تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فتاوى العلماء المحرمين للتمثيل الاسلامي

فتاوى العلماء المحرمين للتمثيل الاسلامي 2024.

  • بواسطة
فتاوى العلماء المحرمين للتمثيل الاسلامي

* فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :
فتوى لسماحة الإمام المحدث الفقيه أبي عبدالله عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله و أسكنه فسيح جناته آمين – ( في حكم التمثيل ) .
قال السائل :
فضيلة الشيخ : لكل زمن أسلوب بما يناسبه ، السلف الصلح بالدروس و المواعظ ، و نحن عندنا أسلوب مؤثر و هو التمثيل المسرحي ، شباب طيبون يمثلون دور العاصي للموعظة ، و شارب الخمر للموعظة فقط ، فأرجو من سماحتكم حث الشباب على ذلك لأن أسلوب الأولين لا يناسب هؤلاء الناس .
فاستعظم الشيخ هذا فبدأ جوابه بالتكبير فقال :
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ما أعظمها من فرية ، و ما أعظمها من كلمة قبيحة ، أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة و السلف الصالح لا ينفع للحاضرين ؟ ، و لا ينفعهم إلا التمثيل و الكذب ؟ نعوذ بالله من البلاء ، لقد قلت زوراً و كذباً أيها السائل .. نسأل الله العافية .
النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه ما كانوا يمثلون ، ما يقولون أنا أبو جهل ، و أنا أبو فلان و أنا .. يقول قال الله .. قال الرسول ، اتقوا الله أيها الناس .. افعلوا كذا .. دعوا كذا .. هذا حلال .. هذا حرام .. هذا ما ينفع الناس ! ما ينفعهم إلا واحد يجئ يقول أنا أبو لهب و أنا أبو جهل و أنا أبو بكر و أنا محمد !!؟ يكذب ، و يجئ واحد محلوق اللحية يقول أنا أبو بكر و أنا عمر !!؟ أيش هذا الكلام القبيح المنكر ؟؟ أعوذ بالله .
التمثيل محرم و كذب و زور ما يجوز نسأل الله العافية .. أعوذ بالله .. نسأل الله العافية .
( و إنهم ليقولون منكراً من القول و زوراً ) إنتهى (1)

*فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
س 3 : يقوم الإنتاج الإعلامي الحالي بتوجيه هذا الجيل كيفما يريد المنتجون . . فما يقدمه التلفزيون والإذاعة من تمثيليات ومسرحيات وبرامج مختلفة إنما يعمل على تكريس قيم وأفكار ، ومبادئ يريدها صانعو هذه المصنفات الفنية ، فإن تركنا إنتاج هذه المصنفات لغيرنا أفسدوا أبناءنا ، وبناتنا ، وإن وجهنا أبناءنا وبناتنا لفهم ودراسة هذه الفنون من أجل صياغتها صياغة إسلامية، خافوا على أنفسهم من الوقوع في الخطأ . . فبم تنصحون؟

جـ 3 : إن على المسئولين في الدول الإسلامية أن يتقوا الله في المسلمين، وأن يولوا هذه الأمور لعلماء الخير والهدى والحق ، كما أن على علمائنا أن لا يمتنعوا من إيضاح الحقائق بالوسائل الإعلامية ، وألا يدعوا هذه الوسائل للجهلة والمتهمين وأهل الإلحاد ، بل يتولاها أهل الصلاح والإيمان والبصيرة، وأن يوجهوها على الطريقة الإسلامية؛ حتى لا يكون فيها ما يضر المسلمين شيبا أو شبانا ، رجالا أو نساء ، كما وأن على العلماء أن يقدموا للناس إجابات وافية حول ما يبثه التلفاز ريثما يتولاها الصالحون ، وإن على الدول الإسلامية أن تولي الصالحين؛ حتى يبثوا الخير، ويزرعوا الفضائل ، نسأل الله للجميع التوفيق .

