كيف تتعاملين مع طفلك المدلل الوقح ؟
تعتبر مرحلة الطفولة فترة مليئة بالتحديات للأهل وخاصة الأم، فالطفل فى مرحلة النمو يطلب دائما الكثير من الحرية كما أنه يتأثر بكل من حوله وما يراه على التليفزيون مما يؤدى لأن يصبح وقحا فى تصرفاته تجاه عائلته وأصدقائه. وأحيانا قد يختار الطفل أن يكون وقحا فى التصرفات وسييء السلوك فى الأماكن العامة وفى تلك الحالة فإن الأم قد تفقد أعصابها وتتعامل مع الطفل بقسوة. وفى أحيان أخرى قد تحول الأم طفلها لطفل مدلل لأنها توافق على أن يحصل على كل ما يريده وتعتقد أن مثل هذا الأمر سيجعله يحبها أكثر. ولكن على الأم أن تعلم أن الاستجابة لكل رغبات طفلها أمر سيجعله مدللا ولا يتعامل بواقعية مع العالم من حوله. ويجب على الأم أن تعلم طفلها قيمة الحب غير المشروط وقيمة العمل الجاد من أجل تحقيق الأحلام والأهداف.
قد يتعود الطفل على التصرف بطريقة وقحة فى المراحل المبكرة من فترة المراهقة وهو الأمر الذى يشكل مشكلة يجب على الأم التعامل معها بطريقة مناسبة حتى لا يتعود الطفل على التصرفات الوقحة والسلوك السييء. وأفضل ما يمكن للأم أن تفعله هو أن تكون صبورة وتعلم طفلها عواقب تصرفاته الوقحة بالإضافة إلى تقديم سلوك إيجابى بديل للطفل. إذا قام بالرد على الأم بطريقة وقحة فيجب عليها أن تتخذ موقفا صارما وحاسما.
إذا عاد الطفل للمنزل بعد اللعب مع أصدقائه وكان يشعر بالضيق والغضب فيجب على الأم أن تستمع لما يريد أن يقوله جيدا وعليها أن تطلب منه أن يحكى لها ما حدث لتحاول معرفة سبب شعوره بالألم أو الغضب. إذا كان الطفل سييء السلوك ووقحا فى تصرفاته فإنه سيحتاج لبعض المساعدة والتوجيه والإرشاد وهى أمور تكون غائبة فى بعض الأحيان. وإذا كان الطفل قد تصرف بوقاحة مع زميل أو صديق له فيجب أن تتصلى بهذا الصديق لكى تسمعى القصة أو ما حدث من الطرفين.
قد يكون صديق طفلك سلوكه وقح وهو الأمر الذى يؤثر سلبيا على طفلك وفى تلك الحالة يجب أن تحاولى إبعاد طفلك عن هذا الصديق دون أن تتحدثى لطفلك عن صديقه بلهجة فيها اتهام حتى لا يتحول موقفه لموقف دفاعى. ومن الأفضل أن تحاولى جعل طفلك يفهم كيف يؤثر فيه سلبيا سلوك صديقه السييء الوقح.شجعى طفلك على أن يتحمل مسئولية أفعاله دون إبداء أى أعذار للأهل أو الأصدقاء أو المعلمين فى المدرسة. واعلمى أنه بسماحك لطفلك بأن يبدى الأعذار فإن هذا سيجعله يستمر فى نفس السلوك الوقح السييء.
بدلا من أن توبخى طفلك أمام الآخرين إذا كان يتصرف بوقاحة فمن الأفضل أن تعطيه نظرة صارمة لكى يفهم أن ما فعله غير مقبول على الإطلاق. وإذا شعرت أن نظرتك الصارمة للطفل لم تنجح فى إيقاف سلوكه السييء فيمكنك أن تتكلمى معه فى غرفة وحدكما بعيدا عن الناس.
قومى بمدح طفلك إيجابيا عندما يصبح سلوكه أقل وقاحة وتدليلا، وكونى محددة عندما تمتدحين طفلك حتى يفهم أنك قد لاحظت تغيرا فى سلوكياته. واعلمى أنك إذا ركزت على النقاط السلبية فى سلوكيات طفلك فهذا الأمر سينمى مشاعر الكراهية عنده. ضعي مجموعة من القواعد للطفل يمكنك إلزامه بها مع عدم السماح لأى مراوغة من جانب الطفل بتغيير رأيك.
