فات الأوان ..
وأنت قادم إليِّ
وبيدكَ باقة زهر
وبفمك قبلة ثغر
وبثوبك ضمة صدر
وبحرفك قصة حرف
فات الأوان .. يا رجل ..
فأنا ميتة منذ رحيلك الذي لم أفهمهُ إلى الآن
كل لقاءاتنا السابقة كانت صدفة
كأننا نلتقي لنودع بعضنا
لا أذكر كيف ومتى نلتقي ومتى نفترق ..؟
ولكن ..
أذكر كيف ومتى كانت جنازتي بالتحديد ..؟
كان الجو صيفي
وكل الأشياء تنوي الانصهار
كالحب الذي أوهمتني إياه
هو الآخر انصهر في بوتقة اليأس
وتبخر في جو لا يعترف بـــ …
بـــ حالات المادة ( تجمد فانصهار فتبخر فتكثف )
عند حالة التبخر رفض حركة الدوران والعودة من جديد
وأنقرض من الوجود
لأبقى ***** الانتظار
في غرفتي تلك وسريري ذاك
وحلمي الأرعن الذي تعرى من جميع أثوابهِ الوردية
بات حلمي شبحي الوجود كالطفل
في أولى مراحل التطور إلى شبح يتعلم أساليب إخافتي
ليضحك ويبكي ويكسّر الأواني
ويعثّر خطواتي الركيكة
ويغتصب النور من غرفتي
فيجثّم على صدري
لينام بهدوء تام
وأنا السرير الذي يمارس فيه طقوس العشق لنساء غيري
فكنتُ له كل الأشياء لأهرم في مكاني
وأنا أرى كل الأحياء تختلف عني ..
فالأطفال يركضون خلف عربات رش الماء
يغتسلوا بضحكات تصفعني بأسئلة ..!
أرميها في حجرِ أبي ..
أين كنتُ وأنا طفلة مثلهم ..؟
لأتذكره هو الآخر من رجل ..!
أي حياة احتضنت وجودي ..؟
لأراني مع أصحاب الكهف أنام ..
لأصحا وأنا امرأة حجرية بكامل بربريتي
فاقدة ذاكرتي وكياني ..
والسبب ..
جبل الوصل بيننا انهار على جمجمتي
لأفقد كل ذاكرة وجودي
فاقدة أنا خريطة الحب التي رسمت من أجلنا
وحتى ملامحك تبخرت من ماء قلبي
فقدت يديِّ آثار الوصول إليك
وأنا فاقدة بصري ورمشي وملامح ثغرتين
آه
ضوضاء المكان تؤرقني وتعلقني أنشوطة وجع
لأشم رائحة نعشي تملأ المكان
وأصحاب الكهف في خوف من رائحة نعشي
التي ستدل أهل القرية لمخبأهم
لتكن عملة نقودي من زمن ماضي سحيق عن زمن أهل القرية
لأعلم إني نمتُ دهور
ليأتي أهل القرية لأموت رسمياً مع أصحاب الكهف
لتبكي القلوب
ليبنى مسجد فوق رفاتي ورفاتهم
لأنهض خلسة ك***** تائه
وأتلمس المكان كأني أعرفه من مكان
كأني عانقت وجودكَ هنا ذات ليلة مقمرة
سمحت لي برؤيتك عن قرب وبوضوح
قمتُ بتمرير يديِّ بهدوء على وجهك
لرسمك في قلبي لأشبع من وجهك
قبل انهيار سد الوصل بيننا
آه
وتنفستُ أنفاسك ليلتها
كأني أتنفس أكسجين لا وجود له
فقط وجدَّ لي أنا
أرتميتُ في حضنك
وضممتك إليِّ
بفطرة الأنثى
دون تعلّم
دون طلب
دون سؤال
دون خجل
دون انتظار
تذوقتُ وجهك التعب تلك الليلة
واجتذبتُ حزنكَ بمغنطة شديدة
تركتك طفل صافي طاهر من الحزن
لأراك طفل مطيع ونائم بحضني
لأداعب ملامح وجهك
وأرسم على شفتيكَ أسمي النوني
لتعطر إذني بحرفي لا غير
ولا أنسى عيناك لأقبلهما كي لا تبصرا النور إلا بي أنا
لأعود وأطبع يديِّ على قلبكَ
لأقرأ تعاويذ حبي فقط
لتكتبني أنا لا غير
أنانية وتملك محتوياتك بالنسبة لي
هكذا كنتُ أقول
هكذا كنتُ أحلم
هكذا اشتريتك من رجل
علمتكَ كيف تكون الأنثى
أم وأخت وصديقة وحبيبة وعشيقة وخليلة وزوجة
وكل الأسماء المؤنثة والتابعة لها من أنثى
علمتكَ الوفاء والإحسان لي عند الكِبرْ
علمتكَ كيف تختارني من أنثى
فكنتُ الخليلة لكَ
داعبتني ولاطفتني
لا زلت أسمعها كلمتك
وأنت تهمس لي
أنثاي .. أنثاي .. أنثاي
لأندثر من فرحي
وفجأة
أصبحتُ حبة نوى
مرمية على أرض صلبة
ترفض أكلي
ترفض ضمي
ترفض مضغي كحبة فستق
منبوذة من أراضي وجودك
كبرتَ .. وكبرتَ .. لتكن أوسم الشباب ..
وبالمقابل ..
كبرتُ .. وكبرتُ .. لأكن أرهل النساء ..
معادلة متعادلة الشحنات في زمن الظلم والنكران..
لا تعليق لديِّ ..
بعد إثبات صحة المعادلة ..
وأنا هاربة بحبي لذاك الكهف
لتشيّع جنازتي هناك .. لتتلى صلوات وداعي هناك
تركتني ونسيتَ درس الإحسان إليِّ
تركتني في لحظة غباء من جاحد يشبهك
تركتني في ساعة رجولة من نظرك
وسافرت عني
وشوهتَ ذاكرتي تلك المعلّقة في علّاقة مفاتيحك
التي صدأت من ركنك لها
وبعد اللهو
في بساتين حواء
وجدتَ كل الألوان وكل الأصباغ وكل الأضواء
تمرغتَ .. وتمرغتَ هناك
ملوث أنت بتلك الألوان والأصباغ والأضواء
كنتَ سلعة نساء لعوبات
آه
وأنتهشك الحنين فجأة لحضني لطهري لصدقي لفطرتي
لأنوثتي التي لوثتها بعبثكَ
جئتَ إليِّ ..
وبيدك باقة زهر
وبفمك قبلة ثغر
وبثوبك ضمة صدر
وبحرفك قصة حب
اقرأ اللافتة على قبري /
(( .. فات الأوان .. ))
فقط صلي لروحي النائمة
ولروحك التعبة جداً من لفظة أنثى يقال لها حرف نون
فقط أنفض حرفي الآن
ودعهُ يرقد بسلام بعيداً عن آثار قدميكَ
ولا تنسى أخذ ..
باقة زهركَ
وقبلة ثغركَ
وضمة صدركَ
وقصة حبكَ
فلستُ بحاجة لها ..
فالأوان قد فات ..
وعذووووبة مختاراتك
وجماااال احاسيسك
ودي واحترامي
الاشبه بكلماتك الجميلة
وبوجهك الاجمل
دمت بحب
مع حبي
عبدالرحمن حساني