س 4 : هل معنى ذلك أنك تنصح أبناءنا المسلمين بدراسة هذه المجالات حتى يحتلوا الأماكن التي يغزوها هؤلاء المفسدون؟

جـ 4 : نعم ، ينبغي للعلماء ألا يتركوا هذه الأمور للجهلة، وأن يتولوا بث الخير والفضيلة في كافة المجالات ، ولكن هناك مسألة التمثيل ، فأنا لا أنصح بممارسة التمثيل ، وإنما على العلماء أن يبينوا للناس أحكام الله ورسوله
(الجزء رقم : 5، الصفحة رقم: 272)

أما أن يتقمص المرء شخصية فلان واسم فلان فيقول: أنا عمر أو أنا عثمان أو نحو ذلك فهذا كذب لا يجوز فعله .

س5 : كان كعب بن زهير رضي الله عنه يقف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : ( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول . . ) وهو لم ير سعاد ، ولم يحدث له أي شيء مما يذكره في القصيدة عن سعاد مما اعتبر ذلك كذبا ، والتمثيل ضرب من هذه الضروب فما رأيك؟

جـ 5 : هذا ليس تقمصا للشخصية ، إنما التقمص كقول أحدهم : أنا أبو بكر أنا عمر أنا عائشة فقد كذب ، والله أعلم

* فتوى الشيخ صالح الفوزان:

السؤال :
ما حكم ‏(‏التمثيل‏)‏‏؟‏ وما حكم كتابة القصص الخيالية‏؟‏

الجواب:
التمثيل من وسائل اللهو المستوردة إلى بلاد المسلمين، فلا يجوز فعله والاشتغال به، وفيه كذب ومخالفة للواقع، وفيه تنقص للشخصيات المحترمة الممثلة، وفيه تشبه بالشخصيات الكافرة الممثلة أيضًا، وفيه محاذير كثيرة‏.‏
وقد كتب فيه بعض المشايخ ـ جزاهم الله خيرًا ـ كتابات قيمة شخصت مضاره وحذرت منه، مثل ما كتبه فضيلة الدكتور الشيخ بكر أبو زيد ، وما كتبه فضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم، وما كتبه الشيخ حمود التويجري ، فلتراجع، وما يقال فيه من المنافع فإن المضار الحاصلة بسببه أضعافها، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح‏.

*فتوى أخرى للشيخ صالح بن فوزان الفوزان :

السؤال:ما حكم التمثيل المسمى ( الديني )، والأناشيد المسماة بـ ( الإسلامية )، التي يقوم بها بعضالشباب في المراكز الصيفية؟
الجواب:التمثيل لا أراه جائزا ؛ لأنه:
أولا: فيه إلهاءللحاضرين، لأنهم ينظرون إلى حركات الممثل ويضحكون. فالغالب من التمثيل مقصود بهالتسلية فقط وإلهاء الحاضرين. هذا من ناحية.
والناحية الثانية: أن الأشخاص الذين يُمَثَّلون قد يكونون من عظماء الإسلام، وقد يكونون من الصحابة، وهذا يُعتبر من التنقّص لهم، شعرت أو لم تشعر، فمثلا: طفل أو صبي، أو إنسان على غير المظهر اللائق يمثّل عالما من علماء المسلمين أو صحابيا..هذا لا يجوز ؛ لما فيه من تنقّص الشخصية الإسلامية بمظهر الممثل الفاسق، أو المستهجن. فلو جاء أحد يمثلك بأن يمشي مشيك أو يتكلم مقلدا لك، هل ترض بهذا ؟ أو تعد هذا من التـنـقص لك ؟، وإن كان الممثل يقصد بزعمه الخير، لكن الأشخاص لا يرضون أن أحدا يتنقصهم.
ثالثا: وهو أخطر، أن بعضهم يتـقمص شخصية كافرة، كأبي جهل وفرعون وغيرهم، ويتكلم بكلام الكفر، بزعمه أنه يريدالردّ عليه، أو يريد بيان كيف كانت الجاهلية ؛ فهذا تشبه بهم، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى التشبه بالمشركين والكفار، تشبّه في تقمص الشخصية، وتشبه بكلامهم.
وأيضا من المحاذير: أن هذه الطريقة في الدعوة ليست من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي سلفنا الصالح،ولا من هدي المسلمين. هذه التمثيليات ما عُرفت إلا من الخارج – من الكفار-وتسرّبت إلينا باسم الدعوة إلى الإسلام،واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح،وسائل الدعوة – ولله الحمد – توقيفية، غنيّة عن هذه الطريقة. وكانت الدعوة ناجحةفي مختلف العصور بدون هذه التمثيليات ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الناس شيئا ولاأثّرت شيئا، مما يدل على أنها سلبية، وأن ليس فيها فائدة، وإنما فيها مضرّة.
وإن قال قائل: إن الملائكةتتمثل بصور الآدميين. فنقول: إن الملك يأتي في صورة آدمي، لأن الإنسان لا يطيق النظر إلى الملك بصورته، وهذا من مصلحة البشر لأن الملائكة لو جاءوا بصورتهم الحقيقية ما استطاع البشر أن يخاطبوهم ولا أن يكلموهم ولا أن ينظروا إليهم.والملائكة حينما تتمثل بصورة شخص لا تقصد التمثيل الذي يعنيه هؤلاء. الملائكة تتمثل بالبشر من أجل المصلحة، لأن الملائكة لهم صور غير صور البشر. أما عند البشرفكيف تغير الصورة من إنسان إلى إنسان؟ ما الداعي إلى هذا ؟

