للطير من روائع الألوان والأشكال ما يعد مثالاً فى جمال التنسيق وبراعة التصوير فكل لون ينسجم مع غيرة بدقة بالغة إلا سبحان من صور فأبدع فأى فنان عظيم صبغ ريش الطيور بألوانها الرائعة وفق قواعد الهندسة الدقيقة كما فى الهدهد وأعناق الديكة والطيور البديعة.
وقد قال الشاعر فى الطاووس:
لــم تر عينى مثله منظـــــــرا
فى كل عضو ذهب مفـــــرغ
فى سندس من ريشه أخضرا
نزهـــة من أبطــر فى طيــها
عبر من فكر واستبصرا
تبـــــارك الخالق فى كل مـــا
أبدعـــه منـــه ومـــا صـــورا
وطائر الدراج وهو أكثر حسناً وجمالاً من الطاووس وقال فيه الشاعر أبو الحسن بن الناصر:
صدور من الديباج نمق وشيها وصلن بأحناء اللجين الســــوارج
وأحداق تبر فى خدود شقائـــــق تلألأ حسنا لاشتعال المســـــارج
وأذناب طلع فى ظهور كسوتها مجزعه الأعطاف صهب الدمالج
فأن فخر الطاووس يوما بحسنه فلا حسن دون حسن الـــــــدوارجومن الطيور الجميلة أبو براقش والذى يتلون فى كل ساعة بلون أحمر وأزرق وأخضر وأصفر.
ريش الطيور ليس له دور سوى تيسير عمليتى تعديل الحرارة والطيران ولكن جمال الريش وزخرفته تدل على أن هناك إرادة وعقل أراد أن يجملها لتعبر عن ذاته الجميلة . والطيور مع كونها كائنات جديرة بالإعجاب في تقنية الطيران، من الأجنحة واستعداداتها الأخرى، فهي أيضاً ذاتُ جمال أخّاذٍ بالنقوش الفنية على أجسامها، تستخدم الطيور الذكر نقوشاً وألواناً جذابةً لشد انتباه الإناث إليها، هذه النقوش آيات جمالية لا يمكن أن تفسر بأي صدفة.
ولحدوث هذه النقوش رُتب لونُ كلِ ريشةٍ ونقشُها على حدة، حتى ظهرت في النتيجة هذه الزينةُ الخارقة، هناك شفرة وراثية خاصة برمجت خلايا هذه الكائنات لتكوّن هذه النقوش: أي ريشة بأي لون ستكون، وفي أي نقطة من الريشة سيتغير اللون، وفي أي حِدّة ستبدأ درجة اللون، كلُّها مكتوبة واحدةً واحدةً في الخلية الوراثية، بلا شك.. ليس في أي موضع من هذا التصميم الرائع مكان للصدفة، لن تستطيع أي صدفة رسمَ هذه النقوش على ريش الطاووس، لهذا كان داروين صاحب نظرية التطور الذي حاول تفسير أصل الكائنات بالصدفة كان ينزعج دائماً من ريش الطاووس.
هكذا برهن جسم الطائر الجميل على أن الضرورة لا تفسر الجمال فصوت العصفور أكثر براعة وتعبيراً من أى آلة موسيقية والضرورة لا تستلزم أن يكون صوته جميل بل قادر فقط على إخراج الأصوات والضرورة تفسر لماذا يكون صوت عصفور جميلاً فى عين عصفور آخر ولكنها لا تفسر لماذا يكون جميلاً فى عين الإنسان . أو لماذا يكون الثمر والشوك جميلاً فى عين الإنسان .
فإذا سلمنا بأن الضرورة لا تفسر الجمال فلعل الصدفة تفسر الجمال . فإذا كان الأمر كذلك لزم أن يكون الجمال نادراً لكن الواقع خلاف ذلك فالطبيعة تزخر بالجمال ونحن نذهل من تغريد الطيور وجمال ألوان الريش وتناسق تلك الألوان انظر الى تلك الألوان كما فى الصورة التاليةوكذلك الأمر نجده فى عطر وجمال الزهور وتناسق ألوان الفراشات والجمال الذى لا يضاهى فى ورقة القيقب الزاوية ولونها عميق وعروقها الزرقاء وأطرافها الذهبية وهل جمال تلك الورقة يساعدها على البقاء حين تكون الورقة مشرفة على السقوط .
فإذا كانت الصدفة والضرورة عاجزين على تفسير الجمال فلابد أن الجمال آية من آيات الله فى خلقه فقد خلق الإله الأشياء كلها جميلة تجمع فيها عناصر الجمال المعروفة لدى البشر وهى البساطة والتناسق والتماثل والتألق والوضوح تلك العناصر موجودة حتى فى قوانين الرياضة والتى توصف بأنها قوانين جميلة ونجدها جلية فى الوان ريش الطيور فتأمل تلك الصور الجميلة فلن تجد ما تقولة الا سبحان الله الذى صور وأبدع كل شئ خلقة واحسن تقويمة .
وعلى ما يبدو فإن الجمال المشاهد فى الطبيعة فى شيء عن عله لا تحكمها الضرورة ولكن لديها مع ذلك سبب يفسر وجودها . وهذه العلة هى عقل مسئولاً عن الجمال وهذا العقل القائم وراء الطبيعة يطلق عليه الناس اسم الله فندف الثلج وغروب الشمس وحقول العشب الأخضر تحملان توقيع الله الذى لا شبهه فيه فالجمال خط يد الله لكى نشكر الله على نعمته وكرمه .
الطيور لنا معها تأمل قصير نرسل الفكر عبر آفاقه لأن لها من الغرائز والأعمال والألوان والأشكال والأصوات ما يدعو الفكر الحر والعقل السليم أن يؤمن والقلب اليقظ أن يسجد فالطيور آية من آيات الله فى خلقه وقد هيئها الله لتتوافق مع حياتها وحباها الكثير والكثير وتامل معى جمال رأس الطائر وتسأل من صورة ؟ من جمع رأس من وضع التيجان على الرؤوس الا هو الخالق المبع المصور .
من البس هذا الطائر تاجه
من البس هذا الطائر فروا على عنقة حتى تتشبه به النساء
إن كل ما سبق يدل على أن ثمة قصداً وتدبيراً وعناية أرادت وخططت ونفذت ما أرادت لهذه الكائنات لتتمكن من الطيران والعيش والتحليق على الأرض وفى السماء .
اشكر لك جهودك
يعطيك العافية اخوي
اشكر لك جهودك
بس اسمحلى بنقله للقسم المناسب ليجد التفاعل المطلوب
ياريت نشوفك في مواضيع تانية
هذه تحياتى
خفايا الروح
شكررا