في تَجويفِ الَليلِ البَهيم رِياح صَاخِبَة مَريرَة
وَزَمهَريرٌ جَاثِمٌ فَوقَ صَدرِ السَماءِ والقَمَرُ قَد أَطفَاَ نُورَهُ
جَنَحَ الظَلام وَتَفَرَعَت جُذورِ الأَلام وَ وُئِدَت فَراديسُ الأَحلام
في غَيَاهِبِ الدُجَى َأَغاني الغُيومِ في أقفَاص اليَأس مَأسورةٍ
آلامٌ وَأَوجَاعٌ حَبلَى تَتنتَظِر المَخَاض مِن رَحِمِ السَماء
فَـ مَتى تُمطِرُ السمَاء ؟؟!!!
مَتَى تُمطر قَطَرآتٍ قٌرمُزِيَةٍ تُبَلِلُني وَتُعَانِقُ جِيدَ صَمتي
وَأَتَرآقَصُ عَلى دُفوفِ الحُزنِ الدَفين وَأَلحانِ جُرحِ السِنين
اضرِبي يادُفوف وارقُصي ياحروف
وَسَأَشربُ نَخبَ غِرسَةِ خِنجَر دُفنَ بِالوَتين
أَمطريني يا سَماء لِأَكشِفَ عَن سَاق وأضرِبَ بِسَاق فَيضَ الأَوجاع
اضربي يا دُفوف وَأَمطريني يَاسماءُ بِغَزآرَة
وَأَنتم صَفِقوا لي بِحَرارَة
وَسَأَرقصُ ،،،،،
أَرقُصُ عَلى جَسَدِ الأَحزآنِ بِكلِ إتقَانٍ وَمَهَارَة
سَأَرقُص عَلَى فُصول ِ سِنديآنة عُمرٍ شَآبَ قَبلَ أُبّآنِ المَشيب
سَأَرقُصُ عَلى عَتمَةِ الضَوء وَأَقفِزُ بَينَ كُلِّ فَصلٍ وَفصلٍ حَتى أَنزِعَ الغِطاء
عَن جُرحٍ مَرّغَ ثَغرَ الأَماني بِأَوحال الوَجَع وَمَزَقَ الأَحلامَ ونَشَرَ الفَزَع
اضرِبي يَا دُفوف،،
أَمطريني يَاسَماء بِوابِلٍ يفَجِرُ تَراكُماتِ الأَوجَاع
لِأَرقُصَ بِـ صُرآخٍ صَامِتٍ عَلى عَتمَةِ شِفاهي وَأُحَلِقُ كَطَيورِ البَجَع
اضرِبي يا دفوف وآثمليني وَسَأَترنَح عَلَى نَغم ِوَجَعٍ مَوشومٍ عَلَى خَاصِرَةِ أَيامي
وَجَعٌ تَستَعِرُ نَآرَهُ في أَعماقِ روحي فَأَتَقَيأُ إنكِسَاراتي وَأَزفَرُ آهَاتي
سَأَرقُصُ بِجَسَدٍ مَصلوبٍ فَوقَ نَصلِ الرِماحِ
وَدَمعٍ مُتَرَقرِقٍ كالزئبقِ فَوقَ زُجَاجِ الحَدَقات
بِلَطَماتٍ قَوِيةٍ مُتَوالِيَةٍ احتَرَقَت فَوقَ صَفَحاتِ حَياتي
جَالت بِدَهَاليزِ روحي وَمَزَقَت خَرائِطي وَضَيَعَت هُوِيّتي
فَقَأَت قَلبي وسَلَخَت رُوحي مِن بَينِ أَضلُعي
وَرِياحُها العَاتيّه حَطَمَت أَضلاعَ عِشقي العَآرِيَة
وذاتَ غَفلَة غَرسَت غَدرَها بِـ خَاصرَةِ جَنَةِ أَفراحي البَالِيَة
تَرَكَتني أَتَرنَحُ في زُقَاقِ أَيَامي وَقَيدَت مِعصمي بانتِكاسات الأرَق
حُلُمي غَآفِي بَينَ سُطوري يَقتَاتُ عَلَى مَوائِدِ حُروفي
أَكتبُهُ بِنَزفِ جَرحي الذي فَاح بِرائحةِ دِمآئي
وَأُذيبُ مَشآعري التي لم تروي جَدبَ روحي
وأَجمَعُ الأَماني مِن عَلى قَلبي الكَسير وَاسكبُها في قَارورَةِ الوَجَع
اضرِبي يَادُفوف ،،،
وَسَأَرقُصُ كَغَجريةٍ حَافِيَةِ القَدمَين
سَأَرقُص عَلى نَبض حَرائِقَ مُشتَعِلةٍ لَن يُطفِئَها أَلفُ شِتاء
سَأَرقُصُ وَأُشعِلُ النَبضَ فَوقَ مَساحاتي البَارِدَةِ بِأَجنِحَةٍ مُتَكَسِرة
وَيَتَمَزَقُ قَلبي بِهدوءٍ وَثَبات وَهذآ دَرسٌ تَعلَمَهُ في هَذه الحَيآة
تَعَلَمَ أَن يَتَأَلَم دُونَ أَن يَتَكَلَم
تَعَلَمَ أَن يَرقُص مُبتَسِمًا لَجرآحِ السِنين
تَعَلَمَ فَنَّ الإنْزِوآء وَمُمَارسَة طُقُوسِ البُكاء
بِلُغَةٍ أُسطُورِيّةٍ مَوشومَةِ في تَأريخِ آلوَجَع