لطفـي زغلـول
من مواليد مدينة نابلس – فلسطين 1938.
وهو النجل الأكبر للشاعر الفلسطيني الراحل " عبد اللطيف زغلول " ، حاصل على شهادة ليسانس في التاريخ السياسي ، ودبلوم التربية العالي ، وماجستير في العلوم التربوية ، والدكتوراه الفخرية من الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب .
إنتِـحــار
أَظنُّكِ .. لا تَأبَهينَ بِشعري
ولا أيِّ شِعرِ
وأحلى الكَلامِ .. كَأيِّ كَلامٍ ..سَواءٌ لَديكِ
وكُلُّ القَصائِدِ .. لَيستْ تُساوي
زُجاجَةَ عِطرِ .. وبَعضَ الأساورِ .. في مِعصَمَيكِ
نَعمْ .. أنتِ لا تَأبهينَ بِشعري
ولا مَا يَجولُ عَنِ العِشقِ والعاشِقينَ بِفكري
على الشَّطِّ واقفةٌ .. لا تُبالينَ ..
أيّانَ سَاعاتُ مَدّي وجَزْري
ولا إن نَزلتُ .. وأبحرتُ في الشَّوقِ .. في أيِّ بَحرِ
وليسَ يُهمُّكِ .. لَو نَلتَقي ..
مَا يَجيشُ بِصدري
تَخلَّيتِ في لَحظةٍ عن مَساري
وحُسنِ جِواري .. وهَا أنتِ تَائِهَةٌ .. لَمْ تَزالي
دُروبُكِ بَعدي .. قِفارٌ .. صَحاري
لأنَّكِ راهنتِ طَيشاً وجَهلاً .. عَلى غَيرِ خَيلي
ومَا عُدتِ تَنتَظرينَ كَما كُنتِ ..
جَهرَ نَهاري .. ولا سِـرَّ لَيلي
لَقدْ طَفحَ الآنَ كَيْـلي .. لَقدْ طَفحَ الآنَ كَيْـلي
حَذارِ .. حَذارِ .. إذا كُنتِ مَا زِلتِ تَعتقدينَ ..
بِأنّي أُفكِّرُ فيكِ .. حَذارِ
وأنّي سَأقبلُ أيَّ اعتِذارِ
فلا شَيءَ مِنكِ يَردُّ اعتِباري
وإنَّ الَّذي كَانَ بَيني وبَينَكِ ..
صَارَ طَعاماً لِردّي ونَاري
تَحرَّرتُ مِنكِ .. ارحلي أينَ شِئتِ
فإنَّكِ ما عُدتِ بَعدَ الَّذي كَانَ مِنكِ .. خَياري
وحُـبُّكِ .. أرغمتِهِ أنتِ قَسراً عَلى الإنتِحارِ
لنْ أغزو الشَّمس
لا يُشغِلُ بَالي .. أيُّ أساليبٍ ..
يَتداوَلُها العشّاقْ
لا يُشغِلُ بَالي .. كَيفَ أبوحُ بِما
يَعصِفُ بِي .. مِن أشواقْ
لا يَستهويني .. حينَ أُحبُّ ..
الجوُّ الصَّاخِبُ .. والبَرَّاقْ
فأنا إنسانٌ يَحكُمُني
إحساسٌ يُولدُ في الأعماقْ
وأنا إنسانٌ .. لا أتجمَّلُ ..
لا أتصنَّعُ .. لا أنساقْ .. لا أقبَلُ أيَّةَ أغلالٍ
وأثورُ عَلى كُلِّ الأطواقْ
يَكفيني أنّي بُحتُ بِحبِّكِ .. يَكفيني .. قُبَـلٌ وعِناقْ
فأنا لَن أغزو الشَّمسَ ..
