جميعنا كأمهات نتعجل طفلنا في الكﻼم، ونفرح كثيراً بأول كلمة ينطقها، من ثم يبدأ يفكر، فيتكلم، ويسأل، وأحياناً تضعنا أسئلة أطفالنا في مأزق، والتي إما أن تكون محرجة أو تتعلق بغيبيات ﻻ يعلمها سوى الله تعالى.
سيحدثنا الداعية محمد الماجد عن الرد المناسب على بعض أسئلة اﻷطفال اﻷكثر شيوعاً في بيوتنا، والتي تصاحب الفئة العمرية ما بين الرابعة وحتى العاشرة.
• السؤال اﻷول: أين الله؟ ولماذا ﻻ نراه؟
يرد الشيخ محمد الماجد على هذا قائﻼً: «أفضل رد على هذا السؤال؛ حتى يستوعبه الطفل عندما يسأل أين الله؟ أن نقول له: «إنه فوق في السماء، وﻻ نراه؛ ﻷن نوره ساطع قوي، ولله المثل اﻷعلى»، واضربي لطفلك مثﻼً، حاشا لله أن يكون تشبيهاً إنما للتبسيط، وقولي له: «هل تستطيع رؤية الشمس بدون نظارة شمسية؟ هكذا نور الله أقوى وأكثر سطوعاً، والدليل عندما أراد سيدنا موسى رؤية الله، وأمره بالنظر إلى الجبل، وخرّ الجبل على اﻷرض لم يتحمل نور الله، وأننا يوم القيامة بأعمالنا الصالحة ودخولنا الجنة، نستطيع أن نرى الله بوضوح، ودون أن تحرق أعيننا؛ ﻷن أعمالنا صالحة، وسيرضى الله عنا، وإذا أردت أن ترى الله؛ فعليك بالعمل الصالح والعبادات».
*
نشأته
• السؤال الثاني: كيف وجد الله؟ وكيف نشأت فكرة خلقنا؟
يرد الماجد على هذا قائﻼً: «يجب أن تعلمي طفلك أن هناك مسلمات وبديهيات ﻻ يصح الجدال أو الكﻼم فيها؛ ولتقولي له ذلك بلطف؛ حتى ﻻ ينفر منك، ويهرب بسؤاله إلى آخر يضلله، فقولي له: «إن الله هو مالك الكون، لم يلد ولم يولد، وهو الذي له حق التصرف واﻷمر والنهي، وهو الذي نعبده، يشفينا إذا مرضنا، ويستجيب لنا إذا دعوناه، ويغفر لنا إذا تبنا، والله موجود قبل أي خلق، وبعدما خلق آدم ودخل الجنة؛ ليعيش فيها، أمره بأن يأكل كل شيء إﻻ ثمر شجرة معينة، فغواه إبليس، فعصى آدم أمر ربه، وأنزله إلى اﻷرض، وأصبح كل من الجن واﻹنس على اﻷرض، وأخذ الجن عهداً أن يغوي بني آدم، كما أغوى آدم سابقا«ً.
*
المﻼئكة
• السؤال الثالث: لماذا خلقت المﻼئكة من نور، والجن من نار، واﻹنسان من طين؟
تمثل رد الداعية محمد بقوله: «هنا ﻻبد أن تعلِّمي طفلك أن هذا أمر بديهي ومسلم به، فمثﻼً لماذا الشمال اسمه شماﻻً والجنوب اسمه جنوباً؟ أو اسألي طفلك مثﻼً: لماذا سميت أنت بمحمد؟ سيرد ﻷن أبي أو أنتِ أطلقتما عليّ هذا اﻻسم، وهنا قولي له: «إذاً نحن اخترنا لك اﻻسم؛ ﻷننا أصحاب التصرف فيك، والله عز وجل، وبعيداً عن كل تشبيه، هو العلي العظيم المتصرف الوحيد لخلقه، له الحق فيما يشاء فعله، لهذا خلق كل صنف حي من مادة معينة، فالمﻼئكة من نور، واﻹنسان من ماء وتراب أي طين، والجن من نار».
تحياتي