يوسف إدريس .
مولده :
ولد سنة 1927 م في البيروم الشرقية التابعة لمركز فاقوس في مصر. ونشأ في أسرة متوسطة الحال في إحدى قرى محافظة الشرقية.
تعليمه :
محطات :
– في سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين وضدّ نظام الملك فاروق. وفي عام 1951م أصبح يوسف السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيراً للجنة الطلبة. وبهذه الصفة نشر في مجلات ثورية وسُجِن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر.
– في عام 1961 انضمّ إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجروح، وأهداه الجزائريون وساماً إعراباً عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم ، ليعود قافلاً إلى مصر إثر ذلك .
ما قاله النقاد :
– يقول ( د.جابر عصفور ):
كان يوسف إدريس واعياً بالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تحول بين المبدعين وممارسة جسارتهم الإبداعية إلى المدى الذي يعصف بالمحرمات التي كادت تشمل كل شيء، والممنوعات التي يتسع مداها بالقدر الذي يتسع به مدى الاستبداد والتسلط مقروناً بالتعصب والتطرف على كل مستوى من المستويات.
وأغلب الظن أن "يوسف إدريس" كان واعياً بمعنى من المعاني بالجذور القديمة والأصول الراسخة للقمع في تراثنا، تلك الجذور والأصول التي أودت بحياة الكثيرين من المبدعين على امتداد العصور.
– ويقول ( طه حسين) : أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها .
من آرائه :
– إنّ كل الحرية المتاحة في العالم العربي لا تكفي كاتباً واحداً لممارسة فعل كتابته بالجسارة التي يحلم به .
– الشخصية العربية تختلف عن الشخصيتين الألمانية واليابانية ، هي شخصية -كما يسمّونها غي علم النفس- الاكتئابية المرحة، تتردد باستمرار بين المرح والاكتئاب، نحن لا نحتمل الحزن طويلاً ولا نحتمل المرح طويلاً ، في حالة حزنٍ إذا مرحنا ، وفي حالة مرح إذا حزنَّا.
أهمّ عيوبِ الشخصية العربية هو التعقّل ، نادراً ما تصابُ بالجنون .. تكتب حقاً حين تسوء الظروف ، لكنها لا تجنّ .. لا تجد عندنا أحداً ينتحر مثلاً !. هذا العيب نفسه هو الميزة .. نحن شعب عاقل جداً لأنه متوازن ، وهذا هو السبب الذي جعلنا نعيش كلّ هذه الآلاف من السنين -وتحت أسوأ الظروف- دون أن نفتقد شخصيتنا .. دون أن ننتحر
مؤلفاته :
قصص
– أرخص ليالي
– جمهورية فرحات
– البطل
– حادثة شرف
– أليس كذلك؟
– آخر الدنيا
– العسكري الأسود
– لغة الآي آي
– النداهة
– بيت من لحم
– ليلة صيف
– أنا سلطان قانون الوجود
– أقتلها
– العتب على النظر
روايات
– الحرام
– العيب
– رجال وثيران
– البيضاء
– السيدة فيينا
– نيويورك
مسرحيات
– ملك القطن
– اللحظة الحرجة
– الفرافير
– المهزلة الأرضية
– المخططين
– الجنس الثالث
– نحو مسرح عربي
– البهلوان
– أصابعنا التي تحترق
مقالات
– بصراحة غير مطلقة
– مفكرة يوسف إدريس
– اكتشاف قارة
– الإرادة
– عن عمد اسمع تسمع
– شاهد عصره
– جبرتي" الستينات وهو متضمن حوار بينه وبين الأستاذ محمد حسنين هيكل.
– البحث عن السادات
– أهمية أن نتثقف .. يا ناس
– فقر الفكر وفكر الفقر
– خلو البال
– انطباعيات مستفزة
– الأب الغائب
– عزف منفرد
– الإسلام بلا ضفاف
– مدينة الملائكة
– الإيدز العربي
– على فوهة بركان( حوار)
– ذكريات يوسف إدريس
وفاته :
1/8/1991 م .
كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة مثلها إنسانا كبيرا مثلي لا تعرفه، في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله، وكان ما تحمله معقدًا حقاً ففوق رأسها تستقر "صينية بطاطس بالفرن". وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض، قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهددا بالسقوط .
ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعت لإنقاذ الحمل وتلمست سبلا كثيرة، وأنا أسوي الصينية فيميل الحوض، وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية، ثم أضبطهما معا فيميل رأسها هي. ولكنني نجحت أخيراً في تثبيت الحمل، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبا حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه . لست أدري ما دار في رأسها فما كنت أرى لها رأسا وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلا لتتأكد من قبضتها ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة "ستي" .
ولم أحول عيني عنها وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات، ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يشبه قطعة القماش التي ينظف بها الفرن، أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين .
وراقبتها في عجب وهي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض، وتهتز وهي تتحرك ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها وتخطو خطوات ثابتة قليلة وقد تتمايل بعض الشيء ولكنها سرعان ما تستأنف المضي . راقبتها طويلا حتى امتصتني كل دقيقة من حركاتها فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة .
أخيرا استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم، في بطء كحكمة الكبار . واستأنفت سيرها على الجانب الآخر وقبل أن تختفي شاهدتها تتوقف ولا تتحرك . وكادت عربة تدهمني، وأنا أسرع لإنقاذها، وحين وصلت كان كل شيء على ما يرام والحوض والصينية في أتم اعتدال أما هي فكانت واقفة في ثبات تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمها وأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون .
ولم تلحظني، ولم تتوقف كثيرا فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضي بها وقبل أن تنحرف استدارت على مهل واستدار الحمل معها، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة.
كم ابدعت في نقلك
وكم راق لي ذوقك الراقي
سلمت و سلمت اناملك الذهبيه
لك خالص شكري و احترامي
سلمتي وسلم دينك وإيمانك من كل شر ومكروه
لك الشكر علي مرورك للموضوع
ولك مني كل احترام وتقدير