(ألحقت مقتطفات من أشعاره وتعريف به في المؤخرة)
في الجماهير تكمن المعجزات =ومن الظلم تولد الحرياتُ
ومن الشعب في فلسطين قامت =ثورة الفتح يفتديها الأباةُ
مكثت في النفوس عشرين عاما = تتعاطى لهيبها الكلمات
ثم صارت على صعيد الليــالي=ضرباتٍ تشدها ضربـات
ورصاصا يجول قصفا وضربا =وتلاشى النحيب والزفراتُ
دير ياسين ما نسينا دمانا= في ربانا تدوسها النظرات
دير ياسين ما نسينا عظاما = نسفتها الرياح والهبوات
جرحتنا مخالب الدهر يوما = وتلاقى على ربانا الغزاة
واعتمدنا على سوانا زمانا =وألهتْنا الدموع والحسرات
غير أنّا قد انتفضنا وثرنا=ثورة لا تردها الفتكــات
نحن شعب قد صلّبته المآسي = سهرته الآلام والنكبات
نسكن النار لا نبالي لظاها = زادنا العزم والإبا والثبات
نتلقى الشهيد عزا ونصرا =والضحايا توديعهم حفلات
ونغني للموت بل ونراها = في سبيل الحياة هي الحياة
ونغني حتى الجراح تغني = في الجماهير تكمن المعجزات
موكب النور
موكب النور هل ترى من بعيد = وجه مشتاقك الحزين العنيد
أنا طيف وخاطري عربي = لم يصافحك بعد موت الجدود
أنا شنقيط هل سمعت بوحي = من رمالي أو درة من عقودي ؟
جئتك اليوم زائرا شعوري = باقة الفخر والوفا للعهودي
عندما عربد النخيل فؤادي= وأنبرى خاطري وثار قصيدي
ّّ***
أيه بغداد أين منا زمان = كنت فيه وكان عهد الرشيد ؟
كيف صار الهلال بدرا فشمسا = تلبس الكون حلة من ورود ؟
وزرعنا حضارة وعلوما = وقطفنا ثمار نبع الخلود
أي خطب اصابنا فنزلنا = من عروش الضحى لسفح الركود ؟
مالذي أذبل الشموع لماذا = لم نصنها وهل ترى من جديد ؟
إيه دار السلام هل أنت عيد = يتباهى بألف عيد وعيد ؟
أبحار عسجد أم رياح = من لهيب تموج عبر البنود ؟
أم حشود الشباب هبت لتمحو = حبل الرين يالها من حشود ؟
هاجر الزهر وألتقى بعدما ظل = حبيس الشذى رهيف القيود :
زغرد الماء في السواقي وغنى = طائر الأمس لحنه للخلود
ورفات الزمان تطوي بعيدا = تسفح الدرب للزمان الجديد
***
يا بذور الحياة أهلا وسهلا = بعناق الحبيب بعد الصدود
حان بعث الشموس هيا أرفعوها = في طريق المستقبل المنشود
وأنيطوا عن وجهها يا بنيها = كفن الغيم حان صهر الجهود
قدموها هدية لربنا = فجروها على هضاب الجليد
***
إن قدسنا ضباب دموع = تحفر الأرض باللظى والحديد
باركوها تنهل شرقا وغربا = وتغسل العار بالعطاء المجيد
خذوها لكل جرح دواء = وأنسجوها لفائف التضميد
طمئنو الخائفين إن لم يفيـ = ــيقوا أنها صرخة العزيز الوليد
إنها المشعل الكبير ينادي = إنها وحدة المصير السعيد
****
قصيدته التي يخاطب فيها "شارون" و "باراك"
شارونُ» قِفْ واطلبْ طريقكَ للورا = فدمُ الطفولة في الضمائر صَرْصَرا
ليستْ جباهُ الساجدين لترتضي = قدميكَ تختالان أقذرَ أقذرا
أَتُدنّس الأقصى وبعضُ جراحِنا = (صبرا) و(شاتيلا) وننسى ما جرى؟
ويُجيبكَ الزلزالُ دمدمَ صاعداً = ويرّدد الأولادُ: خيبرَ، خيبرا
ورفيفُ أجنحةِ البُراقِ، نسيمُهُ = يتلقّف الأرواحَ من فوق الذُّرا