اختارى من وقت لآخر أن ترفضى طلب الطفل وقولى له لا مع الوضع فى الاعتبار أن غضب طفلك منك عندما ترفضين له طلبا هو غضب قصير المدى. وفى المقابل، فإنك إذا وافقت على كل طلبات طفلك فإن هذا سيجعل الطفل يفهم أنه يمكنه فعل كل ما يريده حتى لو لم توافقى على هذا الأمر.علمى طفلك قيمة العمل الجاد عن طريق مكافأته إذا أحسن أداء عمل ما، واعلمى أنك إذا قمت بتلبية طلبات طفلك بصفة دائمة فإنه سيقتنع بأن العمل الجاد ليس الوسيلة لتحقيق الأهداف.
كيف تكسبين احترام طفلك؟
يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن الاحترام يجب أن يكون من طرف الأبناء فقط. ولكن فى الحقيقة فموضوع الاحترام يجب أن يكون من الطرفين لأنه فى تلك الحالة سيكبر الطفل ليصبح شخصا بالغا ومحترما. إن أى إنسان يريد أن يشعر دائما بمدى قيمته واحترامه عند الآخرين، وعلى الأخص يشعر أفراد العائلة بأنهم يريدون احترام بعضهم البعض. ويأتي موضوع الاحترام ليكون شديد الأهمية فى علاقة الأهالى والأبناء خاصة بين الأم وأبنائها، ولكن قليلا ما تعرف الأم كيف تجعل طفلها يحترمها بطريقة إيجابية. وإليك بعض الأفكار والنصائح والتى يمكنك من خلالها كسب احترام طفلك.
لكى تكسبى احترام طفلك، يجب أن تحترمى أنت الآخرين. واعلمى أنك إذا عاملت طفلك بطريقة سلبية وبغير احترام فإن مثل هذا الأمر سيكون أثره سلبيا وسيئا على علاقتكم. يجب عليك أن تقومى بإظهار حبك لأبنائك ولكن فى نفس الوقت قومي بوضع حدود وقواعد معينة للتعامل بينكم حتى لا يتعداها الأبناء.
عليك أن تعاملى طفلك باحترام، فعلى سبيل المثال إذا كنت ستطلبين من طفلك إحضار كوب من الماء لك فاطلبى منه هذا الأمر بصيغة الطلب وليس الأمر، وافعلى نفس الأمر إذا كنت تريدين من طفلك إغلاق التليفزيون فافعلى هذا بصيغة أنك تطلبين منه ولا تأمرينه.
يجب عليك أن تكونى مثالا أمام طفلك وقدوة له. ففى كثير من الأحيان يحاول الأهل تعليم أبنائهم أنه من الخطأ عليهم اتباع أسلوب السخرية من الآخرين ولكنهم فى المقابل يفعلون هذا الأمر هم أنفسهم. وفى أحيان أخرى قد تعاقب الأم طفلها بسبب أنه يرفع صوته عليها عندما يكون غاضبا ولكنها فى نفس الوقت قد تفقد أعصابها على الطفل ليس لسبب قوى. عليك أن تفهمى أنك إذا أردت لطفلك أن يحترمك، فعليك أن تكونى أنت مثالا لكيفية احترامه واحترام الآخرين.
إن تعليم طفلك كيف يحترمك يجب ألا يأتى بطريقة مباشرة دائما، فيمكنك مثلا أن تقومى بمساعدة أحد جيرانك أو تتطوعي للأعمال الخيرية مما سيجعل طفلك يحترمك أكثر كإنسانة وبالتالى كوالدته.
احرصى على قضاء الوقت مع طفلك، فيمكنك مثلا أن تقومى باصطحابه للصيد أو لقراءة القصص مع بعضكم البعض أو تفعلون أى شئ بغرض التسلية مما سيجعل طفلك يرى مدى حبك له وبالتالى فإنه سيقدرك ويحترمك أكثر.
إن طفلك وهو صغير السن قد يرتكب العديد من الأخطاء دون أن يكون مدركا لنتيجة وعواقب ما يفعله. فالطفل عادة ما يكون مترددا حول تقرير ما إذا كان أمر ما صوابا أم خطأ، ولذلك تصبح مسئولية الأهل مساعدة أبنائهم وتعليمهم تحمل مسئولية أفعالهم وهو الأمر الذى بالضرورة سيجعل الطفل يحترم أهله.