ولنْ أحتلَّ بِأحلامي الآفاقْ
أوراقٌ تَتحدّى النـِّسيان
الوَرقَةُ الأولى
يَا حَبيبَي .. أيُّها الحُبُّ الَّذي لامَسَ رُوحي
أيُّها الغَازي الَّذي احتَلَّ حُصوني وصُروحي
هَلْ تُرى جِئتَ لِكي تُطفِئَ نِيرانَ جُروحي
أم تُرى جِئتَ لِكي تُلهِبَ نِيرانَ جُروحي
الوَرقَةُ الثَّانية
حَبيبَتي إلى الأبدْ .. يَحميكِ واحِدٌ أحدْ
أخشى عَليكِ مِن عُيونِ حَاسِدٍ .. إذا حَسدْ
أهواكِ مَهما قَلبُكِ الكَبيرُ جَارَ واستَبَدْ
قَلبي بِعينيكِ عَلى طُولِ المَدى .. قَد اتَّحَدْ
وعدتِني بِالوَصلِ .. والحَبيبُ يُوفي إن وَعَدْ
الوَرقَةُ الثَّالِثَة
لَقدْ خُيِّرتُ في عُمري مِرارا – فَكانَ هَواكِ سَيِّدتي الخَيارا
عَشقتُكِ أنتِ مَا أخفيتُ سِرّاً – وكَيفَ أُسِرُّ مَا أُبدي جِهارا
شَدَدتُ إليكِ رَحلي كُلَّ يَومٍ – فَليسَ سِوى مَسارِكِ لِي مَسارا
فَمنْ إلاّكِ إمرَأةٌ .. هَواها – يُسافِرُ في دَمي لَيلاً نَهارا
ومَنْ إلاّكِ .. يَومُ الحُبُّ يَخبو – يَزيدُ غَرامُها نَاراً ونَارا
الوَرقَةُ الرَّابِعة
الحُبُّ فِي هَذا الزَّمانِ لَمْ يَعد – مَكانُهُ الأوراقُ والسُّطورْ
ولَمْ يَعدْ رِسالَةً غَارِقَةَ الحُروفِ بِالأشواقِ والعُطورْ
ولا حَديثاً هَاتِفياً بَينَ عَاشقَينِ في تَلهّفٍ .. يَدورْ
الحُبُّ يَا حَبيبتي .. لا بُدَّ أن – يَخرجَ مِن غَياهِبِ الصُّدورْ
والحُبُّ يَا حَبيبتي .. يَخبو إذا – ظَلَّ غِيابياً .. بِلا حُضورْ
مَنْ غَيرُكِ إمرأَةٌ أُخرى
أفنَيتُ بِرفقَتِها .. عُمري
مَن غَيرُكِ أنتِ ..
كَتَبتُ لَها ..
أحلى مَا قُلتُ مِنَ الشِّعرِ
مَنْ غَيرُكِ .. نَارُ هَواها ..
في جَسدي .. كَالحُمّى تَستَشري
تَدخُلُ مِحرابي .. حِينَ تَشاءُ ..
يُضيءُ مُحيَّاها … فِكري
تَحمِلُني في لَيلِ الأشواقِ ..
عَلى أجنِحةٍ مِنْ عِطرِ
وتُسافِرُ بِي
مِن بَحرٍ وَرديِّ الشُّـطآنِ ..
إلى بَحرِ
عَفواً يَا سَاحِرَتي .. إنّي
مَا اعتَدتُ .. عَلى كَتمِ السِّرِ
جَاهرتُ بِحبِّكِ ..
حتّى صَارَ ..
حَديثَ الطَّـيرِ .. إلى الطَّـيرِ
وانسابتْ رَيَّاهُ .. أنساماً ..
سَكِرتْ .. مِنْ عَبَـقِ الزَّهرِ
وسَهِرتُ بِهِ .. حتّى صَارتْ ..
كُلُّ النَّجماتِ .. بِهِ تَدري
يَا آسِرَتي .. يَا ساحِرَتي
لَمْ أُومنْ قَبلَكِ .. بِالسِّحرِ
إنّي فِي أسرِكِ ..
أرفُضُ أنْ أتَحرَّرَ ..
يَوماً مِن أَسري