طوبى لشعب لا يهون تنسَّمتْ = آمالُه وردَ الشهادةِ عنبرا
من ذا يلوم الباذلين حياتَهم = لحياتهم شرفاً أجلَّ وأظهرا
أَو يزجر الزحفَ المضرّجَ بعد ما = حلفتْ نواصي الخيلِ أنْ تتعطّرا
خمسون عاماً والثعالبُ شُرَّعٌ = وتبول، تنتهك المقامَ الأطهرا
خمسون عاماً والزمانُ مُبنَّجٌ = أفلم يحِنْ للأرض أنْ تتطهّرا؟
«باراكُ»، يا رجلَ الدفاعِ وجيشهِ = ونراكَ ترفل في النياشن مُظهِرا
ماذا منحتَ من السلام تَكرُّماً = وتَبجُّحاً، وتَزلُّفاً، وتَجبُّرا؟
ثكلتْكَ عاهرةُ اليهودِ وأمّها = يا وارثَ الكذبِ العتيقِ بما افترى
ياحارقَ الزيتونِ والأطفال والْــ = أَزهارِ تبسم للسَّما أَنْ تُمطِرا
(فينيسُ) (شاكسبيرُ) أعلمُ بالذي = منحتْ جدودُكَ من مكارمَ للورى
فاقتلْ كما شاءتْ بنو صهيونَ أنْ = تدعَ البريءَ مُجندَلاً ومُعفَّرا
واذبحْ تَرَ الطوفانَ أولَ قطرةٍ = واذبح ترَ الطوفانَ يُزبِد أَبْحُرا
لا تَغتررْ، لبنانُ أمسُكَ شاهدٌ = والقدسُ يومُكَ قد أطلَّ وزمجرا
ولقد يُطيل اليومُ غيبةَ شمسِهِ = وتقول بعد مروره ما أقصرا!
برح الخفاءُ فلا سرابَ لواردٍ = والحقُّ أحكم والمُقدَّرُ قد جرى
أقسمتُ بالغضب الذي ملأ الدُّنا = عرباً وإسلاماً، ودَكَّ وفجّرا
أنْ سوف ترجع للطراطر بائعاً = وتجوس في الأسواق تطلب مَتْجرا
ونعود أرحمَ من سوانا بالأُلى = ذلّوا، وأعرقَ في الحضارة مَفْخَرا
وادي الاحبة
(الشاعر أحمد ولد عبد القادر يرحب بضيوفه في منتدى الشعر المغاربي المنعقد بعاصمة موريتانيا: نواكشوط)
وادي الأحبة هلاّ كنت مَرْعَانَـــــــا؟ ***** إن الحبيبَ حبيـبٌ حيثُمـا كَانَـــــا
ويا أخا البُعد هل تشفيـك قافيــــــــة **** تبوح بالنفس أنفاسـا وأشجانـــــــــا؟
أفًّ على الشعر والدنيا بأجمعهــــــا **** ما لم تقرب إلى الإخوان إخوانــــــا
هوِّن عليك فذاك الشمل مجتمـــــــع **** والنجع لاقى على التحنان خلانــــا
إن الحمائم قـد عـادت مغــــــــــردة****فوق الغصون وعاد البان نشوانـــــــا
أما رأيت طيور البحـر حائمــــــــة **** في أفقنا ترسم الأفـراح ألوانــــــــا؟
فسل معللة الأنخاب هـل نسيـــــت **** بعد الرحيق كؤوسا كُنَّ هجرانــــــا؟
وسل أحباءك الآتين كيـف أتــــــوا **** وكيف ناموا على الهجران أزمانـــا
وشائج الأرض أقوى في نوازعــنا **** والحر ينسى طباع الحر أحيانــــــا!
أحبابنا الأهل مرحى يوم مقدمكــــم **** هذا لقانا فهـل تنضـم أشلانــــــــــا؟
هذا لقانا فهـل آمالنـا انعتقـــــــــت؟*****وهل نسيم ربيع الوصل قد لانــــا؟
نريده صفعـة للأمـس توجعـــــــــه **** إذا الغد الأبلـج البسـام وافانــــــــــا
نريـده غرسـة للمجـد واحــــــــــدة **** دوحا يكلل عريَ الأرض تيجانـــــا
ولا نريـد مواثيـقـا مـطـــــــــــرَّزة **** تعيش في الورق المنسيِّ أدرانــــــا
ولا نريـد ابتسامـات مؤقـتــــــــــة **** تغشى الوجوه وتغدو بعدُ نكرانــــــا
قبل اللقا أحرف التاريخ ما عرفت **** وجه الصباح ولم تطلبه عنوانــــــا!
