صلى الله عليه وسلم بصيغ غير واردة
السؤال :
هل تجوز هذه الصيغ الواردة في هذا الموضوع في الصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم، صلّوا على الحبيب:
(إنَّ اللهَ وملائكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبي يا أَيُّها الذِّين آمَنوا
صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما ً) ،
اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد وعلى آل سَيِّدِنا محمد
كما صلَّيت على سَيِّدِنا إبراهيم وعلى آل سَيِّدِنا إبراهيم ،
وبارك على سَيِّدِنا محمد وعلى آل سَيِّدِنا محمد
كما باركت على سَيِّدِنا إبراهيم وعلى آل سَيِّدِنا إبراهيم
في العالمين..إنك حميد مجيد .
وزِنَةَ عرشِكَ، ومدادَ كلماتِك،
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد ما خلقتَ، وعدد ما رزقتَ،
وعدد ما أحييتَ، وعدد ما أَمتَّ.
وفي كلِّ مِلَّةٍ ودين، وفي العالمين إلى يوم الدِّين .
وكلما غَفَلَ عن ذِكرِك الغافلون، و عدد من صلَّى عليه ،
وعدد من لم يُصلِّ عليه، وعددَ أوراق الأشجار،
وعدد مياهِ البحار، وعدد ما أظلمَ عليه الليل
وما أضاء عليه النهار.
ولِحَقِّهِ أداءً، وأعطِهِ الوسيلة َوالفضيلةَ والمقامَ المحمودَ
الذي يَغبِطُه عليه الأوَّلونَ والآخرون.
وكما ينبغي أن يُصَلَّى عليه، وكما أَمرتَ أن يُصلَّى عليه،
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه صلاةً تُنجِينا
من جميعِ الأهوالِ والآفاتِ، وتَقضِي لنا بها جميعَ الحاجات،
وتُطهِّرنا بها من جميعِ السَّيئات، وتَرفَعنا بها إلى أعلى الدَّرجات،
و تُحَلُّ بها العّقد، وتنفرِجُ بها الكرب، وتُقضى بها الحَوائِج،
وتُنال بها الرَّغائِب وحُسن الخواتيم.
ونَنالُ بها كلَّ خيرٍ وتيسيرٍ، وتَشفينا من جميع الأوجاع والأسقام،
وتحفظنا في اليقظة والمنام، وتَرُدُّ عنَّا نوائِب الدَّهر ومتاعبَ الأيام.
وعلى آلِهِ الأطهار، وأصحابه الأخيار .
و إمامِ المتقين، المبعوثِ رحمةً للعالمين، شفيعِ الأُمَّة،
و كاشِف الغُمَّة، ومُجلِي الظُّلمة.
والسِّراجِ المنير، صاحبِ الشَّفاعةِ الكُبرى، والوَسيلةِ العُظمى،
مَن نَصَحَ الأُمَّة، وجاهد في الله حقَّ جهادِهِ .
والمقام المحمود، والمكان المشهود.
اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على من بالصَّلاةِ عليهِ تُحطُّ الأوزار،
وتُنال منازل الأبرار، ورحمة العزيز الغفار.
ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك،
اللَّهمَّ إنا نسألُك حبَّهُ.. وحُبَّ من يُحِبُّه،
وحُبَّ كلِّ عملٍ يُقربُنا الى حُبِّه.
وارزُقنا شَفاعَتَه، وأورِدنا حَوضَه،
واسقنا من كأسِه شربةً لا نَظمَأُ بَعدَها أبَداً،
غير خزايا ولا نادمين، ولا فاتِنينَ ولا مَفتونِين،
اللَّهمَّ متِّعنا برؤيةِ وجهِهِ الكريم في الدُّنيا والآخرة،
وأكرِمنا بمُصاحبتِه وآله وصحبه في أعلى عِلِّيين.
