تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رائعة نزار قبانى

رائعة نزار قبانى 2024.

(كانت هذه القصيدة ممنوعة من النشر)

لمْ يبقَ فيهِم لا أبو بكرٍ… ولا عثمان
جميعُهُم هياكـلٌ عظمية في متحفِ الزمان

تساقطَ الفرسانُ عن سروجِهم
واعتُـقِل المؤذنونَ في بيوتهم
واُلْـغِيَ الأذان

جميعُـهُم .. تضخَّـمت أثـداءهم
وأصبحوا نسوان

جميعُهم قد ذبحوا خيولهم
وارتهنوا سيوفهم
وقدّموا نساءَهم هدية لقائد الرومان

ما كان يدعى ببلاد الشام يوما
صار في الجغرافيا…
يدعى (يهودستان)
اللهْ … يا زمان
……

لم يبقَ في دفاترِ التاريخ
لا سيفٌ ولا حِصان
جميعُهم قد تركوا نِعالهم
وهرّبوا أموالهم
وخلَّـفوا وراءهم أطفالهم
وانسحبوا إلى مقاهي الموت والنسيان
جميعهم تخـنَّـثوا
تكحَّـلوا…
تكحَّـلوا…
تمايلوا أغصان خيْزران
حتى تظنَّ خالداً … سوزان
ومريماً .. مروان
اللهْ … يا زمان…
……

جميعُهم قد دخلوا جُحورَهم
واستمتعوا بالمسكِ، والنساءِ، والرَّيْحان
جميعُهم: مُدَجَّـنٌ، مُروَّضٌ، منافِـقٌ، مزْدَوجٌ .. جـبان

هلْ ممكنٌ أن يَعْـقِـدَ الإنسانُ صُلحاً دائماً مع الهوان؟
اللهْ … يا زمان…
…..

هل تعرفونَ من أنا ؟!
مُواطنٌ يسكُنُ في دولة ( قـَـمْـعِـسْـتان(
وهذهِ الدولة ليست نُكتة مصرية
او صورة منقولة عن كُـتُبِ البَديعِ والبيان

فأرضُ (قـَمعـِستان) جاءَ ذكرُها
في مُعجمِ البُلدان…
وإنَّ منْ أهمِّ صادراتِها
حَقائِباً جِلدية مصْنوعة من جسدِ الإنسان
اللهْ … يا زمان…
…..

هل تطلبونَ نُـبْذةً صغيرةً عن أرضِ (قـَمعـِستان(
تِلكَ التي تمتدُّ من شمالِ أفريقيا
إلى بلادِ نـَـفْـطِـستان

تِلكِ التي تمتدُّ من شواطئِ القَهرِ إلى شواطئِ القـتْلِ
إلى شواطئِ السَّحْلِ , إلى شواطئِ الأحزان..
وسـيـفُها يمتـدُّ بينَ مَدْخلِ الشِّـريانِ والشريان..

مُلوكُها يُقـرْفِصونَ فوقَ رَقـَبَة الشُّعوبِ بالوِراثة
ويَكْرهونَ الورقَ الأبيضَ، والمِـدادَ، والأقْـلامَ بالوراثة
وأول البُـنودِ في دُسْـتورها:
يَقـضي بِأنْ تُـلْغَى غريزَةُ الكلامِ في الإنسان
اللهْ … يا زمان…
……

هل تعرفونَ من أنا ؟!
مُواطنٌ يسكُنُ في دولةِ (قـَمْعـِسْـتان(
مُواطنٌ …
يَحْـلُمُ في يومٍ من الأيامِ أنْ يُصبِحَ في مرتبة الحيوان

مُواطنٌ يخافُ أنْ يَجْلسَ في المقهى ..
لكي لا تـَطلـَعُ الدولة من غياهبِ الفنجان

مُواطنٌ أنا… يَخافُ أنْ يقرَبَ زوجته
قُبيلَ أن تُراقبَ المباحثُ المكان

مٌواطنٌ أنا… من شعبِ قـَمْعـِسْـتان

أخافُ ان أدخلَ أيَّ مَسجـدٍ
كي لا يُقـالَ أنّي رَجُـلٌ يُمارسُ الإيمان
كي لا يقولَ المُخبرُ السِّرِيُّ:
أنّي كنتُ أتْـلو سور الرحمن

بحق ما اجمل من نذار كان قلمه يرسم الحياه بما فيا احسنت الأختيار تحيه منى لك
لاحول ولااوة الا بالله
تحكي حقيقه مره مؤلمه
تجتاح إلى القلب فتزيد نزفه
نزار قباني أن دوله قمعستان يزداد أمتدادها للأسف
من أجمل القصائد للرائع قباني
شكرا للطرح وتسلم الأيادي
شكرا على مروركم حبايبى تحياتى كم
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.