تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فائدة/ شرح حديث (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ المو

فائدة/ شرح حديث (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ المو 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

"البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ والإِثْمُ مَاحَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ"

هذا الحديث فيه بيان حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن السؤال عن الخير للعمل به، وعن الشر للبُعد عنه، قال: ((سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ البِرَّ وَالإِثْمِ)) فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ والإِثْمُ مَاحَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)).

ففسر النبي صلى الله عليه وسلم البر بحسن الخلق، ومن حسن الخلق إفشاء السلام، ومن حسن الخلق إطعام الطعام، ومن حسن الخلق طيب الكلام، ومن حسن الخلق زيارة المريض، ومن حسن الخلق تشميت العاطس، ومن حسن الخلق إغاثة الملهوف، ومن حسن الخلق إجابة الدعوة، كل هذا هو البر، البر حسن الخلق، فإنك تتبرر إلى الناس بإيصال الخير إليهم.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((والإِثْمُ مَاحَاكَ فِي صَدْرِكَ)) الإثم ما حاك في الصدر يعني ما تردد، تردد في صدرك، كما جاء في الرواية الأخرى ((وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)) انظر إلى كل شيء لا تحب أن يراه منك الناس، فاعلم أنه من الإثم، إذا تردد الإنسان في فعل شيء أو عدمه، يستحي منه أمام الناس، أو يخاف فليعلم أنه هو الإثم.

وهذا فيه دلالة على أن الفطر السوية ملهمة بتوفيق الله تبارك وتعالى لإدراك الخير والشر، إدراك الخير والشر، الفطر السوية تعرف الحق من الباطل، وتعرف الخير من الشر، وتعرف الطاعة والبر من الإثم والحرام، فالفطر إذا حرفت انحرفت، أما إذا تركت فالأصل فيها: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: 30] ففيه إثبات أن الفطر السوية تهتدي بفضل الله تبارك وتعالى بسبب استقامتها، وعدم انحرافها، إلى معرفة الإثم من ضده فقط إنما إذا لم يتعرض لها فتحرف عن هذه الاستقامة،((إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ)) يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.
فينبغي للمسلم أن يجعل هذا ميزانًا ومقياسًا، ائتِ للناس بما تحب أن يأتيه الناس إليك، واعلم أن الأمر إذا ترددت فيه واستحييت فيه من أن يراك الناس وأنت عليه أو خفت، اعلم أن هذا هو الإثم، فهذا الميزان صحيح لا غبار عليه، ولا يمكن أن يغالطه الإنسان السوي، ممكن يغالط غيره لكن نفسه ما يمكن أن يغالطها، نعم.

بارك الله فيك~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.