فما الحل يا ترى ؟
لنقرأ سويا السؤال الموجه للشيخ محمد صالح المنجد ونرى جوابه :::
السؤال:
أنا شاب عمري22 سنة ، متدين ، وأحفظ القرآن ، وشكلي مقبول وطبعي سهل لين ، ولكن مشكلتي هي عزوف الناس عني ، لا أكاد أجد صديقا ، حتى بين رواد المسجد وحفظة القران ، وكلما حاولت إقامة علاقة مع أحد منهم أجد الصد والإعراض ، ولا يوجد سبب معين ، فليس بيني وبينهم أي خصومة ، ولكني أجد أني قد لا أكون جذابا بما فيه الكفاية ، بالنسبة لهم أجد نفسي في عزلة قاتلة ، لا أكاد أجد صديقا ، في حياتي الجامعية 4 سنوات لم أستطع تكوين صديق واحد ، معظم غمي في الجامعة من انعدام الأصدقاء ، وكلما حاولت في الصداقة جوبهت بكسر الخاطر والإعراض ، أفيدوني جزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
لا داعي للقلق والحيرة والمزيد من الإحباط والحساسية المفرطة ، فالأمر سهل وليس كما تظنه ، والإنسان اجتماعي بطبعه ، والذي يحصل أحيانا عدم التوافق في الطبائع والأخلاق ، فقد يتعارف اثنان ، وبعد التعارف يختلفان فيفترقان لعدم حصول ذاك الانسجام الذي يحدثه التقارب في الأخلاق أو الأفكار ونحو ذلك .
ولعلك إذا أخذت بنصيحتنا في هذا الأمر انتفعت بإذن الله .
ومشكلتك تتلخص في تصورك أنها مشكلة متجذرة عويصة ، فإذا عارضت ذلك بالمحاولة فظهر لك إعراض الناس انطبع في نفسك لأول وهلة أنك قد فشلت ، فيحصل لك من اليأس والإحباط ما يؤكد في نفسك هذا التصور ، ثم تأتي المحاولة التي تليها ، فيحصل ما حصل في الأولى ، فيزداد يقينك بأنك إنسان يرفضه المجتمع ولا يقبله الناس ، وكل ذلك غير صحيح .
وتصور رفض المجتمع التام لرجل حافظ للقرآن وعلى خلق ولين الجانب تصور غير مقبول شرعا وعقلا وعرفا .
فإن طبائع الناس مجبولة على محبة الخير وبسطة الوجه ولين الكلام وحسن الخلق .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : " البر شيء هين وجه طليق وكلام لين " .
انتهى من "شعب الإيمان" (8059) .
وقال عروة ابن الزبير رحمه الله :
" مكتوب في الحكمة : لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء " انتهى من "حلية الأولياء" (2/178) .
إنما تؤتى من قبل توهمك المتزايد مع كل محاولة تفشل فيها فتيأس للوهلة الأولى ، فلا تعطي نفسك الفرصة للصبر والتهيؤ لمعالجة ما عسى أن يكون هو السبب الحقيقي لهذا الإعراض ، لكنك لا تبحث عن ذلك ولا تتدبره ، ثم تلتفت إلى تلك القناعة المتوهمة .
فننصحك بما يلي :
أولا : انس الفائت كله تماما ، جملة وتفصيلا ، كأنه لم يكن .
ثانيا : استقبل أيامك ومواقفك مع الناس بالتفاؤل والأمل وحسن الظن بالله .
ثالثا : ليكن الأصل في التعامل مع الناس حسن الظن بكل ما يقع منهم ، ولا تلتفت إلى ما قد يطرأ من وساوس وظنون .
عن عمر بن عبد العزيز قال : " يا بني إذا سمعت كلمة من مسلم فاحملها على أحسن ما تجد حتى لا تجد محملا " انتهى من "مداراة الناس" (ص 48) .
رابعًا : ابتعد تماما عن الحساسية المفرطة وكثرة التفكير وخاصة في الأمور العارضة ، واحمل الوقائع غير المستحسنة من الناس على محمل ( لعل ، ولعل ) .
عن أبي قلابة قال :
" التمس لأخيك العذر بجهدك ، فإن لم تجد له عذرا فقل : لعل لأخي عذرا لا أعلمه " .
انتهى من "مداراة الناس" (ص 48) .
خامساً : ابتعد عن الانطوائية ، وأقبل على الناس برحابة صدر .
سادساً : لا تعامل الناس على سبيل التجربة ، ولكن من منطلق العقل والحكمة ، والحرص على التقرب منهم والتودد إليهم ، وفي سبيل ذلك احتمل أذاهم ، ومن أعرض منهم أقبل عليه ، ومن أساء منهم اعف عنه ، ومن جهل منهم احلم عليه .
