درنة من اجمل مدن العالم
عدد سكانها 80000 نسمة
حصر احداثى وتاريخى للمدينه
"درنة" اسم لمدينة باتت محفورة في وجدان كل مصري عقب قيام القوات المسلحة بغارات جوية فجر اليوم "الاثنين" على تلك المدينة الليبية، ردا على مقتل 21 مصريًا على يد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش ". "درنة " مدينة ليبية عدد سكانها حوالي 80,000 نسمة وتقع على ساحل البحر المتوسط شمال شرق ليبيا على بُعد 150 كيلومترًا تقريبًا شرق بنغازي وتحاط تلك المدينة بسلاسل جبالية عالية تسمى تلال الجبل الأخضر ويشطر المدينة مجرى الوادي إلى شطرين، وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا، ويعرف عن تلك المدينة الجمال الخلاب لمائها العذب وهوائها العليل ليغنى شعراء ليبيا قائلين "وتحرك أشجانك غنــاوي العاشقين.. ويذَّوبك مزمارها شـــــوق وحنين.. درنـــــــة على مَر السنين".
لم يكن الموقع الخغرافي وجمال الطبيعة فقط ما تحويه "درنة " بل كان لتاريخها العريق قصص وحكايات بدأت مع عصر الإمبراطورية اليونانية فأنشأوا فيها مملكتهم الخاصة والتي سميت بـ"بياتوس"، وعانت المدينة طوال تاريخها من الاضطهاد والفقر فكان للأطماع الرومانية والبيزنطية دورها في معاناة المدينة لتشهد حرب السنوات الأربعة، لتتواصل معاناة أبناء المدينة خلال الاحتلال الإيطالي لليبيا، والذي استمر أكثر من 30 عاما لتقدم المدينة آلاف الشهداء الذين دافعو عن كرامة واستقلال وطنهم. ولم يكن لتحرير ليبيا أي دور في تحسين المسار الاقتصادي للمدينة، بل ظلت حالتها الاقتصادية السيئة خلال حكم العقيد معمر القذافي، بل زاد الاضطهاد الحكومي ضد المدينة التي أصبحت في عهده ملاذًا آمنًا لمعتنقي الأفكار الإسلامية هربًا من بطش القذافي لتتحول عقب اندلاع الثورة الليبية معمر القذافى في 17 فبراير 2024 إلى مدينة تحوى تنظيمات جهادية عدة تنوعت أسماؤها بين كتائب "شهداء أبو سليم" و"مجلس شورى شباب الإسلام" و"الحق المبين"، وغيرها من التنظيمات. البداية كانت مع كتيبة أبوسليم والتي اتخذت من أحد شوارع المدينة اسما لها، وشكلت كتائب لمواجهة نظام القذافى ليكون لها دور كبير في إنهاء هذا النظام على الأرض، ولم يمر وقت طويل على هدوء المدينة التي تخلو من أي عناصر شرطية أو عسكرية تابعة للدولة إلا وجاءت كتيبة تدعى "البتار " لتعلن تأسيس تنظيم مجلس شورى شباب الإسلام في إبريل 2024.
استفاق أهالى "درنة " على أصوات الرصاص ليروا مجموعة من الملثمين يرتدون الزيّ العسكري ويقودون الشاحنات ويلوّحون بقاذفات قنابل تدفعها الصواريخ والمدافع الرشاشة ومدافع مضادة للطائرات قائلين إنهم سيشكّلون القوة الأمنية الجديدة في المدينة ويطبّقون فيها حكم الشريعة، وأطلقوا على الحركة الكشفية بدرنة اسم "ديوان التعليم الشرعي"، كما أنشأت مقرًا للشرطة الإسلامية على مدخل المدينة الغربي وأنشأوا ديوانا سموه "ديوان الحسبة والمظالم". وزادت حدة الخلاف بين كتائب شورى الإسلام وأبو سليم عقب إعلان شورى الإسلام انضمامه لتنظيم "داعش " وذلك في 12 أكتوبر 2024 واشتمل بيانها على تشكيل لجنة شرعية لفض النزاعات والصلح بين الناس بشرع الله وإعلان البراءة من كل قوانين الكفر وأعراف الجاهلية والمؤسسات التي تخالف شرع الله تعالى وفتح باب التوبة لكل التنظيمات الأخرى، إضافة إلى إعلان العداء لكل من يعادى الله ورسوله، حسب منطوق البيان على أن يتعهد المجلس بتنظيم ندوات ومخيمات دعوية أسبوعية وشهرية لتعليم الناس دينهم.
كانت للخلافات بين صفوف التنظيمات الجهادية في درنة أسباب، كان أبرزها حماية كتيبة أبو سليم للمستشار مصطفى عبد الجليل، عند زيارته درنة، وهو ما اعتبره مجلس شورى الإسلام حماية لطاغوت كان وزيرًا سابقًا في حكومة الديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي، كما اتهم المجلس الكتيبة بالتوقيع على عقد اللجنة الأمنية العليا التابعة لوزارة الداخلية لتبدأ بذلك حرب الاغتيالات والتصفية بين الفريقين. يأتى هذا فيما تواصل قوات حفتر الليبية غاراتها الجوية على مدينة درنة للسيطرة عليها وطرد التنظيمات الجهادية منها، وهو ما دفع عائلات كبيرة في المدينة للنزوح منها خوفا على أرواحهم تاركين المدينة التي تفوح منها رائحة التاريخ العطرة وبهاء الموقع الخلاب لحرب قد تدوم لسنوات، دخل فيها مؤخرا الجيش المصري بإعلانه قصف المدينة فجر اليوم بـ6 طائرات اف 16، للرد على مقتل مصريين في مدن ليبية أخرى التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".
………………………………..
دائما نشوه الجمال والتاريخ باسم الدين