خبرينى ياعناقيد المسا هل ستغفو فى غد عين الاسى
ياهوى طاف به زورقه ثم ارساه بقلبى فرسا
رب ليل غرس الشوق لظى فى فؤادى ويله ماغرسا
يصهر الحب جفونى ارقاوالمنى تجعل منها حرسا
هى لى شمس غدا مرتقب فعسى تشرق بالوصل عسى
قد حملت اليوم قلبى بيدى ثم القيت به فى راحتيها
رسم الحب على شريانه صورة ابقيتها ذكرى لديها
بضلوع من جوى ملتهب نقش الوجد صباباتى عليها
اترى تذكرنى فاتنتى كيف تطوينى الليالى بيديها
نزف الجرح فمن يبلغها صرخات الشوق فى صدرى اليها
احمد سالم باعطب
نبع تدفَّق في الرياض سناء
ينساب سمحاً رائقاً وضّاء
تتعانق الأرواح فيه طروبة
وتطيب في ثغر الزمان غناء
تسري النسائم منه عاطرة النَّدى
تروي الليالي الخالدات عطاء
نبع به ابتسمت مصابيحُ النُّهى
يسقي النفوس سعادة وهناء
يا جدولاً للخير جئتك لاهثاً
كي أرتوي ولكم رويت ظماء
آنست أكمام القلوب تفتَّحت
في شاطئيك محبة وإخاء
ووجدت في أحضان عطفك ضالتي
زاداً يقيني عثرتي وشفاء
ووجدت أنفاس البلاغة والحجى
تضفي عليك من الفتون رواء
فهنا يغرِّد بلبل بك مغرم
يتلو عليك قصيدةً عصماء
وهناك يعزف ناثر لك قصة
ريانة كلماتها أشذاء
نقضي الخميس إلى الخميس تلهفاً
وجداً يمزِّقنا صباحَ مساء
حتى إذا ما ضم صدرك عقدنا
أرخى السرور على النفوس رداء
يا روضة الحسنات صانك مخلص
فعظمت إشراقاً وطبت رجاء
بانيك لم يبخل عليك بجهده
جاوزت في أكنافه الجوزاء
بانيك قلدك النجاح ولم يزل
يرعى مسيرك في الدروب فداء
والوافدون إليك أسكرهم هوى
حب تألق باسماً وأضاء
ولقد رأيت بكل قطر منبراً
يرنو إليك مودة وولاء
أعليت في أفق الرشاد أبية
للفكر مؤتلق الجبين لواء
عشرون عاماً أنت قد أمضيتها
صرحاً يتوجَّه الفخار بهاء
قد كنت فيها للثقافة منهلاً
ولعاشقيك حديقة غَنَّاء
شاخ الزمان على خطاك ولم تزل
قنوات فضلك ثرَّةً معطاء
وتطاولت بك في المحافل أنفس
ما ضاع جهد العاملين هباء
يا أيها الرجل الذي في قلبه
للحب ينبوع يشعُّ ضياء
أنا ما نسجت الكذب يوماً حلَّة
للشكر تبلى والمديح رياء
أنا سوف أنظم بالوفاء عواطفي
عقداً وأنثره عليك ثناء
وأصوغ إحساسي ومحض مشاعري
تاجاً وأحمله إليك وفاء
الحلم في برديك لملم شمله
والحب يشرق في الجبين حياء
أقسمت أنك في الفضائل قمة
خلق يضوع شهامة وإباء
تسائلنى اليوم من ذا اكون
وكيف طرقت حماك المصون
وكيف اتيت بلا موعد
ازف اليك حديث الشجون
وكيف اتيت وفى مبسمى
يرف بريق ليالى الفتون
تعال فسر الجوى فى فمى
وخلف ارتعاش ظلال الجفون
جننت بحبك ياقاتلى
وهل يلد الشوق الا الجنون
اتسأل من انت بين الملاح
ذوات العيون المراض الصحاح
انا فى فم الحب تغريدة
وروضى من الحسن لايستباح
تهادى المساء على مفرقى
واشرق فى ناظرى الصباح
وفى راحتى ترقص الامنيات
وفى كبريائى تموج الرياح
انا روضة عطرهابلسم
وانت هزار مهيض الجناح
من العجز تولد عصفورتى
ومن بسمة الغيم اقصوصتى
ومن حدقات عيون الضحى
اضيئ قناديل ارجوحتى
تقبل روحى جبين الربيع
وتطبع فى ثغره صورتى
واسكر من همسات الصبا
وابنى على النجم مقصورتى
اغنى فيسرى نسيم الرياض
يترجم للناس انشودتى
اتنكر انى على راحتيك
كتبت رسائل قلبى اليك
وكم بت املأكأس الهوى
حنانا واسبح فى ناظريك
واعزف نجواك تعويذة
وارسم عرسى على وجنتيك
واترك قلبى بأحلامه