*فتوى الشيخ عبدالعزيز الراجحي :
حكم التمثيل الإسلامي

السؤال: هل تمثل جبريل عليه الصلاة والسلام بصورة رجل دليل على ما يسمى في هذا الوقت بالتمثيل الإسلامي، فما حكم هذا التمثيل حيث يمثل الإنسان دوراً لشخصية أخرى؟

الجواب: جبريل عليه السلام تمثل بصورة رجل؛ لأن الله أعطاه القدرة على ذلك، أما التمثيل الإسلامي فالصواب أنه لا يجوز، وإن كان أقل ما فيه التزوير والكذب، فكون أنه يمثل نفسه أنه عمر بن الخطاب مثلاً أو أنه كذا وكذا، فهذا أقل ما فيه التزوير والكذب، والإنسان يمكن يدعو الناس بكلمة طيبة، فيثني على الصحابة، ويذكر أوصافهم وأعمالهم الجليلة من دون تمثيل، فالتمثيل هو فتح باب للتزوير والكذب.

*فتوى الشيخ الألباني رحمه الله :
قال المحدَّث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله جواباً عن سؤال عن التمثيليات : ( لا يشرع في الإسلام تمثيليات لأسباب كثيرة منها :
أولاً : أنَّ هذه طريقة الكفَّار ، وطريقة الكفار تليق بهم ولا تليق بالمسلمين ذلك لأنَّ الكفار يشعرون بأنهم بحاجة إلى حوافز ودوافع تدفعهم إلى الخير لا يجدون عندهم شريعة فيها ما عندنا – والحمد لله – من الخير كما سمعتم آنفاً قوله عليه السلام : ? ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله ? آية واحدة – فضلاً عن سورة – تغني عن تمثيليات عديدة وكثيرة جداً، إذا عممت على المسلمين وفسرت لهم.فالمسلمون ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الوسائل الحديثة لا سيَّما وقد نبعت من بلاد الكفر الذين قال الله عزَّ وجل في حقهم: ?قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون? فأمة لا تحرم ولا تحلل كيف نأخذ عنها مناهجها وثقافتها وطرقها ثم نأتي ونطبقها على أنفسنا . لقد أعجبني مرة أنني سمعت محاضراً يقول : ( مثل المسلمين وتقليدهم للغربيين كمثل شخص بدين يأخذ ثوباً فصل على إنسان آخر نحيل ، فيريد أن يكتسي بهذا الثوب فستكون النتيجة أن لا يستطيع أن يعيش به والعاقبة أن يتفتق هذا الثوب لأنه ما فصل على بدنه ) والعكس بالعكس فتلك الوسائل تصلح لهم ولا تصلح لنا لأنه عندنا خيٌر من ذلك كما جاء في الحديث، حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : رأى النبي يوماً صحيفة في يد عمر بن الخطاب فقال له : ? ما هذه ?؟ قال: هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود ، فقال: ? امتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ، والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حياً لما وسعه
