وضيافته ومائدته، فَمَن قَبِلَ الضيافة نال التكريم وحظِيَ بالزّلفى وحصل على الفوز وأدرك الفَﻼح.
قيل للقرآن: نعم عند السلف فنالوا به الشّرف، وحصلوا به على التُّحَف.
وقيل للقرآن: ﻻ عند الخَلَف، فوقعوا في التَّرفِ، وأًصيبوا بالتّلف، وحصلوا على الخيبة واﻷسف.
قيل للقرآن: نعم في المآتم واﻷعياد والموالد والمهرجانات واﻻحتفاﻻت.
وقيل للقرآن: ﻻ في أُمور الحياة، وقضايا اﻹنسان، ومعاهدات الدول، ومواثيق الشعوب، وهموم اﻷُمة.
قال الجزائريون للقرآن: نعم زمن ثورتهم العارمة، وجِهادهم العظيم، وكفاحهم الحي، ونِضالهم الدّامي، واستبسالهم المُشرق فدفعوا على دوي القرآن نفوسهم، وقدّموا على صوت القرآن رؤوسهم، وسكبوا على تﻼوة القرآن دماءهم، فلما حكمهم بعض بني جنسهم، وسَاسَهمِ أُناس من أنفسهم قالوا للقرآن: ﻻ، ((فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ)) [التوبة:77].
وقال آخرون: نعم للقرآن، فحكموا العالم وأقاموا خﻼفة، وبنوا مجداً، وصنعوا حضارة، وأسسوا كياناً، وصلوا به في صنعاء، وتهجّدوا به في كابل، وفسّروه في تونس، وشرحوه في دمشق، وخشعوا له في بغداد، فلما قَدِم (كمال) أشقاهم قال للقرآن: ﻻ، فأصبح قومه أجانب على الشعوب، غرباء على الدنيا، يتوسلون المنظمات الدولية ليكونوا بها أعضاء ويشحذون الهيئات العالمية لتقبلهم مُشاركين، وأصبحوا ﻷعدائهم تابعين بعد أن كانوا خلفاء فاتِحين.
وقالت طائفة منهم للقرآن: نعم فجاهدوا وضحّوا، وبذلوا وأعطوا، فلما وصل منهم من وصل إلى سُدَّة الحُكم عَزَلَ القرآن عن الحياة، ونفى القرآن عن مسرح اﻷحداث، وعطَّل القرآن عن التحكيم، فخرج جيل في أعداد الرمل، وكثرة الحَصَى ﻻ يعرف أحدهم إﻻ طعامه وشرابه وذهابه وإيابه.
*عَدَدُ الحَصَى والرُّمل في تَعدَادهِم**************** فإذا حَسَبتَ وَجَدتَهُم أصفَاراً
وقال أكثر العالم للقرآن: نعم في افتتاح المؤتمر وختام الجلسة وعلى القبر، وعند عقد النكاح، وعلى روح الميت.
وقالوا للقرآن: ﻻ في أول مادة القنون، وفي بداية الدستور، وعند إصدار الحُكم وزمن التنفيذ، فنعم للقرآن عندهم في المسجد والمقبرة والصﻼة والمولد والمأتم، وﻻ للقرآن في القصر والميدان والمصنع والشركة والجيش والمحكمة واﻻقتصاد والصيانة والفكر والفن، فنعم للقرآن عند الموت، وﻻ للقرآن عند الحياة ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) [المائدة:50]. واحسرتاه يوم نحي القرآن عن العالم كيف عُذبَ وسُحِقَ ومُحِقَ ومُزِّقَ، ولو كان القرآن معهم لمَا قامت الحرب اﻷولى وﻻ الثانية. ﻷن القِرآن ينادي ((أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي اﻷَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)) [المائدة:32]، ولو كان القرآن في قلوب اَﻷمريكان لمَا دمّروا البشر وأزهقوا اﻷرواح في نجَزاكي و هيروشيما؛ ﻷن القرآن ينادي ((وَﻻ تُفْسِدُوا فِي اﻷَرْضِ بَعْدَ إِصْﻼحِهَا)) [اﻷعراف:56].
*ولو شعّ نور القرآن في قلوب الرّوس والصِّرب لمَا أبادوا الحَرثَ والنَّسلَ في البوسنة والهرسك و كوسوفا و الشيشان؛ ﻷنِ القرآن يحرم هذا الصنيع والفِعل الشنيع والعمل الفظيع. ((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي اﻷَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ ﻻ يُحِبُّ الْفَسَادَ)) [البقرة:205].
يا مجلس اﻷمن حَفِّظ أعضاءك آية ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اﻷَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [اﻷنعام:82] لينقلوها لشعوبهم التي عطّلت القرِآِن وصدّت عنه وهجرته فذاقت لباس الجوع والخوف والبأساء والموت ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)) [طه:124].
واحسرتاه يوم عُزلَ العلم عن القرِآن فصار علماً طاعناً باغياً كافراً فاجراً ((يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ اﻵخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)) [الروم:7].
وواأسفاه يومِ أُبعد الفنّ عن القرآن فصار فنّاً ممسوخاً مسلوخاً تافهاً ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)) [لقمان:6] ويوم فُصِلَ اﻷدب عن القرآن خرج أدباً مشوهاً متخلّفاً مقيتاً فاحَشاً ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)) [الشعراء:224] * ((أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ)) [الشعراء:225].
ويوم فُصلت السياسة عن القرآن بَزَغَ سَاسَة طُغاة عُتاة قُساة جبّارون سفّاكون سفّاحون ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)) [اﻹسراء:16].
ويوم قُطعَ اﻻقتصاد عن القرآن نتجت أموال ملوَّثة وتجارة محرمة ومعامﻼت ربوية ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)) [البقرة:275].
ويوم فقدت التربية روح القرآن وبركته ونوره شبَّ جيلٌ عاق مارد متهتك ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّﻼةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)) [مريم:59].
يا حملة اﻷقﻼم، يا رجال اﻹعﻼم، عبّوا منِ مورد القرآن العذب الزﻻل ((عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)) [اﻹنسان:6].
لِتُعِدُّوا اﻷُمة بحديثكم وتُصلحوا الناس بكﻼمكم ((مَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَﻼ يَضِلُّ وَﻻ يَشْقَى)) [طه:123].
*اكتب على مستشفيات العالم نصيبها من القرآن ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)) [الشعراء:80] اكتب على العيادات النفسية ((ألَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد:28] وسطر على المحاكم ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَاﻹِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى)) [النحل:90] وانقش على القلوب ((إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)) [اﻹسراء:9] وانحَت على الذّاكرة ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ ﻻ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) [محمد:19] عَمِيَت عيون لم تكتحل بالقرآن، وصُمَّت آذان لم تشنّف بالقرآن، ومزقت أفئدة ﻻ تحبّ القرآن، وهُدمَت بيوت ﻻ تُدَوّي بالقرآن، ومُحِقَت شعوب ﻻ تتحاكم إلى القرآن، وهانت أمة ﻻ تعمل بالقرآن.
*
*
يسلمواعلى الطرح المميز
تقبل مروري
تحاياي
تقبل مروري
تحاياي