يذوب اشتياقا على شاطئيك
وكنت وهجرك يغتالنى
احن اليك واحنو عليك
اتنكر والناس فى مقلتى
رأوك تدغدغ لى مهجتى
احس بنبضك يروى دمى
ويزرعك الحب فى نظرتى
واضفى عليك اذا ما الدجا
طوانا ضفائر من لهفتى
وينساب همسك فى مسمعى
دعاء ويشرق فى مبسمى
فأحلم انى على ربوة
من السحر تخضر من خطوتى
اتصرخ ويحك لا تقرعى
ديارى وعودى ولا ترجعى
نسيتك من انت لاتدعى
بأنى عشقتك لاتدعى
سأرجع ادفن كل الروءى
واطفئ فيها جوى اضلعى
وامحو حروفك من قصتى
ومن امنياتى ومن ادمعى
سأبقى لديك جراح السنين
واحمل طيف الامانى معى
تركت احاديث يوم المطر
على صفحة من تلال السفر
تخضبها الريح قبل الغروب
ويغسلها الطل عند السحر
سأحرق فى طرقات الضياع
حكايات امسى وكل الصور
وابعث فى سلة المهملات
الى الموت موعدك المنتظر
وابرأمن وشوشات الظنون
وصوت الانين ومس السهر
تركتك تلهث بين الضباب
وتركض خلف عيون السراب
تركتك لما عشقت الطلول
وكأسك ملح اجاج وصاب
وانت على السفح تشكو الصدى
وعرضك يشكو انى مصاب
وفى راحتيك شموع المنى
تذوب ويخبو بريق الشباب
فشتان فى الحب مابيننا
لانى الضياء وانت التراب
اتحسب انى اضل الطريق
واغرق بين حنايا الحريق
واسفح للحزن عمرى سدا
واغفو هوانا فلا استفيق
ويشتعل الصمت بين الشفاه
ويجمد فوق لماها الرحيق
لقد غاب قلبك عن وعيه
وحملك الوهم مالا يطيق
لئن ضاق صدرك يوما بنا
فصدر الحياة بنا لايضيق
احمد سالم باعطب
اللؤلؤ والقاع
ما ضل حرفك في درب وما ضاعا
بل حلَّ ما بيننا رمزاً وإبداعا
نحسّه ومضات حية صدعت
بها الأحاديث تلفازاً ومذياعا
نراه أخيلة بيضاً محلقةً
يسمو بها الفكر إلهاماً وإشعاعا
تروي صدى أسطر للنور ما فتحت
لها الليالي من الأبواب مصراعا
يا أيها الرجل المعطاء معذرة
ما أنصف الناس إذ سموك مناعا
إن لم يك المال من أفراد حاشيتي
ولم أكن لفضول القول سمّاعا
وليس لي قوة في الأرض ضاربة
فكيف يصبح عبدالله منّاعا
لولا عطاؤك ما جئنا إليك هوى
يزفنا الشوق أبصاراً وأسماعا
كم ليلة من ليالي شرقنا رحلت
بنا جواريك تحليلاً وإقناعاً
نصغي لجدولك الرقراق منسكباً
يصب في قنوات العقل إمتاعا
لولا عطاؤك ما عانقت ذاكرة
وما حملت لها ورداً ونعناعا
وما تهلل قلب كاد من طرب
يشدو فيرقص أحداقاً وأضلاعا
مولاه سطر في تاريخه سمةً
أحيا لنا سُنناً فضلى وأوضاعا
كفّاه طوقتا جيد الزمان ندى
ويمتطي الليل للخيرات نزاعا
هذي يصون بها القربى ويسعدها
وتلك يأسو بها كلا ومرتاعا
لو كان حاتم طي في ضيافته
يرى القِرى صُوراً شتى وأنواعا
لصاح يعلن أنَّي وابن زائدة
جئنا نبايع رب القصر إجماعا
الجود في عصركم تهذيب مجتمع
وكان في عصرنا ريَّاً وإشباعا
طوبى لمن فك قيد الحزن عن كبد
ومن شرى في سبيل الله أو باعا
يا صاحبي أنت مثلي ذو مكابدة
قد أيقظت ذكرياتي عنك أوجاعا
لكنني في دروب الهم مغترب
وأنت أطول مني في الهوى باعا
بعض الذين محضناهم مودتنا
صاروا خصوماً لنا لُدَّاً وقُطَّاعا
لا يأنفون إذا عاشوا سماسرة
وفي المحافل للأعراس أتباعا
لا يحسنون سوى آمين إن نطقوا
مذبذبين يرون الحب أطماعا
يا صاحبي أنت رمز في صحافتنا
نجماً يجوب عباب الأفق لمَّاعا
فيم الملامة والأقدار تحكمنا؟
تطفو القشور ويهوى اللؤلؤ القاعا
هذا عطاؤك (اقرأ) موكب أَلِقٌ
ما ضل حرفك في درب وما ضاعا