تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصيدة البردوني التي جارأبها ابوتمام

قصيدة البردوني التي جارأبها ابوتمام 2024.

  • بواسطة
ما أصدقَ السيفَ إنْ لم يَنْضِهِ الكَذِبُ وأكذبَ السيفَ إنْ لم يصدق الغضبُ
بيضُ الصفائحِ أهدى حين تحْمِلُهَا أيدٍ إذا غَلَبَتْ يعلو بها الغلبُ
أدهى من الجهلِ عِلْمٌ يطْمَئِنُّ إلى أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلمِ واغْتَصَبُوا
قصيدة (أبو تمام عروبة اليوم) للشاعر

قالوا: همُ البشرُ اﻷ‌َرْقَى وَمَا أَكَلُوا شيئاً ..كما أكلُوا اﻹ‌نسانَ أو شَرِبُوا
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني عفوا سأروي وﻻ‌ تسأل عن السبب
يَدْمى السؤالُ حياءً حينَ تسألهُ: كيف احتفت بالعِدا(حيفا) أو(النَّقبُ)
مَنْ ذا يُلَبِّي؟ أمَا إصرارُ مُعتصمٍ كلَّا وأخزى من ( اﻷ‌فشينِ) ما صَلبوا
اليومَ عادتْ عُلُوجُ ( الرومِ )فاتحةً وموطنُ العربِ المسلوبُ والسَّلَبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجالِ ولمْ نَصْدُقْ…وقدْ صدقَ التنجيمُ والكتبُ
فأطفأتْ شُهُبُ ( الميراج ) أنجمَنَا وشمْسَنَا… وَتَحَدَّتْ نارَها الخُطَبُ*
وقاتلتْ دوننا اﻷ‌َبواقُ صامدةً أما الرجالُ فماتوا…ثمَّ أو هربُوا
همْ يَفْرشُونَ لجيشِ*الغزوِ*
أعيُنَهُمْ وَيدَّعونَ وُثُوباً قبل أن يَثِبُوا*
الحاكمونَ و ( واشنطن ) حكومتُهُمْ واللّامعونَ …وما شَعَّوا و ما غربُوا
القاتِلونَ نبوغَ الشَّعبِ تَرضيةً للمُعتدينَ وما أجْدَتُهُم القُرَبُ
لهم شُموخُ ( المُثنَّى ) ظاهراً ولَهُمْ هوَىً إلى ( بابِكَ الخَرْميِّ ) ينتسبُ
ماذا ترى يا ( أبا تمام ) هل كَذَبَتْ أَحْسَابُنا؟ أو تناسى عرقَه الذهبُ
عروبةُ اليومِ أُخرى ﻻ‌يَنِــــمُّ على وجودِهَا اسمٌ وﻻ‌ لونٌ …وﻻ‌ لقبُ
تسعونَ ألفاً ( لعمُّوريَّةَ ) اتقدُوا وللمُنَجِّمِ قالُوا : إنّنا الشُهُبُ
قيلَ:انتظارُ قِطافِ الكَرْمِ ما انْتَظروا نُضْجَ العناقيدِ لكنْ قبلَهَا الْتَهَبُوا
واليومَ تِسعونَ مليوناً وما بَلَغُوا نُضْجَاً وقدْ عُصِرَ الزيتونُ والعنبُ
تنسى الرؤوسُ العوالي نارَ نَخْوتهِا إذا امتطاها إلى أسيادِهِ الذَنَبُ
(حبيبُ) وافيتُ من(صنعاء) يحملُني نسرٌ وخلفَ ضلوعي يلهثُ العربُ
ماذا أحدّث عن صنعاءَ يا أبتي؟ مليحةٌ عاشقاها السِّلُّ و الجربُ
ماتتْ بصندوقِ ( وضاحٍ ) بﻼ‌ ثمنٍ ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ*
كانت تراقبُ صبحَ البعثِ فانبْعَثتْ في الحلمِ ثمّ ارتمتْ تغفو وترتقبُ*
لكنها رغمَ بخلِ الغيثِ ما برحتْ حبُلْى وفي بطنهِا (قَحطان) أو (كَرِبُ)
وفي أسى مقلتيها يغتلي ( يمَنٌ ) ثانٍ كحلمِ الصِبا ، ينأى ويقتربُ
(حبيبُ) تسأل عن حالي وكيف أنا؟ شبَّابةٌ في شفاهِ الرِّيحِ تنتحبُ
كانت بﻼ‌دُكَ (رَحْﻼ‌ً) ضَهْرَ (ناجيةٍ) أما بﻼ‌دي فﻼ‌ ضَهْرٌ وﻻ‌ غَبَبُ
أرعيتَ كُلَّ جديبٍ لحْمَ راحلةٍ كانت رعتْهُ وماءُ الرَّوضِ ينسكبُ
ورُحتَ من*سَفَرٍ*
مُضْنٍ إلى سفرٍ أضنى؛ ﻷ‌نَّ طريقَ الرَّاحةِ التَّعبُ
لكنْ أنا راحلٌ في غيرِ ما سَفَرٍ رَحْلِي دَمِي وطَرِيقي الجمرُ والحطبُ
إذا امتطيتَ ركاباً للنوى فأنا في داخلي أمتطي ناري وأغتربُ
قبري ومأساةُ ميﻼ‌دي على كتفي وحوليَ العدَمُ المنفوخُ والصًّخَبُ
(حبيبُ) هذا صداكَ*اليومَ*
أُنشِدُهُ لكن لماذا تَرى وَجْهي وتكتئبُ؟
ماذا؟ أتعجبُ من شَيبي على صِغَري؟ إنِّي ولِدتُ عجوزاً؛ كيف تعتجبُ؟
واليومَ أذوي وطيشُ الفَنِّ يَعزفُني واﻷ‌ربعونَ على خدَّيَّ تلتهبُ
كذا إذا ابْيَضَّ إيناعُ الحياةِ على وجهِ اﻷ‌ديبِ أضاءَ الفكرُ واﻷ‌دبُ
وأنتَ من شِبتَ قبلَ اﻷ‌ربعين على نارِ (الحماسةِ) تجلوها وتنتخبُ
وتجتدي كلَّ لصٍّ مُترفٍ هِبةً وأنتَ تُعطيهِ شِعراً فوق ما يهَبُ
شرَّقْتَ غرَّبْتَ من (والٍ) إلى (ملكٍ) يَحُثُّكَ الفقرُ أو يقتادك الطَّلبُ
طوَّفتَ حتى وصلتَ (الموصلَ) انطفأتْ فيك اﻷ‌ماني ولم يشبعْ لها أربُ
لكنَّ موتَ المجيدِ الفَذِّ يبدأهُ وﻻ‌دةٌ من صِباها ترضعُ الحِقَبُ
(حبيبُ) ما زال في عينيك أسئلةً تبدو … وتنسى حكاياها فتنتقبُ*
وما تزالُ بحلقي ألفُ مُبكيةٍ من رهبةِ البَوحِ تستحيي وتضطربُ*
يكفيكَ أنَّ عِدانا أهدروا دَمنا ونحنُ من دِمنا نحسو ونحتلبُ
سحائبُ الغزوِ تَشوينا وتحجبُنا يوماً ستحبَلُ من إرعادنا السُّحُبُ*
أﻻ‌ ترى يا ( أبا تمَّام ) بارِقَنا (إنّ السَّماءَ تُرَجَّى حينَ تحتجِبُ )

يعطيك العافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.