– وصف الصراط- وصف الصراط
الصراط هو: الجسر الذي يمر عليه الناسي فوق النار؛ ليعبروا بواسطته من أرض المحشر إلى الجنة( ).
النصوص الشرعية الدالة على وصف الصراط:
1- أنه ممر مخوف مرعب، حتى إنه يمنع الناس من الكلام بأي شيء، إلا الرسل عليهم السلام، وكلامهم حينئذ: «اللهم سلم سلم».
ودليل هذا ما خرجه الشيخان البخاري ومسلم( ) عن أبي هريرة في حديث طويل، عنه قال: «… ويضرب جسر جهنم»، قال رسول الله : «فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذٍ: اللهم سلِّم سلِّم…» الحديث.
2- ومن صفات الصراط: أنه حادٌ دقيقٌ جدًا.
يدل على هذا، قول أبي سعيد الخدري كما في رواية مسلم( ): «بلغني أنَّ الجسر أدق من الشَّعر وأحدٌّ من السيف».
وهذا له حكم الرفع إلى النبي إذ لا مجال للاجتهاد فيه لكونه من أمور الغيب.
وقد يستعظم بعض الناس هذا الأمر، ويقول: هل يعقل أن تلك الأعداد المهولة المتكاثرة من الناس تعبر على الصراط وهذه صفته؟
والجواب عن هذا:
أن قدرة الله تعالى فوق كل شيء، فالذي أمشى عباده في الدنيا على ما هو معلوم، قادر على أن يجعل مشيهم في الآخرة على نسق آخر.
ثم إن الآخرة لها أحكامها الخاصة بها، وهذا يدل على عظم شدة ذلك اليوم وكربه العظيمة، والمؤمن الحق يؤمن ويسلم بما دلَّت عليه النصوص الشرعية.
3- ومن صفات الصراط: أنه زَلِقٌ لا تثبت عليه الأقدام، إلاَّ من ثَبَّتَهُ الله.
دلَّ على هذا حديث أبي سعيد المذكور قريبًا، وفيه: أنه سُئِلَ ما الجسر؟ فقال: «دَحْضٌ مزلة» خرجاه في «الصحيحين»( ).
4- ومن صفات الصراط: أن عليه كلاليب وخطاطيف وحسك عظيمة تخطف من أمرت به.
والمعنى: أن الصراط علقت به الكلاليب والخطاطيف، وقد عرَّفها العلماء بأنها الحديدة المعقوفة الرأس ليعلق بها اللحم ونحوه، أما الحسك، وهي جمع، واحدتها حَسَكةٌ وهي شوكة صُلبة معروفة.
يدل على هذا قوله في وصف الصراط: «فيه خطاطيف وكلاليب وحسَك تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السَّعْدان» خرجاه في «الصحيحين»( ) من حديث أبي سعيد .
غير أن هذه الكلاليب الخاطفة والشوك المستديرة ليست مماثلة في حجمها لما يماثلها في الدنيا، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله» رواه البخاري( ).
5- ومن صفات الصراط: كونه يموج بمن مشى عليه، إلاَّ من ثَبَّتَهُ الله تعالى.
وهذا من لازم وصفه بالزلل والدحض، ومما يؤيد هذا الوصف ويدل عليه، ما رواه الإمام أحمد في «المسند»( ) وغيره عن أبي بكرة عن النبي قال: «يُحمَلُ الناس على الصراط يوم القيامة، فتقارَعُ بهم جنبتا الصراط تقارُعَ الفَرَاش في النار، فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء» الحديث.
والمعنى: أن الناس حين مرورهم على الصراط يتهافتون منه سقوطًا في النار، كما تتهافت الفراش على النور أو النار، ويتساقطون فيها إلاَّ من ثبته الله تعالى.
6- ومما جاء في وصف الصراط: أن الأمانة والرحم تُوقفان على جنبتيه يوم القيامة للشهادة على من رعاهما أو ضيعهما.