لا تترددى أبدا إذا شعرت أنك يجب أن تعتذرى لطفلك فى حال ارتكبت خطأ ما لأن هذا الأمر لن يقلل من شأنك بل بالعكس فإنه سيجعل الطفل يرى أنك تتحملين مسئولية أخطائك مما سيجعل الطفل يفعل نفس الشئ.
حاولى أن تتفهمى عقلية طفلك وتمنحيه مساحة شخصية إذا أراد هذا الأمر لأن العديد من القيود على الطفل قد تضايقه مع الوضع فى الاعتبار أن هناك فرقا بين احترام الطفل لك وخوفه منك.
احرصى على أن تتفاهمى مع طفلك بطريقة تناسب سنه، فلا تتحدثى مع طفلك مثلا بطريقة لا تناسب عمره لأن هذا الأمر سيجعله لا يحترمك. لا تحاولى أن تكونى مضحكة زيادة عن اللزوم وانظرى فى عين طفلك وأنت تتحدثين معه مع الحرص على استخدام كلمات يفهمها الطفل.
قومى بمكافأة طفلك على تصرفاته الإيجابية ومعاقبته إذا ارتكب أمرا سيئا أو خطأ. واعلمى أن مكافأة طفلك على سلوكه الإيجابى سيبنى بينكم نوع من الاحترام لأن الطفل سيستوعب أنك تلاحظين مجهوداته وسيرى أيضا أنك تهتمين بكيفية تصرفه وكيفية تطوره ونموه كشخص. أما إذا كنت ستعاقبين طفلك على تصرفاته السيئة فيجب أن تفعلى هذا الأمر بطريقة إيجابية وفيها احترام عن طريق شرح عواقب أفعال الطفل له بطريقة هادئة.
كونى دائما صادقة مع طفلك ولا تعطيه وعدا على سبيل المثال أنك ستخرجين معه ثم تتراجعين في تنفيذ هذا الوعد.
كيفية التصرف فى حالة الطفل المتنمر
تقع مسئولية كبيرة على عاتق الأم أن تقوم بتعليم طفلها المتنمر أن سلوكياته السيئة لن يتحملها أحد وأنها غير مسموح بها’ فيجب على طفلك أن يعلم أن كل من يقوم بإيذائه على المستوى الجسدى أو المعنوى يشعر بالألم من تصرفاته وأنه ليس من الصواب أن يقوم بجرح مشاعر الأطفال الآخرين لكى يشعر بالرضا عن نفسه. ويجب عليك أن تحاولى اكتشاف السبب الذى دفع طفلك للاتجاه للتنمر فى المواقف الاجتماعية المختلفة. ومن المهم جدا أن تقدمى لطفلك طرقا مناسبة يمكنه أن يتعامل بها مع أصدقائه فى مختلف المواقف الاجتماعية فى المستقبل. وبالطبع فإنه أمر صادم أن تعلمى أن طفلك فى المدرسة ومع أصدقائه من حوله يتصرف بتنمر ولكن من المهم أن تتعاملى مع هذا الأمر على الفور دون تأخير. ويجب أن تعلمى أنه سواء كان طفلك يتصرف بتنمر من خلال إيذاء الآخرين على المستوى الكلامى أو الجسدى فإنك إذا لم تتدخلى فإن هذا السلوك قد يتطور ويصبح أكثر عنفا وعدائية فى المستقبل وقد يؤثر على نجاح الطفل فى الدراسة ويؤثر على قدرته في تكوين الصداقات.
إن الطفل قد يكون متنمرا لعدة أسباب فهو قد يشعر بعدم الأمان وبالتالى فإنه يبدأ فى مضايقة طفل آخر يبدو أنه ضعيف من الناحية النفسية أو الجسدية مما يجعله يشعر بأنه مهم أو محبوب أو يتحكم فى زمام الأمور. وفى حالات أخرى قد يتصرف الطفل بتنمر لمجرد أنه لا يعلم ويستوعب أنه من غير المقبول أن يقوم بمضايقة أطفال آخرين بسبب اختلافهم عنه فى الشكل أو الحجم. وأحيانا قد يكون التنمر جزءا من نمط الطفل العدوانى وهو بهذا الشكل سيحتاج لمساعدة للتحكم فى غضبه، إحباطه أو أى مشاعر قوية أخرى وبالتالى تحسين مهاراته الاجتماعية. قد يكون أيضا تصرف طفلك مع أصدقائه فى المدرسة بتنمر بسبب أنه يقلد سلوكيات يراها فى المنزل، فهو إذا رأى أن أفراد العائلة فى المنزل يتعاملون مع بعضهم البعض بعنف وقسوة فإنه سيعامل الآخرين بنفس الطريقة.