سابعاً : ليكن تعرفك بالناس من منطلق الدعوة والأخوة الإسلامية ، فاحرص ما أمكنك على أن يكون تعرفك بالناس لغرض شرعي من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو نصيحة أو تحقيق مصلحة ونحو ذلك .
ثامناً : لا تهمل مع ذلك الجوانب الترفيهية مع الناس ، فاخرج معهم للتنزه والتفسح ، وخالطهم في أحاديثهم ومحاوراتهم .
تاسعا : لا تصاحب إلا ذا دين وخلق ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
عاشراً : أكثر من التبسم ، فإنه من أحسن الخلق ؛ وقد روى الترمذي (3574) وحسنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ : " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وروى مسلم (4760) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) .
حادي عشر : إذا ساءك موقف من المواقف فابحث عن سبب حصوله ولو بسؤال صاحب الموقف معك ، وناقشه في ذلك ، وحاول أن تتوصل بالبرهان إلى مكمن العلة ، وإياك أن تستسلم معتقدا أن هذا هو الأمر الطبيعي مع الناس : عزوفهم عني .
ثاني عشر : أين أنت من مؤانسة القرآن ومدارسة السنة وسير السلف وكيف كان صبرهم على أذى الناس ؟ أين أنت من العلاج الشرعي للهم والغم بالقرآن والدعاء والأذكار ؟ أين أنت من التعلق بالمساجد وكثرة التردد عليها ؟ أين أنت من قيام الليل ودعاء السحر ؟
كل ذلك جدير بالذهاب بهذا الهم الجاثم وهذه الكروب المتناوبة على قلبك .
وفي كتاب "مداراة الناس" لابن أبي الدنيا رحمه الله مجموعة صالحة من الآثار عن السلف تتعلق بهذه المسألة ، فننصحك باقتنائه والنظر فيه .
ومما جاء فيه ما رواه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " من يتبع نفسه كل ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه "
وعن عبد الوهاب بن الورد قال : " جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : إني قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس فما ترى ؟ قال : لا تفعل إنه لا بد للناس منك ، ولا بد لك منهم ، لك إليهم حوائج ، ولهم إليك حوائج ، ولكن كن فيهم أصم سميعا ، أعمى بصيرا ، سَكوتا نطوقا " .
وعن أيوب السختياني قال : " لا ينبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان : العفة عما في أيدي الناس ، والتجاوز عما يكون منهم " انتهى من "مداراة الناس" (ص 40- 46) .
راجع جواب السؤال رقم : (47026)
والله تعالى أعلم .
موضوع فيم من أخ يستحق التقدير والإحترام
نفع الله بك وجعله مثقلا في ميزان حسناتك
تقبل محبتي
والانسان الطبيعي لا يستطيع العيش لحاله
لذلك عليه ان يعرف كيف يكتسب الصداقات من حول
فن التأثير في الناس
ابتسم
الابتسامة تقول اني أحبك، فأنت تجعلني سعيد وأنا سعيد برؤيتك، وكل شخص تبتسم له
ستجده تلقائيا يبتسم لك، وستجد الجميع يبتسمون لك، ويحبونك
*******
تذكر الأسماء
أي شخص يهتم ويعتز باسمه أكثر مما يهتم بجميع الأسماء الموجودة على الأرض، فإذا ناديته باسمه ونطقت به بسهولة، فانك ستترك في نفسه أطيب الأثر وتشعره بأهميته وبالتالي تكسب محبته وتعاطفه
*******
اظهر اهتمامك بالآخرين
الناس لا تهتم بك بل يهتمون بأنفسهم، فان اهتممت بهم اكتسبت صداقتهم، فتذكر تواريخ ميلادهم، والمناسبات مثل الأعياد والأفراح والأمراض، وكذا الرد على التليفون بطريقة ودية مع إظهار الابتهاج في الحديث، والاهتمام باهتماماتهم مثل هواياتهم مثلا
تذكر دائماً أن الإنسان الذي لا يهتم بالآخرين هو الذي سيعاني من مصاعب الحياة، والمرء يستطيع كسب اهتمام وتعاون أشهر الناس عن طريق إبداء اهتمامه الشديد بهم