دلَّ على هذا ما رواه مسلم( ) عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «… وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالاً…» الحديث.
والمعنى: أن الرحم والأمانة لعظم شأنهما، وكبير موقعهما، وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقهما، تصوران مشخصتين على الصفة التي يريدها الله تعالى، وتوقفان هنالك على جنبتي الصراط للأمين والخائن، وللواصل والقاطع، فتحاجان عن المحق، وتشهدان على المبطل( ).
وجاء في بعض النصوص ما يمكن أن يستدل به على أنَّ الصراط مظلم، وأن قبله ظلمة أيضًا، وهنالك يعطى من في ذلك الموضع نورًا بحسب إيمانه، ومما يمكن أن يستدل به على هذا ما رواه الإمام مسلم في «صحيحه»( ) عن ثوبان أن حَبْرًا من اليهود سأل النبي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ قال : «هم في الظلمة دون الجسر» الحديث.
وقد جمع الحافظ ابن رجب رحمه الله بين هذا الحديث وما خرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي : أين يكون الناس يوم تبدل تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ قال: «على الصراط».
قال ابن رجب: ويمكن الجمع بين الحديثين بأن الظلمة دون الجسر حكمها حكم الجسر، وفيها تقسيم الأنوار للجواز على الجسر، فقد يقع تبديل الأرض والسموات، وطي السماء من حين وقوع الناس في الظلمة، وعند ذلك إلى حال المرور على الصراط. والله أعلم. اهـ كلام العلامة ابن رجب( ).
وبهذا أيها القارئ الكريم نكون قد بيَّنا بعض دلالات النصوص الواردة في وصف الصراط. فنسأل الله الجواز والسلام والنجاة.
الصراط هو: الجسر الذي يمر عليه الناسي فوق النار؛ ليعبروا بواسطته من أرض المحشر إلى الجنة( ).
النصوص الشرعية الدالة على وصف الصراط:
1- أنه ممر مخوف مرعب، حتى إنه يمنع الناس من الكلام بأي شيء، إلا الرسل عليهم السلام، وكلامهم حينئذ: «اللهم سلم سلم».
ودليل هذا ما خرجه الشيخان البخاري ومسلم( ) عن أبي هريرة في حديث طويل، عنه قال: «… ويضرب جسر جهنم»، قال رسول الله : «فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذٍ: اللهم سلِّم سلِّم…» الحديث.
2- ومن صفات الصراط: أنه حادٌ دقيقٌ جدًا.
يدل على هذا، قول أبي سعيد الخدري كما في رواية مسلم( ): «بلغني أنَّ الجسر أدق من الشَّعر وأحدٌّ من السيف».
وهذا له حكم الرفع إلى النبي إذ لا مجال للاجتهاد فيه لكونه من أمور الغيب.
وقد يستعظم بعض الناس هذا الأمر، ويقول: هل يعقل أن تلك الأعداد المهولة المتكاثرة من الناس تعبر على الصراط وهذه صفته؟
والجواب عن هذا:
أن قدرة الله تعالى فوق كل شيء، فالذي أمشى عباده في الدنيا على ما هو معلوم، قادر على أن يجعل مشيهم في الآخرة على نسق آخر.
ثم إن الآخرة لها أحكامها الخاصة بها، وهذا يدل على عظم شدة ذلك اليوم وكربه العظيمة، والمؤمن الحق يؤمن ويسلم بما دلَّت عليه النصوص الشرعية.
3- ومن صفات الصراط: أنه زَلِقٌ لا تثبت عليه الأقدام، إلاَّ من ثَبَّتَهُ الله.
دلَّ على هذا حديث أبي سعيد المذكور قريبًا، وفيه: أنه سُئِلَ ما الجسر؟ فقال: «دَحْضٌ مزلة» خرجاه في «الصحيحين»( ).
