قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن "قطر تدعم وتمول الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط"، وأضافت أن "سياسات دعم الإرهاب القطرية أدت إلى نفور حلفاء قطر وأصدقائها منها سواء فى منطقة الخليج العربى أو فى مناطق أبعد من ذلك". وأشارت الصحيفة إلى أن "هناك دعاة دينيين مثل الشيخ حجاج العجمى يقومون بأنشطة جمع تمويلات فى قطر لحساب جماعات الإرهاب التى تقاتل فى سوريا". ولفتت إلى أن "العجمى هو ذاته الشخص المصنف فى دوائر الأمن والاستخبارات الأمريكية بأنه من العناصر النشطة فى تمويل تنظيم القاعدة وجمع التبرعات له برغم علاقات التحالف بين قطر وواشنطن ووجود قواعد عسكرية أمريكية على الأراضى القطرية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية فى واشنطن اتهامهم للنظام القطرى بغض النظر عن أنشطة الشيخ العجمى الداعمة لتمويل الحركات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط منذ العام 2024، وحتى الوقت الراهن وقيامه بشن حملات لجمع الأموال لمن يعتبرهم "مجاهدين فى سوريا" عبر شبكات التواصل الاجتماعى. وانتقدت "نيويورك تايمز" حملة المساندة القوية التى تنفذها قناة "الجزيرة" القطرية لأنشطة الشيخ حجاج العاجمى وشقيقه شافعى العجمى الذى يعد وسيط التوريد الأول للسلاح الذى تشتريه قطر لحساب الحركات الإرهابية المسلحة التى تقاتل فى سوريا، غير أن الصحيفة ترى أن الشيخ العاجمى ليس هو داعم الإرهاب الأوحد الذى تغض الدوحة النظر عن أنشطته المريبة على الأراضى القطرية، فإلى جانبه يوجد عشرات من شيوخ الإرهاب ممن يجمعون الأموال للمنظمات الإجرامية والإرهابية المستترة بالدين فى منطقة الشرق الأوسط وجميعهم يعملون بحرية تامة فى قطر تحت سمع وبصر السلطات القطرية.
وأضافت أن "الجماعات الإرهابية التى تصل إليها إيرادات حملات التمويل تلك يأتى تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر ومناطق أخرى من المنطقة فى مقدمتها مرورا بالمجموعات المسلحة التى تقاتل فى ليبيا وسوريا والعراق ووصولا إلى تنظيم حماس فى قطاع غزة بل حتى إلى حركة طالبان الأفغانية التى تحتضن الدوحة دون غيرها من دول العالم سفارة طالبان الوحيدة فى العالم، وهو ما يضع السياسات القطرية فى دائرة الاتهام التى تتجاوز حدود التشكك، وأدى إلى خلق دائرة عداء واسعة النطاق للنظام القطرى على امتداد الشرق الأوسط بل حتى فى العواصم الغربية باعتباره نظاما يرعى الإرهاب ويتواطأ لصالح داعميه".
وكشفت الصحيفة عن مصادر أمنية غربية قولها إن "الأصابع القطرية الداعمة للعنف والإرهاب فى المنطقة ليست بعيدة عما يجرى فى اليمن، ففى العام 2024 أعطت الحكومة القطرية تمويلا قيمته 1.2 مليون دولار أمريكى لبناء مسجد يكون مرتكزا لنشاط الشيخ عبد الوهاب الحميقانى، المصنف فى دوائر الأمن والمخابرات الأمريكية كجامع للأموال لحساب تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، وقد حضر مسئولو السفارة القطرية فى صنعاء افتتاح هذا المسجد بعد اكتمال إنشائه". وبحسب الصحيفة، فقد "فتحت قناة "الجزيرة" الفضائية شاشاتها بكثافة للقيادى الدينى العراقى المتشدد حارث الضارى، المصنف لدى دوائر الاستخبارات الدولية منذ العام 2024 على أنه أحد داعمى وممولى تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية".
وقالت "نيويورك تايمز" إنه "من قبيل المفارقة أن يكون حارث الضارى هو أول إمام للمصلين فى مسجد أقامته الحكومة القطرية فى العاصمة الدوحة عام 2024 يقع على بعد خطوات من منزل ولى العهد القطرى آنذاك".