إن هذه القصة ربما تتكرر في كثير من البيوت ، وحتى تصبح عملية الانتقال من ابن أصغر إلي ابن أكبر وأخ لطفل صغير أكثر سهولة إليكم هذه الخطوات :
1- اتبعي خطوات متدرجة : كثير من الأطفال يحب أن يجلس في حضن والدته، يمثل دور الطفل الصغير أو أن يحبو حول سرير أخيه فإذا كان هذا هو الحال فدعيه يحبو لفترة أو يجلس في حضنك لفترة أيضاً ثم ابدئي معه في تغيير مجري تفكيره ، فمثلاً قولي له : لقد لعبنا كثيراً والآن جاء دور أن تكون طفلاً كبيراً .
أو ما رأيك أن تختار لنا قصة نقرؤها جميعاً معاً .
وإن رفض أي اقتراح تقدمينه له فلا بد هنا أن يشعر من صيغة الكلام أنك تعنين كل كلمة تقولينها قلت انتهي الأمر .
2-الابن الأكبر قبل الابن الأصغر : قبل الذهاب إلي إطعام الطفل الصغير أو تقديم حمام دافئ له لا بد أن تجد الأم شيئاً يملا وقت فراغ الابن الأكبر كأن تقترح عليه أن يرسم رسمة لأخيه الصغير أو أن يلعب بالصلصال أو أن يلعب بالحاسب كالكبار حتي تنتهي هي من التعامل مع الطفل الأصغر .
3- عندما يبدأ الطفل في تحريك يدي أخيه أو رجليه أو حتي رأسه بطريقة عنيفة فلا تصرخي فيه بل اطلبي منه بدائل عن طريق بعض الجمل مثل : أليس هناك طريقة أفضل لتحرك يده ؟ أعتقد أنه يفضل أن تمسكه وتلعب معه بهذه الطريقة . ثم امتدحيه عندما يفعل هذا .
4- عندما يقول الابن : لماذا لا نعيد هذا الطفل الذي يتبول في ثيابه من حيث أتي ؟ فاضحكي معه علي هذه الفكرة واشرحي له الفرق بين الإنسان والبضاعة التي يمكن أن نردها للبائع وتقبلي أحاسيسه بالغيرة بهدوء ودون انزعاج وابتسمي له حتي لا يشعر بالذنب أو القلق .
5- في بعض الأحيان يعبر الطفل عن غيرته بأسلوب مختلف ، فهو لا يؤذي أخاه الوليد ، بل يحاول أن يرجع إلي مرحلة كان فيها سعيداً فيعود مرة أخري إلي الطفولة فيتبول في ملابسه أو يطلب أن يأخذ الأكل في المرضعة ، وهي مرحلة صعبة في حياة الطفل فتعبيره عن الغيرة بالنكوص وليس بالغضب هو دليل الصدمة الشديدة التي تعرض لها ولكن ما يطمئن أن هذه المرحلة مؤقته ممكن أن يجتازها الطفل بمساعدة الوالدين بسهولة ، أما إذا استمرت لفترة طويلة جداً فهنا تصبح استشارة طبيب مختص ضرورية .
6- من الأفضل ألا تسمحي للابن في هذه الفترة بحقوق مبالغ فيها لم يكن يحصل عليها من قبل ، وألا نغض الطرف عن وقاحته ، كما أنه ليس من الذنب أن نداعب أخاه أمامه ، فالطفل لن يشعر بالسعادة أو الاطمئنان إذا شعر أن والديه يخضعان له تماماً وسيعتقد الطفل في نفس الوقت أن والديه قد ارتكبا ضده خطأ مما يزيد من غيرته ، فالتصرف الطبيعي هو ما يحتاجه الطفل منا في هذا الوقت .
7- عندما يطالب أبنك أن تقارني بينه وبين أخيه ويطلب الاعتراف بأنه الأقوى والأجمل يجب أن توافقيه وتضيفي له أنك لم تكوني لتستطيعي العناية بالمولود الجديد لولا مساعداته ولكن تذكري عند المقارنة ألا تقولي إنك تفضلينه عن أخيه ، بل إنك تحبينهما كليهما ، لأن المقارنة تولد المنافسة والغيرة.. وعلي الطفل أن يشعر انه محبوب بحسناته وسيئاته .
8- شجعي ابنك علي أن يلعب دور الوالد فهذا الطلب يجعله يمتلئ بالفخر الحقيقي ويشعره بأنه أكثر نضجاً وقادر علي تحمل مسؤولية أخيه الأصغر .
9- عليك أيضاً اتباع وسائل الأمان مع المولود الصغير بعدم تركه دون مراقبة والاحتفاظ بأدواته وأدويته بعيداً عن اللمس واللعب ، فأنت عندما تفعلين هذا تنقذين الوليد من الأذى وتنقذين الطفل الأكبر من الإحساس بالذنب .
لنحول تجربة الغيرة في حياة الطفل إلي تجربة تبني أكثر مما تدمر ، فالطفل الذي يساعده والداه علي تخطي الغيرة طفل قوي الشخصية فهو تخلص من مخاوفة من فقدان حب والديه وتحمل إلي جانب هذا مسؤولية أخيه الأصغر