4- ومن صفات الصراط: أن عليه كلاليب وخطاطيف وحسك عظيمة تخطف من أمرت به.
والمعنى: أن الصراط علقت به الكلاليب والخطاطيف، وقد عرَّفها العلماء بأنها الحديدة المعقوفة الرأس ليعلق بها اللحم ونحوه، أما الحسك، وهي جمع، واحدتها حَسَكةٌ وهي شوكة صُلبة معروفة.
يدل على هذا قوله في وصف الصراط: «فيه خطاطيف وكلاليب وحسَك تكون بنجد فيها شويكة، يقال لها: السَّعْدان» خرجاه في «الصحيحين»( ) من حديث أبي سعيد .
غير أن هذه الكلاليب الخاطفة والشوك المستديرة ليست مماثلة في حجمها لما يماثلها في الدنيا، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله» رواه البخاري( ).
5- ومن صفات الصراط: كونه يموج بمن مشى عليه، إلاَّ من ثَبَّتَهُ الله تعالى.
وهذا من لازم وصفه بالزلل والدحض، ومما يؤيد هذا الوصف ويدل عليه، ما رواه الإمام أحمد في «المسند»( ) وغيره عن أبي بكرة عن النبي قال: «يُحمَلُ الناس على الصراط يوم القيامة، فتقارَعُ بهم جنبتا الصراط تقارُعَ الفَرَاش في النار، فينجي الله تبارك وتعالى برحمته من يشاء» الحديث.
والمعنى: أن الناس حين مرورهم على الصراط يتهافتون منه سقوطًا في النار، كما تتهافت الفراش على النور أو النار، ويتساقطون فيها إلاَّ من ثبته الله تعالى.
6- ومما جاء في وصف الصراط: أن الأمانة والرحم تُوقفان على جنبتيه يوم القيامة للشهادة على من رعاهما أو ضيعهما.
دلَّ على هذا ما رواه مسلم( ) عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «… وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالاً…» الحديث.
والمعنى: أن الرحم والأمانة لعظم شأنهما، وكبير موقعهما، وفخامة ما يلزم العباد من رعاية حقهما، تصوران مشخصتين على الصفة التي يريدها الله تعالى، وتوقفان هنالك على جنبتي الصراط للأمين والخائن، وللواصل والقاطع، فتحاجان عن المحق، وتشهدان على المبطل( ).
وجاء في بعض النصوص ما يمكن أن يستدل به على أنَّ الصراط مظلم، وأن قبله ظلمة أيضًا، وهنالك يعطى من في ذلك الموضع نورًا بحسب إيمانه، ومما يمكن أن يستدل به على هذا ما رواه الإمام مسلم في «صحيحه»( ) عن ثوبان أن حَبْرًا من اليهود سأل النبي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ قال : «هم في الظلمة دون الجسر» الحديث.
وقد جمع الحافظ ابن رجب رحمه الله بين هذا الحديث وما خرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي : أين يكون الناس يوم تبدل تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ قال: «على الصراط».
قال ابن رجب: ويمكن الجمع بين الحديثين بأن الظلمة دون الجسر حكمها حكم الجسر، وفيها تقسيم الأنوار للجواز على الجسر، فقد يقع تبديل الأرض والسموات، وطي السماء من حين وقوع الناس في الظلمة، وعند ذلك إلى حال المرور على الصراط. والله أعلم. اهـ كلام العلامة ابن رجب( ).
وبهذا أيها القارئ الكريم نكون قد بيَّنا بعض دلالات النصوص الواردة في وصف الصراط. فنسأل الله الجواز والسلام والنجاة.
اللهم أنزلنا منزلا مبركا الى السراط المستقييم و ثبت اقدامنا يا الله
سبحان الله و بحمده اللهم زكى و ثبت اعمالنا على طاعتك
سبحان الله و بحمده اللهم زكى و ثبت اعمالنا على طاعتك