فى البداية يجب أن تتحدثى مع طفلك المتنمر وتسأليه عن سبب تصرفاته وسلوكياته السيئة فيجب أن تستمعى لشرحه وتبريره أولا. وبالرغم من أن طفلك قد يكون مخطئا إلا أنك يجب أن تقفى بجانبه وتستمعى لدفاعه عن نفسه مما قد يؤدى لفهمك للموقف ومساعدتك لطفلك على التغيير. قد يكون طفلك يعتقد أنه لكى يجتنب مضايقة الآخرين له وسخريتهم منه فإن عليه أن يبدأ فى مضايقة الآخرين والسخرية منهم. واعلمى أن طفلك قد يبدأ فى اتخاذ موقف دفاعى ويقول لك إن تصرفاته المتنمرة هى بسبب مضايقة الآخرين له أو بسبب إنه لا يحب شخصا معينا ولكنك فى الواقع يجب أن تبحثى عن السبب الخفى أو الحقيقى لغضب طفلك وشعوره بالضيق. إذا كان طفلك يتصرف بعنف مع الأطفال الآخرين فيجب أن تحاولى اكتشاف من أين تعلم أن مثل هذا السلوك مقبول. وقد يكون عنف طفلك الجسدى تجاه الأطفال الآخرين لأكثر من سبب مثل وجود عنف فى المنزل أو أن يكون مثلا شقيقه الأكبر يقوم بضربه أو أن يمضى الكثير من الوقت أمام التليفزيون ليشاهد أفلاما بها مشاهد عنف أو حتى قد يستمع لأغانٍ تحمل معانى عنيفة. ويجب أن تعلمى أنه إذا كان هناك نوع من أنواع العنف فى المنزل فيجب أن تتعامل العائلة بأكملها مع الأمر لأن مثل هذا الأمر غير مقبول. أما إذا كان طفلك قد شاهدك وأنت تتعرضين لنوع من أنواع العنف المنزلى فاحرصى على أن تصطحبى طفلك لطبيب نفسى متخصص حتى يتعلم كيف يعبر عن غضبه دون اللجوء للعنف الجسدى. عليك أن تقومى بالتوضيح لطفلك جيدا أن الضرب والركل والعراك وتوجيه الشتائم للآخرين كلها سلوكيات غير مقبولة.
يجب أن تبحثى جيدا عن العوامل التى قد تكون تؤثر فى سلوكيات طفلك فى المدرسة، ويمكنك أن تتحدثى مع أولياء أمور أصدقاء طفلك ومدرسيه، بالإضافة إلى أنك يجب أن تحاولى التوصل لأنواع الضغوطات التى قد يكون طفلك يواجهها فى المدرسة ليكون محبوبا من أصدقائه. فكرى جيدا فى الطريقة التى تتعاملين بها مع المشاكل أمام طفلك وحاولى دائما أن تبرزى النقاط الإيجابية فى الآخرين. أما إذا تعرضت فى حياتك لأى إحباطات أو مشاكل فحاولى أن تتحدثى عن تلك الأمور وعن كيفية تعاملك معها أمام طفلك. اطلبى من طفلك أن يفكر جيدا فى تصرفاته وفى شعوره إذا قام أحد بمضايقته أو السخرية منه وأخبريه أنه من الخطأ أن يقوم عن قصد بإيذاء الآخرين وجرح مشاعرهم، كما أن عليك أن تطلبى من طفلك أيضا أن يعتذر لأى طفل آخر تصرف معه بتنمر.
بجد مجهود جـــامد
وان شاء الله يثبت الموضوع
في حفظ الله ورعايته
موضوعات كتير حلوة ومفيدة اللي بالذات كوني مرشدة نفسية
سلمت اناملك