تحولت اللوحات الإرشادية على الطرق وفي الشوارع إلى "بزنس" يستهوي شريحةً متزايدةً من اللصوص في مصر؛ حيث يجمعونه ويبيعونه كـ"حديد" لإعادة تصنيعه.
وتعتبر اللوحات الإرشادية والمرورية هدفا مغريا للصوص في مصر؛ لأنها مصنوعة من الحديد الذي يطرح الارتفاع الشديد في أسعاره أزمةً حقيقيةً في السوق المصرية، إذ تضاعف سعر الطن الواحد ثلاث مرات خلال عامٍ ليصل إلى ما يزيد على ستة آلاف جنيه، وبات سلعةً مطلوبةً بشدة لدى تجار الخردة.
سرقة 30% من الإشارات
وصرح مسؤولو هيئة الطرق والكباري والنقل البري في مصر أن معدل سرقة لوحات المرور واللافتات الإرشادية المعدنية بلغ 30% من إجمالي هذه اللوحات سنويا، وفقا لما نقلت عنهم الصحفية أمينة خيري في تقريرٍ لها بجريدة "الحياة" اللندنية الأحد 20-4-2008.
كما انضمت "الشمندورات" المستخدمة في الإرشاد الملاحي في نهر النيل، وقضبان السكك الحديد، والأسوار والبوابات المعدنية، إلى قائمة ما يمكن تسميته بـ"السرقات الحديد".
وقبل أيام تفكّه المصريون على خبر نجاح عصابة في سرقة طُنين كاملين من الحديد من موقع مشروع للصرف الصحي في منطقة المطرية في قلب القاهرة، وفرار أعضائها مستخدمين عربة جرّ (كارو) أي لا يمكن أن تزيد سرعتها عن عشرة كيلومترات في الساعة، لاسيما مع حملها الثقيل!
ويبدو أن السرقات بواسطة العربات "الكارو" تكاد تصبح ظاهرة؛ بعد ما لاحظ أحد سكان حي مصر الجديدة يوم الجمعة الماضي أثناء عودته إلى بيته عقب صلاة الجمعة مرور إحدى هذه العربات في شارعه الجانبي الهادئ وهي تحمل بوابةً حديدا تشبه تماما بوابة بيته، وما هي إلا دقائق حتى وصل إلى البيت ليكتشف اختفاء بوابته في وضح النهار.
سرقة بوابات المقابر
وسبق ذلك تفتق ذهن مجموعةٍ من بائعي الحديد الخردة وجامعي القمامة في محافظة الغربية عن سرقة البوابات والأسياخ الحديدية في المقابر، ما أشاع حالاً من الفزع بين الأهالي؛ لاعتقادهم في البداية أن السارقين نهبوا رفات موتاهم.
ولم تسلم من حوادث السرقة إطارات نوافذ القطارات المصنوعة من الألمنيوم الذي ارتفعت أسعاره في مصر أيضا، غير أن ما أثار العجب كان كيفية إفلات الجناة بغنائمهم الكبيرة حجما في ظل ازدحام المواصلات العامة.
لكن غرابة هذه السرقات لم تتفوق بعد على حادثة سرقة وقعت في ثمانينيات القرن الماضي؛ عندما نجح لصوص في سرقة "ونش" كان يستخدم في عمليات حفر قطار الأنفاق (المترو) في ميدان التحرير، أحد أكثر ميادين القاهرة ازدحاما، وفروا به في شوارع العاصمة.
وتقف القاهرة شاهدةً على عمليات سرقة طريفة أخرى، فقد أدت سرقة عشرة أرغفة خبز أهدر موظف حكومي في شرائها ما يزيد على الساعتين إلى تحرير محضر هو الأول من نوعه في تاريخ أقسام الشرطة؛ في حين دفعت الرغبة في دفع مقدم شقة للزواج من خطيبة زاد انتظارها على خمس سنوات، شابا إلى سرقة باص للرحلات من شارع يعجُّ بالمارة وفي وضح النهار
حتي بوابات المقابر لم تسلم من السرقة..عجبي
الله يعطيك العافية علي المجهود المميز
أقبل أحترامي وتقديري