أخلاق حافظ القرآن
ينبغي لمن علّمه الله تعالى القرآن وفضّله على غيره ممن لم يعلم كتابه
وأَحب أن يكون من أهل القرآن وأهل الله خاصته وممن وعده الله بالفضل العظيم .
أن يتمثل قوله تعالى : ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) .. [ البقرة:121 ] .
قيل في تفسير هذه الآية : يعملون به حق عمله .
فعلى حامل القرآن أن يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلاق شريفة تُميزه عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن
فمن تلك الأخلاق والأوصاف :
1- أن يتقي الله تعالى في السر والعلن .
2- أن يكون بصيرا بزمانه وحذراً من أهل الفساد .
3- أن يهتم بإصلاح ما فسد من أمره .
4- أن يحفظ لسانه ويميز كلامه فلا يتكلم إلا بخير .
5- لا يخوض فيما لا يعينه , و يقلل المزح ولا يمزح إلا بحق .
6- يحذر من الغيبة والحسد وإساءة الظن ممن لا يستحق أن يُساء الظن به .
7- يحلم على من جهل عليه , و يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه .
8- يتواضع في نفسه , و يقبل الحق من كل أحد ولو كان أصغر منه .
9- يطلب الرفعة من الله تعالى لا من المخلوقين .
10- لا يجعل قراءة القرآن مقصداً لكسب المال ولقضاء حوائجه .
11- يتأدب بأحكام القرآن وآدابه في أكله وشُربه ولباسه ونومه ومع جلسائه .
12- يلزم نفسه بر والديه فيخفض لهما جناح الذل من الرحمة , ويبذل لهما ماله وينظر لهما بعين الوقار والرحمة ولا يضجر منهما ولا يحتقرهما .
13- يصل الرحم ويكره القطيعة , ومن قطعه لم يقطعه و من عصى الله فيه أطاع الله فيه .
14- يختار الجلساء الصالحين ليصحبهم ويكون حسن المجالسة لجلسائه .
15- يحرص على أن تكون جميع عباداته بعلم وبصيره , و يحرص على طلب العلم ويراعي آداب مجالس العلم .
16- لا يجعل همته عند الحفظ : متى أحفظ السورة ؟ متى أختم القرآن ؟ بل تكون همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من المحسنين ؟ متى أكون من المتوكلين ؟ متى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة ؟
أسباب الخشوع والتدبر عند تلاوة أو سماع القرآن الكريم
1- أن يحرص المسلم على ترك المعاصي بجميع أنواعها .
2- أن يخلص العبد أعماله لله تعالى ويقصد بها مرضاته ونيل الأجر والثواب .
3- أن يستحضر العبد عظمة المُخاطب وعظمة الخِطاب .
4- أن ينصت إنصاتاً تاماً عند سماع التلاوة
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في هذا المقام : إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه .
وألق سمعك واحضر حضور من يُخاطبه به من تكلم به سبحانه منه " من الله عز وجل " إليه " إلى العبد المُخاطب "
فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله . قال تعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) . " ق : 37 "
وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر مقتض , ومحل قابل , وشرط لحصول الأثر ,
وانتفاء المانع الذي يمنع منه تضمنت الآيه بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد .
فقوله : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ) إشارة إلى ما تقدم من أوّل السورة إلى هاهنا وهذا هو المؤثر .
وقوله : ( لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) فهذا هو المحل القابل والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله
كما قال تعالى : ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا … ) " يس : 69 " أي : حي القلب .
وقوله : ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ) أي : وجّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يُقال له .
وهذا شرط المتأثر بالكلام . وقوله : ( وَهُوَ شَهِيدٌ ) أي : شاهد القلب غير غائب .
^^ منقول ^^
دوم في حفظ الرحمن
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك أثابك الرحمن الجنان و سقاك من حوض نبيه العدنان والله لا يحرمنا من المواضيع الاكثر من رائعة