إلا اتباعي ? لو كان موسى وهو كليم الله حيا لما وسعه إلا أتباع الرسول عليه السلام فما بالكم اليوم نحن نكون اتباعاً بل نكون أذناباً لكل شيء يأتينا من زخرف أولئك الناس الذين لا يحرمون ما حرَّم الله ورسوله هذا سبب أنني لا أرى جواز التمثيليات هذه .
ثانياً : هو أنه لا بد أن يقع في هذه التمثيليات أمور مكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الإسلامي أو في السيرة الأولى وحينئذ هذا سبب آخر يمنع من أن نقلد الأوربيين فيما هم عليه من التمثيليات لأنهم يعيشون على قاعدة معروفة ، ومع الأسف بعض المسلمين ينطلقون وراءها أيضاً ، قاعدتهم هي الغاية تبرر الوسيلة .
الغاية وهي مثلاً أن يكسبوا المال أما الطريق فغير مهم ، هو حلال أو حرام ، هذا خلاف الإسلام الذي أوضح لنا طريق الحلال والحرام وقال ( خذوا ما حل ودعوا ما حرَّم ) فأولئك في تمثيلياتهم يدخلون ما لا حقيقة له إطلاقاً ، فجرينا نحن أيضاً على خطاهم مصداقاً لقوله عليه السلام : ? لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر … ? إلى آخر الحديث.
ثالثاً : قد يدخل في التمثيليات مخالفة أخرى وهي تشبه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال أو اختلاط الرجال بالنساء ، وكما يقال أحلاهما مر ، فكيف نستجيز نحن هذه التمثيليات . خذوا مثلاً صورة واضحة جيدة بينة تماماً، يكون الرجل – سبحان الله – ملتحياً كما خلقه الله لكن هو اتباعاً لعادات الكفار يحلق لحيته ، فإذا وضع في دور يمثله يمثل فيه مثلاً رجلاً من الصحابة وضع لحية مستعارة على طريقة الإنجليز فهو يخادع الناس . أولاً : هو خلقه الله ذا لحية فيعص الله ويحلقها فإذا جاء دور التمثيل يتظاهر أمام الناس بأنه موفر لحيته – هذا أليس كذباً ؟ – .
ثانياً : أن يكون هناك شاب لا لحية له فتوضع له لحية مستعارة وهكذا.. فلذلك إذا درست هذه التمثيليات نخرج بنتيجة أنها لا تشرع في دين الإسلام ، وبخاصة إذا كانت متعلقة برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام فهناك سوف يكون الكذب ، هذا يمثل عمر بن الخطاب وهذه تمثل أخت عمر بن الخطاب وإلى آخره ، كل هذا زور في زور وما بني على فاسد فهو فاسد ) اهـ من "البيان المفيد" (ص19-21) نقلاً عن شريط الأسئلة الإماراتية رقم (9) .