كـأن طـارقَ أوصانـا بأندلــــــــس **** شراً وعقبة لـم يمـرر بمَغْنانـــــــــا
نروي لأبنائنا فخـر الجــــدود ولا **** نبدل الشوك عبر الدرب ريحانـــــا!
وكيف ينفعنا عـز الأوائـل مـادُمنا **** بُغَاثاً وطار الغيـر عُقْبَانـــــــــــــــا؟
حار الأدلاء والبيداء تبحث عـــن **** نجم السبيل ولم تعرف لـه شانـــــــا
وإنمـا نفحـات الضـاد تسعفنـــــــا **** نورا إذا الليل في بلـواه أعشانـــــــا
وللريـاح تراتيـل بغيـر هـدىتسبي **** الذي يعبر الأمواج وسنانــــــــــــا
وتخطف البرق من أحشاء سطوته **** وتترك الغيم في عليـاه ظمآنـــــــــا!
لو أن سيف أبي بكر ويوسف لـــ **** ـم نغمده فينا تخطى اليـوم بيسانــــــا
ومض الحجارة يزهيـه فيسألنــــا **** متى تطاول سيل الدمع بركانــــــــا؟!
ماأروع الجرح تجفـوه ضمائــــده **** حيّا ويرمي وجوه الظلم نيرانـــــــــا!
وتخطف البرق من أحشـاء سطوتـه **** وتتـرك الغيـم فـي عليـاه ظمـآنـا
يا غرسة المجد، هـل تسقيـك أغنيـة * من وحي (أوراس) تبري الكون ألحانا؟
وهل تجـود عليـك الدهـر ماطــــــرة ** من القلوب تحيـل الصخـر وجدانـــا
نبه لهـا عمـر المختـار وادع لهــــــــا **** عبـد الكريـم بمازانـا ومـا صانـا
ونـادِ شنقيـط واستنـفـر منابعـهــــــــا **** والقـيـروان وتطـوانـاً وفـزانـــــا
فالكرم قد عانق الزيتـون فـي مـرح **** والطلـح يزهـو عساليجـاً وأغصانـا
أحبابنا الأهل لا شط المزار بكــــــم **** بعـد التدانـي ولا ملتـه دنيانــــــــا
لولا المرابع والذكرى لما انطفـــأت **** بعض الحروق التي تشوي حنايانا
فيم التفرّق والأهـداف تجمعنـــــــــا؟ **** لا يعلـم السـرإلا الله مولانــــــــا!
ما كـان أقربكـم منـا وأبعدكـــــــــم **** ما كـان أقربنـا منكـم وأدنانـــــــــا!
كم ذا أخاصم قلبي حين أهجركــم **** وأمتري منـه سُلوانـا ونسيانــــــــا
ويرفض القلب أن تنـأى قلوبكـــم **** إن الحبيب حبيـب حيثمـا كانـــــــا
وهذه كلماته الخالدة التي لحنتها الفنانة المرحومة المبدعة ديمي منت آبه
ريـشـة الـفـن بلـسـم وســـلاح**ودليـل يضـيـئ وعــي الـرجـال
إنـهـا عـالـم الحـقـائـق يـحـيـا**بيـن خفـق الـرؤى وذوب الخـيـال
بيـن خفـق الـرؤى وذوب الخـيـال**وإقتحـام المـنـى عـيـون المـحـال
والأغـانـي المجنـحـات سـكـارى**سابحـات فــي مـوكـب الأمــال
نـهـض الـنـاي والـيـراع وقــالا**كلمـات بيـض الحـروف الصقـال :
هل لهذا الوجود لهذا الوجود معنى إذا لم**يتـفـهـم هـويـتـي ومـجـالـي ؟
وأنـاشـيـد مـزمــري تـتـغـذى**مـن صـدى أنتـي وفرحـة بالـي ؟
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم |
||