تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » زي موحد للكتاب والشعراء

زي موحد للكتاب والشعراء 2024.

  • بواسطة

قصة بقلم : علي طه النوباني – دخلتُ من البوابة الكبيرة للمبنى، ورفعتُ يديَّ إيذانا لاثنين من المسلحين بتفتيشي، وأثناء ذلك وقع نظري على الآرمة التي خلف منصة الرئيس، وكان مكتوبا عليها: ‘ الرئيس القائد الجنرال الفذّ الملهم الكاتب المبدع….’.
جلست على أحد المقاعد بين عامة الكتاب في اللحظة التي نهض فيها رئيس الرابطة بالبالطو الأسود والطاقية المميِّزة للمثقفين ذات المظلة القصيرة، حاملاً بندقية في يد واحدة ومطلقاً ثلاث عيارات نارية إعلانا لبدء اجتماع الهيئة العامة للرابطة، ثم عاد ليجلس على الكنبة الخاصة به بينما بدأ مدير الحفل الكلام بصوته الجهوري عبر مكبرات الصوت:’ والآن مع كلمة رئيس الرابطة القائد الجنرال الفذّ البطل الملهم الكاتب الأديب …..).
وقف الرئيس وراء المنصة ، وكان أعضاء هيئته الإدارية جالسين على مقاعدهم وراءه يهزون رؤوسهم كلما أنهى عبارة من خطابه.
قال الرئيس: لقد حققنا الكثير من الإنجازات للكتاب والمبدعين ويسعدني في هذا الاجتماع أن أذكر أبرزها:
أولا: تمَّ تفصيل زي موحد للكتاب راعينا فيه التميُّز والتفرُّد، وابتعدنا عن الألوان التي أصبحت رمزاً لمهن أخرى كالبرتقالي والأحمر والكحلي، وسيُفصل من عضوية الرابطة كل من يأتي إلى اجتماعاتها دون أن يرتديه.
ثانياً: تم إنشاء محكمة خاصة تابعة لرابطة الكتاب، وذلك من أجل البت في الشبهات التي قد يقع فيها بعض أعضاء الرابطة بعيداً عن المحاكم الإمبريالية المنحازة، وقد أحيل إلينا حكم بإعدام أحد الأعضاء ولكننا واجهنا مشكلة في تحديد طريقة الإعدام : هل نستعمل القتل الرحيم أم نلجأ إلى الإعدام شنقاً، وسوف نتخذ القرار بأغلبية أصوات الهيئة الإدارية.
ثالثاً: تمَّ تغيير اسم الهيئة الإدارية إلى مجلس قيادة الكتاب والمثقفين لكي يتناسب مع الهم العربي وظروف المرحلة الحساسة. وكما تعلمون جميعا فقد تمَّ انتخاب هذا المجلس بنسبة وصلت إلى 99.99 من أصواتكم الكريمة.
رابعا: تمَّ إنشاء جهاز مخابرات تابع للرابطة لمعرفة ما يفكر فيه كل عضو من أعضائها، وتحديد توجهاته: هل هي ملائمة لطبيعة المرحلة كما يراها مجلس قيادة الثورة.. أقصد مجلس قيادة الكتاب، هل يعلو صوت أفكارهم فوق صوت المعركة، أم أنها تخرج عن خطتنا الملهمة للأمة ومستقبلها.
خامساً: ولتمويل هذه المؤسسات التابعة للرابطة قررنا رفع الاشتراك الشهري للعضو من دينار إلى ثلاثين ديناراً.
رفع الرئيس البندقية بيد واحدة وأطلق ثلاثة عيارات نارية، وعيونه تتطاير شرراً، فيما انطلق صوت المذيع الداخلي: يحيا الرئيس القائد الملهم البطل …
وهنا قفزت من فراشي فإذا الماء يدلف من السقف على وجهي في غرفتي البائسة وصرخت في وجه زوجتي: معقول يا فاطمة… أنا بتمسك طول هالعمر بالمبادئ رغم الدلف .. واليوم بتمسك فيها بس خوف من مجلس قيادة ال .. ليش لعاد أنا مثقف.. ليش يا فاطمة..
خرجت زوجته من الكوخ وهي تصرخ وتولول وتضرب الكف على الأخرى… جوزي هستر .. جوزي خرفن…

قصة رائعة تحمل بداخلها الكثير من القيم

الكتاب والشعراء في وطننا العربي حقوقهم مهضومة

شكراً لك على الاختيار المميز

دمت نجما ساطعا في سماء برق

تسسلم ع الطرححح :"(
بإنتظارك الجديد دوما
ودي.~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.