وبعد جواب الشيخ دار حوار عن التمثيل مع أحد الحضور إليك نصه :
س : نحن نتجنب التمثيل خوفاً من الوقوع في التشبه بهم . إذا كان هذا في الأمور الدنيوية وليس في العبادات ، ولم يرد النهي ؟
ج : التمثيل ما الغرض منه ؟ أليس التوجيه ؟ حسناً التوجيه أمر عادي ؟
س : ممكن أن أواصل كلامي ؟
ج : لا ، ما بني على فاسد فهو فاسد . لابد لك قبل أن تمضي في الكلام ، الكلمة التي تقولها تثبتها . أولاً : أنت قلت : هذه أمور عادية بينما هي تعبدية وليست عادية .
س : أتنازل عن ذلك .
ج : طيب جزاك الله خيراً .
س : التمثيل هذا يكون ، ولنقصد أنه نريد أن نوصل فكرة معينة إلى طائفة معينة من الناس ، فنحن نخترع قصة معينة لها مدلول معين ويمثلها طائفة من الشباب المسلم الملتزم مع عدم وجود المخالفات الشرعية التي ذكرتها . لا في صحابة ولا في تاريخ إسلامي وإنما هي كما ذكرت . ولا في تشبه رجال بالنساء ولا تشبه نساء بالرجال وإنما مجرَّد إيصال لمعنى ومفهوم إسلامي بطريق التمثيل وقد تكون هذه الحاجة لا أقول ماسة ولكن ضرورية كمجال من مجالات الدعوة . لأنَّ هناك طائفة كبيرة من المسلمين يرتادون المسارح ولا نقول نحن نشاركهم في المسارح التي يعرض فيها الفساد ولكن نقول أننا ممكن أن نعرض بعض التمثيليات الهادفة التي يمكن أن تلقي في قلوب أولئك الذين يحبون المسرح والتمثيل بعض المعاني التي قد تدفعهم .. كمجال من مجالات الدعوة .. فهل في هذا شيء ؟
ج : بارك الله فيك الكلام النظري شيء والواقعي شيء آخر ..الآن أين تعرض هذه التمثيليات أين تعرض ؟ في أماكن ومسارح إسلامية ليس فيها مخالفة للشريعة إطلاقاً ؟
س : وهذا غير موجود .
ج : فإذاً أنت تتكلَّم في شيء نظري .
س : لكن نحن إذا منعنا أن يظهر مسرح إسلامي مثلاً لو فرضنا أنه يمكن أن ننشأ مسرح ويكون إسلامي ؟
ج : البحث إذاً نظرياً . وأنا عندي طريقة في الجواب ، أنزع غطاء الخصام بين الاثنين ، يسألني سائل، أقول أخي هذا سؤال نظري ليس عملي فرضي غير واقعي؟ يقول نعم فرضاً. فأقول الجواب في هذا السؤال يجوز فرضاً أو يجب فرضاً . ما الفائدة من هذا ؟ نحن نريد أن نعالج الواقع. كل هذه الإضافات التي أضفتها أنت من التحفظات في عدم مخالفة الشريعة ، تتصوَّر تمثيلية ليس فيها كذبة لربط القصة بعضها في بعض ، والتمثيلية بعضها في بعض تتصوَّر هذا أنت ؟
س : إذا قلنا ذلك أصبحت أنا مخرج .. لا كيف يكون ؟
ج : كيف ؟ عندما أنت تضع للناس قصة تمثلها لهم فهذه القصة واقعية أو خيالية ؟
س : خيالية .
ج : والناس يفهمون أنها خيالية ؟
س : نعم .
ج : ما فائدة تأديب الناس بالخيال ويوجد عندنا حقائق من الشرع تؤدب الناس خيرٌ
مـمَّا يؤدب الخيال. هذا هو سبيل المشركين وهذا ما أوضحته آنفاً . هم ما يوجد عندهم
ما عندنا من المعالجات الروحية الواقعية التي لا تمت إلى الخيال بصلة . فلماذا إذاً فرض قضايا خيالية وعندنا قصص قرآنية وأحاديث نبوية .
س : أنا ممكن أن أعرض لك حادثة علمية بالذي يحدث .. بين شباب مسلم ملتزم .. أنا أقصد أن أقول إذا أطلقنا التحريم بالتمثيل فسوف يحدث … ؟
ج : وكلامي كان مطلقاً ؟ وإلاَّ كان فيه أولاً : تشبه بالكفَّار وثانياً : أنه هنالك لابد من أن يقع كذب ولابد من أن يقع تشبه رجال بالنساء والنساء بالرجال إلى آخره .
س : يعني مدلول كلامك أنه لا يوجد تمثيل حلال ؟
ج : نعم .. لأنه لا يوجد تمثيلية فيما أعتقد خالية عن شيء من المخالفات السابقة