اللَّهمَّ اجزِهِ عنَّا أَفضل ما جازيتَ نبياً عن أُمَّتِهِ ،
وصلِّ عليه وعلى جميع النبيين والمرسلين وسَلِّم تَسليماً كثيراً .
اللَّهمَّ اشرح بالصلاةِ عليهِ صُدورَنا، ويَسِّر بها أُمورَنا،
وفَرِّج بها همُومَنا ، واغفِر بها ذُنوبَنا، وثَبِّت بها أَقدامَنا،
وبَيِّض بها وجوهَنا، واقضِ بها ديوننَا، وأصلح بها أحوالَنا،
اللَّهمَّ تَقبَّل بها تَوبتَنا، واغسِل بها حوبَتَنا،
وانصُر بها حُجَّتَناة، واغفِر بها ذلَّتَنا،
اللَّهمَّ اجعلها نوراً من بين أيدِينا، ومِن خلفِنا، وعن أيمانِنا،
وعن شمائِلنا، ومن فوقِنا، ومن تحتِنا، وفي حياتِنا، وفي مماتنِا .
( صلَّى الله عليه وسلم ) ونحن آمنون مُطمَئِنُّون،
فَرِحون ومُستَبشِرون، اللَّهمَّ لا تُفَرِّق بيننا وبينَهُ
حتى تُدخِلَنا مُدخَلَه …..الخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه،
أما بعـد:
صلى الله عليه وسلم، واشتمل على عدة صيغ من الدعاء، وصيغ الصلاة عليه منها صيغ جاءت بها السنة، ومنها صيغ حسنة ذكر العلماء صيغا قريبة منها ولا محظور فيها شرعا، كقول الشافعي في الرسالة:
فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون
وغفل عن ذكره الغافلون .
وإننا نرى أنه لا حرج على المرء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أو الدعاء بأي صيغة بشرط أن لا تشتمل على محظور شرعي كغلو في وصف للنبي صلى الله عليه وسلم بشيء من خصائص الرب تبارك وتعالى.
ولا شك أن الأولى والأفضل الاقتصار والاكتفاء بالصيغ الواردة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم،فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك، قال فقولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد … رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
هذه الصيغة الواردة، ووردت صيغ أخرى فمن صلى عليه بها
فهو على خير لأن هذا مما تنوعت فيه السنة، والنبي عليه الصلاة والسلام علمنا الصيغة التي نصلي عليه بها
فالأولى الاقتصار عليها لأنها أفضل الصيغ وأتمها وأسلمها.
قال السيوطي رحمه الله:
قرأت في الطبقات للتاج السبكي نقلا عن أبيه ما نصه:
أحسن ما يصلى به على النبي صلى الله عليه وسلم
بهذه الكيفية التي في التشهد قال:
ومن آتى بها فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين،
ومن جاء بلفظ غيرها فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك،
لأنهم قالوا كيف نصلى عليك؟ فقال قولوا، فجعل الصلاة
عليه منهم هي قول ذلك قال: وقد كنت أيام شبيبتي إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم أقول:اللهم صل وبارك وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وسلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فقيل لي في منامي:أأنت أفصح أو أعلم بمعاني الكلم وجوامع فصل الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم؟ لو لم يكن معنى زائد لما فضل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فاستغفرت من ذلك ورجعت إلى النص النبوي.
وقال:لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة فطريق البر أن يأتي بذلك.
انتهى بتصرف.
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وأما ما يوجد في بعض الكتب من صلوات مبنية على أسجاع وعلى أوصاف وقد تكون أوصافا لا تصح إلا على رب العالمين
فاحذر منها وفر منها فرارك من الأسد ولا يغرنك ما فيها من السجع الذي قد يبكي العين ويرقق القلب، عليك بالأصيل والأصول ودع عنك هذا الذي ألف على غير هدى وسلطان.
والله أعلم.
نقلا عن إسلام ويب
*********
fathy -atta
تحياتي