حينما نشعر بالبرد .. فإن أول مانبادر له هو أن نرتدي مايقينا إياه..
حينما ندخل مكانا مظلما .. فإن استجابتنا تأتي تبعا لما نريده نحن.. هل نفضل بقاء المكان مظلما أم أننا نبحث عن النور …
حينما نعطش … حينما نجوع …
كل هذا الأفعال تأتي أولا من خلال ثلاث خطوات
الأولى: المنبه (الحافز الذي يبحث عن حل .. مثال العطش .. الجوع .. الخوف)
الثانية: التصوير الداخلي: ماذا أحمل في داخلي من رؤية للموقف ..؟
الثالثة: الاستجابة: والاستجابة تعني ماهو تصرفي الذي سأقوم به إزاء ماشاهدت أو سمعت أو مر بي …؟؟
اثنان يشاهدان فيلما تسجيليا لحرب كان فيها إيادة ودماء وعنف …
الأول يبكي بحرقة وألم … والثاني يشعر بالغبطة والسرور والفرح
الحدث واحد …
لكن (التصوير الداخلي) جعل (الاستجابة) مختلفة..!!
الأول لنقل من الذين تمت إبادتهم … والثاني من الذين قاموا بالإبادة..
هنا ننطلق لنقول أن السبب يأتي تبعا لما (أعيشه) داخليا
لو شاهد أحد ما موقفا .. و(كيف) تصويره الداخلي على استجابة إيجابية .. فهو سيحصل على مشاعر إيجابية.. والعكس حاصل
الألم .. والحزن .. كلها تأتي استجابة لتصوير مؤلم مغرق في الاحباط واليأس …
السؤال : ماذا لو بدلنا (تصويرنا) للحدث …؟؟؟
بالتأكيد أن النتيجة ستكون جد مختلفة …
من يعشق بجنون … ويمنح نفسه (استجابة) الملهم المتيم الذي لايستطيع أن يعيش لحظة دون محبوبته … هو في الأساس كان نتاج (تصوير) سلبي …!!!
من يثور بسرعة … فيقول ما لايعقل من كلام أو تصرف .. إنما فعل ذلك استجابة طبيعية لما أراده (هو ) في داخله..!!
السؤال الذي يحتاج لتأمل ..
هل جميعنا قادرين على تبديل (تصويرنا) الداخلي … لنحصل على استجابة مختلفة..؟؟
الجواب الذي لايخفى خبير … هو أن هذه (التصويرات الذهنية) والاستجابات .. يتحكم فيها اللاوعي لدينا.. وبالتالي هي ستطرح نفسها علينا كخيار أولي عند أي مواجهة …
والحل يأتي بقدرتنا على التعامل مع اللاوعي … مع إعادة برمجته من جديد على تمثيل ذهني مختلف وبالأخير .. استجابات مختلفة …!!!
الرغبة هي أساس كل شيء ..
لكنه لوحدها لا تكفي دون التزام ..!!
أما الطريقة فهي ذات سبل متعددة ومتكررة …..
لعل أبسطها تعويد النفس على الحديث الإيجابي..
وحينما أقول تعويد فأنا أقصد محاولة (إعادة) ماتم برمجتنا عليه من (تصويرات ذهنية) تمنحنا (استجابات) معينة..
مثلا…
ذلك الذي يشعر بضيق في داخله جراء ألم ما .. أو ارتفاع في الروح العاطفية ..
تكون استجابته في الغالب بزفرات ساخنة.. وتأوهات ثكلى..
هذه الزفرات والتأوهات جاءت لأن (الحديث الداخلي) جعل منها (استجابة) طبيعية..
لو مر على أحدنا خاطر .. لنقل تذكر (حبيب) مثلا ..
ماذا سيدور في (الداخل)..؟؟؟؟
– أنا لايمكن أن استغني عنه…
– آآآه … الله على أيامك يا…..
– أشعر أني بدونك لاشيء…!!
– ليتني أستطيع أن أكون معك للحظة..
بالتأكيد أن هذا الحديث سيولد استجابة متألمة .. متضايقة … متنكدة..!!
ماذا لو أبدلنا الحديث..؟؟
أو (قطعناه) جملة وتفصيلا..؟؟؟؟
لنفترض أن الذكرى ذاتها فرضت نفسها ..
الحل يأتي بقطع حبل الأفكار … والتعويض عنها بفكرة أخرى عادية..
مثلا في اللحظة التي يخطر فيها (تصويرا ذهنيا) خاطر (المحبوب) … مهم أن أتوقف ..
أبدل (الحديث) مع ذاتي
– والله .. الاتحاد لعب كويس البارحة..!!
– أمريكا مارايح تجيبها البر …!!
– الفطاير اللي سويتها أمس احترقت… بكرة اتلافى الخطأ …!!
وهكذا … قطع حبل الأفكار في مهدها طريق سليم للحل…
وقد قيل .. (اقتل العملاق …. وهو صغير) !!
حينما نسترسل بخواطرنا … و(أحاديثنا) فإن العملاق (الصغير) سيكبر … ولن نقدر عليه..!!!
مع ذلك ..
ومع الشعور بلحظة(ضعف) …
مهم أن أردد بنشوة .. وثقة
" أنا مرتاااح … أنا سعيييييد … أنا مطمئن …"
ترديد ذلك .. مع خلق صور الراحة والاطمئنان والسعادة في الداخل …
ومع مرور الوقت …
أراهن أن هذه الرسائل ستفعل فعلها وتبدل من حال الكآبة .. لحال الاطمئنان والهدوووووء
من بريدي