تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » جائزة ألمانية عالمية للآداب في محاولة لكسر الطوق المفروض على أدب العالم الثالث

جائزة ألمانية عالمية للآداب في محاولة لكسر الطوق المفروض على أدب العالم الثالث 2024.

جائزة ألمانية عالمية للآداب في محاولة لكسر الطوق المفروض على أدب العالم الثالث

في محاولة لفتح آفاق عالمية أمام الإنتاج الأدبي من العالم الثالث، رصدت دار "ثقافات العالم" الألمانية بالمشاركة مع مؤسسة إيلمنتارتايلشين في هامبورج جائزة عالمية للأدب، تمنح لأول مرة لأعمال أدبية ترجمت حديثا إلى الألمانية.

عادة ما يستعمل مصطلح "الأدب العالمي" للتعبير عن الأدب الأمريكي أو الأوروبي، مع تجاهل الإنتاج الأدبي في بقية قارات العالم، وبالذات في العالم الثالث، رغم أهميته. لذلك تسعى دار "ثقافات العالم" ومؤسسة إيلمنتارتايلشين إلى تغيير هذه النظرة الانتقائية عبر تخصيص "جائزة عالمية للأدب"، منحت لأول مرة الأسبوع الماضي في برلين، لأعمال روائية عالمية تُرجمت لأول مرة إلى اللغة الألمانية. والهدف من هذه الجائزة هو شد أنظار القارئ الألماني إلى الأدب الآسيوي والأدب الإفريقي وكذا أدب أمريكا اللاتينية، الذي ظل لعقود طويلة غائبا عن مفهوم الأدب العالمي. ورغم التطلعات الواعدة لمؤسسي هذه الجائزة، إلا أن التحدي الأكبر الذي يعترض طريقهم يكمن في افتقار المكتبة الألمانية إلى ترجمات أدب القارات الثلاث.
تراجع "مكتبات العالم الثالث"
ومن المؤكد أن أعداد الروايات المترجمة إلى اللغة الألمانية لمؤلفات غير أوروبية قد تضاعف في السنوات الأخيرة، لكن ذلك لا يعني أنها تُجاري حجم الحركة الأدبية التي تشهدها البلدان الإفريقية أو الآسيوية أو بلدان أمريكا اللاتينية. وفي سبعينيات القرن الماضي، أبدت المكتبات الألمانية اهتماما ملحوظا بالأدب غير الأوروبي، لمواجهة الطلب المنتعش حينذاك على تلك الأعمال الأدبية. لذلك عمدت بعض دور النشر الصغيرة إلى ترجمة مؤلفات أدباء أفارقة ومن أمريكا اللاتينية لعرضها في السوق الألمانية لمواكبة التطورات التي تشهدها المستعمرات السابقة.
وكذلك الشأن بالنسبة لدار النشر "هامر" الواقعة في مدينة فوبرتال الألمانية، والتي تعتبر من بين دور النشر الأوائل التي اهتمت بالأدب العالمي. وتقول مونيكا بيلشتاين المشرفة على "هامر" إنه وفي فترة سبعينيات القرن الماضي كانت هناك العديد من المكتبات التي اختصت في عرض مثل هذه المؤلفات، ومن ثم أُطلق عليها اسم "مكتبات العالم الثالث". بيد أنها ومع مرور الوقت بدأت تختفي وتقلص عددها.
نجيب محفوظ وجائزة نوبل للأدب
ولكون جل الترجمات التي أنجزت في فترة السبعينيات من القرن الماضي للأدب غير الأوروبي كانت بدوافع سياسية، فإن القيمة الأدبية لتلك الأعمال لم تكن مقياسا لاختيارها كمادة للترجمة، بل كانت تأتي في المرتبة الثانية. ما أدى إلى غياب الأعمال القيمة عن المكتبة الألمانية طيلة سنوات طويلة. وهذا ما انتبهت إليه دار النشر السويسرية "دار الاتحاد"، التي طالما دعا مديرها لوسيان لايتس إلى تأسيس ما وصفها بـ"جمهورية ديمقراطية للآداب العالمية"، وهو ما يعني أن تتم ترجمة المؤلفات المميزة بغض النظر عن أصلها ولغتها وأسلوبها. وبناءا عليه، قامت دار النشر السويسرية منتصف الثمانينات بأول ترجمة إلى الألمانية لرواية "القاهرة" للأديب المصري نجيب محفوظ، الذي حصل عام 1988 جائزة نوبل للآداب، الأمر الذي ساهم بدوره في انتشار أعمال محفوظ. إذ لم تكن دار النشر السويسرية قد باعت من تلك الرواية خلال السنوات الأربع السابقة للجائزة سوى 300 نسخة من ذلك العمل المترجم في حين وعقب الإعلان عن خبر منح الجائزة ارتفع حجم المبيعات ليصل إلى 30 ألف نسخة في غضون أيام فقط.
أدب العالم الثالث مازال غائبا
وقد تثير النجاحات التي حققها بعض الكتاب المزيد من الفضول لدى القراء للإطلاع على أدب المنطقة المنحدرين منها. وكذا هو حال أدب أمريكا اللاتينية، كما تقول مونيكا بيلشتاين، الذي استفاد بشكل كبير من شهرة عمالقته مثل غابريل غارسيا ماركيز وإيزابلا أليندا وماريو بارغاس يوسا. مضيفة أن الروايات المترجمة من أدب أمريكا اللاتينية تلاقي إقبالا كبيرا داخل ألمانيا، في حين أن مثيلتها الإفريقية لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام، بل وحتى الأسماء الكبيرة من أدباء القارة السمراء لم يجدوا في ألمانيا طريقهم نحو الشهرة بشكل كبير. وعن ذلك علقت بربارا كليفش العاملة بأحد المكتبات بالقول "كلما ميزت الغرابة ثقافة بلد ما، كلما كان من الصعب إيصال أدبه إلى الناس ".
الكاتبة: كريستل فيستار/وفاق بنكيران
( منقول )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.