*******كن مستمعاً لبقاً
إن أردت أن تكون متحدثا لبقا، فكن مستمعا متنبها وأنصت باهتمام واسأل ما يحلو للشخص الآخر الإجابة عليه، وشجعه للتحدث عن نفسه وعن منجزاته، فأي إنسان يهتم بنفسه ورغباته ومشاكله أضعاف اهتمامه بك وبمشاكلك، فالألم الذي يصيب أسنانه هو أهم عنده من خمسين زلزال.. فالقدرة على الإنصات نادرة أكثر من أي صفة أخرى، وهو من الصفات الهامة في نجاح المفاوضات
*******
تحدث عن الأشياء التي هي موضع اهتمام الآخرين
الطريق الرئيسي لقلب الإنسان هو محادثته عن الأشياء التي يعتز بها، فلو لم تكتشف ما الذي يثير اهتمام وحماسة الشخص الآخر منذ البداية لما استطعت كسب مودته أو تحقيق غايتك.. فطبيعة النفس البشرية حب الاستماع للأشياء التي تعتز بها، ولذا فإنها كانت أقرب طريق لإثارة اهتمام الناس
*******
لا تنتقد دائماً.. واحترم أراء الآخرين
إذا حذفت الانتقاد الدائم من أسلوبك ولم تقل لأحد أنه مخطئ، واستخدمت بدلا منه الثناء والتقدير، وامتنعت عن الكلام بما ترغب شخصيا وحاولت التطلع من خلال وجهة نظر الآخرين؛ فستجد نفسك رجلا مختلفا كليا وأكثر سعادة وأصدقاء، وتلك هي الأمور المهمة في الحياة
باستطاعتك أن تقول لأي إنسان أنه مخطئ، فهل تريده أن يوافقك على ذلك؟ أبداً.. فأنت وجهت له ضربة مباشرة إلى ذكائه وحكمته وكبريائه واحترامه لذاته، وبذلك بثثت فيه الرغبة في إعادة الضربة لك، ولن تجعله يحيد عن رأيه لأنك مسست شعوره
فان أخطأ شخص أليس من الأفضل أن تبادر بالقول: حسنا إن لي رأيا آخر وربما أكون مخطئاً؟؟ فالتوقف عن اتهام الناس سيعود علينا بنتائج جيدة
*******
لا تجادل
فانه لا يمكنك الظفر بنقاش وأفضل طريقة للخروج من الجدل بأفضل النتائج هي أن تتجنب الجدل؛ لأنك إن خسرتها ستخسرها، وان ربحتها ستخسرها؛ لأنك ستشعر بالرضي ولكن الشخص الآخر ؟ لقد جرحت كبرياؤه وجعلته يشعر بالنقص، وسيحتقر فوزك وبذلك تكون قد خسرته، ولن تستطيع إرغامه على الاعتقاد بما هو ضد إرادته… يمكن أن تكون على حق وتبقى كذلك في جدالك، لكنك إن أردت أن تغير تفكير الشخص الآخر فإنك ستفشل كما لو كنت مخطئا تماما
*******
تحدث بطريقة ودية دون غضب
إذا كنت في قمة غضبك وأفرغت غيظك على الآخرين فإنك ستستريح، ولكن ماذا عن الشخص الآخر؟ هل سيشاركك راحتك هذه؟ وهل لهجتك الحادة وأسلوبك العدائي يسهل أمر مشاطرتك الرأي؟ وهل يكون هذا فن تحويل الأعداء إلى أصدقاء؟
إن الناس لا يمكن إجبارهم على الاتفاق معي أو معك، ولكن يمكن قيادتهم لذلك إن كنا في غاية اللطف والتودد معهم؛ وهذا ما يفعله رجال الأعمال من محاولة التودد والتقرب من المضربين، والمحاميين وما يستخدمونه من أسلوب التودد في مرافعاتهم للتأثير على القضاة
قال تعالى: لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. وقال: وجادلهم بالتي هي أحسن
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه
*******
منقول
حبيبي كريم ربنا يبارك في عمرك وينفع بك
أحبك في الله .
أما النقاط الهامة فعلا والمركزة والتي طرحها روليان فأشكر حضرتك عليها وهي فعلا نقاط يجدر بنا الوقوف عندها كثيرة
ولعل كل خير فيها هو مستمد من سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم .
فديننا كله خير
جزاكما الله خيرا على التفاعل
الاخ السائل يقول انه لين الجانب (ايزي غويين يعني)
وعادة نحن البشر لا نرغب ان يبالغ الانسان في هذا الامر ، ولا تكن"إمّعة" (فكما يقال : دوام الوفاق نفاق .. ودوام الخلاف اعتساف)
نحبذ ان تكون له شخصية مستقلة وآراء متزنة على ان يوافقنا في كل شيء
لذا .. اخي السائل ، اعمل على توسيع دائرة ثقافتك ومعارفك العلمية ، وتحلى بشخصية متزنة لها آرائها وتحترم آراء الاخرين
تحلى بالمبادئ والقيم السامية فالكل سوف يحترمك ويحبّك لذلك
تحياتي لكما اخ ابن بطوطة والدكتور كريم