مسيرة من سليانة إلى العاصمة والمواجهات تخلف 300 جريحا
تونس.. الثورة تشتعل
مسيرة من سليانة إلى العاصمة
تصوير: (ح.م)
الناشطة نجاة لعبيدي لـ "الشروق": المال الوسخ لأزلام بن علي يؤزم الوضع
مسؤول في اتحاد الشغل لـ "الشروق": المشاكل وليدة 23 سنة من حكم المخلوع
خرج المئات من سكان مدينة سليانة بشمال غرب تونس، في مسيرة العاصمة تونس احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالبهم بإقالة المحافظ، فيما خلفت الاشتباكات التي دارت رحاها في أحياء المدينة لخمسة أيام كاملة بين السكان وقوات الأمن 300 جريح، لينهم 12 أصيبوا بالعمى جراء إصابتهم بطلقات على مستوى العين، مثلما أكدته الناشطة الحقوقية التونسية نجاة لعبيدي للشروق
استمرت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن لليوم الخامس على التوالي، وامتدت المواجهات إلى مناطق أخرى تابعة للمحافظة، فيما تحاول الشرطة إعادة الهدوء إلى المحافظة التي اندلع فيها ما يشبه انتفاضة شعبية عارمة.
ودخلت مدرعات عسكرية إلى المدينة لمحاولة فرض النظام، وأطلقت القنابل الدخانية في المنازل وعلى الأسطح ووسط حشود المتظاهرين، وكان رد فعل المواطنين عنيفا حيث تمكنوا من حرق 5 مراكز للأمن.
وأمام الانزلاق الخطير للوضع في مدينة سليانة، اتهم وزير الداخلية التونسي علي العريض، من وصفهم بـ »الأطراف الحزبية والنقابية بالوقوف وراء أحداث العنف«، وقال العريض، في تصريح على القناة الرسمية التونسية إن وزارة الداخلية لديها قائمة بأسماء المتهمين، وخص بالذكر الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد، حيث اتهمه بالتحريض على العنف والعمل على إرباك عمل الحكومة مركزياً وجهوياً، على حد تعبير العريض.
وفيما يبدو أنه تحدٍ من الحكومة التونسية، قال رئيس الوزراء حمادي الجبالي، إن أحداث سليانة بدأت بسبب خلاف بين شخصين في المحافظة تحول إلى إضراب عام فعصيان، وأضاف في تصريحٍ إذاعي أن محافظ سليانة سيبقى في منصبه وسيتنحى عندما أفعل أنا ذلك.
وهاجمت الناشطة الحقوقية التونسية نجاة لعبيدي، طريقة تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين، وقالت لـ "الشروق" »لقد استخدمت مصالح الأمن أسلحة محظورة والقوة، الأمر الذي خلق 300 جريح من بينهم 12 شخصا فقدوا بصرهم«، واعتبرت المتحدثة أن حكومة الجبالي قد أسقطت حقين جاءت بهما ثورة جانفي وهما التظاهر والحق في التنمية.
وبمقابل، ذلك، رفعت الناشطة نجاة لعبيدي مسؤولية حكومة الجبالي عن انزلاق الأمور، اتهمت أحزاب معارضة بتأزيم الوضع، وأشارت بأصابع الاتهام إلى فلول النظام،: »لا يمكن استبعاد دور رجل الأعمال كمال لطيف مما يحدث، فهذا الشخص الذي كان من مقربي بن علي ساهم بأمواله في تأليب الشارع في أحداث سيدي بوزيد وهو يعيد الأمر هذه المرة في سليانة«.
أما القيادي في الاتحاد التونسي للشغل محمد ضيف علي، فتوقع في تصريح للشروق، انفراج الأزمة اليوم، بعد اللقاء الذي سيجمع الاتحاد والحكومة، هذه الأخيرة اعتبر فترة حكمها القصير غير كاف لحل المشاكل الاجتماعية والتنموية التي خلفتها حكم المخلوع زين العابيدن بن علي.
عبدالسلام سكية
2024/11/30