إلا أن تجعلني أمام أمر واقع ، ولا تستطيع أنت ولا غيرك أن تجعلني أمام تمثيلية يعرف الناس أنها خيال في خيال وأن مثل هذه التمثيلية المسلمون بحاجة إليها وأن ما عندهم من هدي القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا يكفي . لماذا ذكرت أنا حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه والصحيفة التي أخذها من اليهود . لأنَّ الرسول عليه السلام أفادنا أنَّ موسى عليه السلام وهو كليم الله لو كان في زمنه لا يسعه إلا أن يكون تابعاً للرسول عليه السلام . لما ؟ لأنَّ الشرع جمع فأوعى . كل الغايات وكل الوسائل المشروعة فيها الخير والبركة .فأنا لـمَّا أطلقت وقلت التمثيل لا يجوز ، بينت لماذا وما هي الأسباب التي تجعلني أن أقول هذا.. ولعل هذا يدفعني أن اذكر بحديث الصحابي الذي لا استحضر الآن اسمه – المهم – أنهم كانوا في سفر فمروا بشجرة كان المشركون يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا أو قال بعضهم : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط .. فقال عليه السلام : ? الله أكبر ، هذه السنن ? ، وفي لفظ ? هذه السنن ، لقد قلتم كما قال قوم موسى اجعل لنا إلهاً
كما لهم آلهة ?. وكل إنسان عنده شيء من الفهم ، يفرَّق بقوة بين قول اليهود لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، وبين قول بعض أصحاب الرسول عليه السلام له اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. أولئك طلبوا من موسى عليه السلام أن يتخذ لهم صنماً يعبدونه من دون الله أي طلبوا منه الشرك ، وأن يؤيدهم ويساعدهم على ذلك ، أما أصحاب الرسول عليه السلام لم يفعلوا شيئاً من ذلك أبداً ،كل ما في الأمر أنهم قالوا يا رسول الله اجعل لنا شجرة نعلق عليها الأسلحة كما للمشركين مثل هذه الشجرة ، فأنكر الرسول عليه السلام المطابقة اللفظية من قولهم اجعل لنا ذات أنواط للمطابقة اللفظية لقول اليهود اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، مع الفارق الكبير جداً جداً بين معنى قولهم اجعل لنا ذات أنواط وقول اليهود اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، فإذاً ما فقه هذا الحديث ؟ ، فقه هذا الحديث قطع دابر تشبه المسلمين بالكفار حتى بألفاظ لها معاني صحيحة أو على الأقل جائزة ، لكن اللفظ يشابه لفظ الكفَّار. فما بالك أنت إذا نحن أخذنا من هؤلاء الكفَّار وسائل ابتدعوها ، والسبب عليها ، أنت ما وقفت عند هذا السبب الذي ذكرته أبداً ، ما الذي يحمل الكفَّار على هذه التمثيليات ؟ لا يوجد لديهم يا أخي الغذاء الروحي الموجود عندنا، لذلك لـمَّا نحن نأخذ منهم هذه الوسائل فهذا شيء ، واتخاذنا وسائل السيارات والطائرات وما شابه ذلك شيء آخر ، ممَّا أنت أشرت إليها بكلامك ووصفتها بأنها أمور عادية . فركوب السيارة والطائرة وما شابه ذلك ، هذه أمور عادية فعلاً محضة ولا دخل لها في موضوع قوله عليه السلام :
? ومن تشبه بقوم فهو منهم ? لكن التمثيليات – سبحان الله – مثل السيارات والطائرات ؟ الدافع على التمثيليات فقر روحي والدافع لنا على عدم التمثيليات غنانا الروحي ، فشتان بين هذا ، وما بين هذا … عندك شيء آخر .. اهـ " البيان المفيد" (22-26) .

*فتوى الشيخ بكر أو زيد رحمه الله :
اقتباس لكلام الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في كتاب له بعنوان :التمثيل : حقيقته ، تاريخه ، حُكمه .

قال الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله : (والخلاصة أنَّ الـتَّمْثِيل : حِرْفَة ، وأدَاء ، وتَكَسُّباً ، وعَرْضًا ، ومُشاهَدة ، لا يَجُوز ، لأنه إن كان تَمْثِيلاً دِينِيًّا فهو بِدْعيّ ، لِوَقْف العِبَادات على النصَّ ومَوْرِده ، ولِمَا عَلِمْتَ مِن أصْله لدى النَّصارى واليونان . وإن كان غير ذلك فهو لهوٌ مُحَرَّم ، لِمَا فيه مِن الـتَّشَـبُّه ، ولِمَا رأيته مِن تَفَارِيق الأدلة ، وما يَحتوي عليه ، ويترتّب عنه من الآثار الْمُعَارِضة لآدَاب الشريعة . اهـ .

جزاك رب الانام خير

ولا يحرمك اجر ما نقلت

جزاك الله خيرا وبارك فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.