عرش الله جل وعﻼ سرير ذو قوائم تحمله المﻼئكة*.*وهو أعلى*الموجودات وأعظمها قدرا وأطهرها ذاتاً ،*ولذلك صلح أن يستويالله عز وجل عليه استواء*يليــــق بجﻼله وعظمته ، مع يقيننــا*أن الله مستغنٍ*عن العرش وعن غير العرش لكنه قال سبحانهوهـو أصدق*القائلـين : ((*الْرَّحْمَــنُ عَلَى الْعَــرْشِ اْسْتَــوَى*)) .
وأخبر سبحانه أن هذا العرش العظـيم هو ربـه جل*وعﻼ فقال*سبحانه :*((*قُلْ مَنْ رَبُّالْسَّمَـوَاتِ الْسَبْـعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِــيم*))*وقال جل ذكره :*((*الله ﻻَ إِلَـهَ إﻻ هُـو رَبُّ الْعَــرْشِ الْعَظِــيم*))*وقال*سبحانه :*(( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 0*ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيــد*))*.*
يحمـله ثمانية من*المﻼئكــة . إما أن يكونوا ثمــانية أفـراد وإما أن*يكونوا ثمانية صفوف .*
قال فريق من العلماء :*"*إن أربعة من*أولئكالمﻼئكة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمد*بعـد علمـك . وأربعـة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لكالحمـد على عفـوك*بعــد قدرتك*" .*
الرابط بين العرش والقلوب :*
قال ابن القيم رحمه الله :*"*إن العرش لما طهُر صلُح ﻷن يستوي*الله*جل وعﻼ عليه وخلق الله القلوب فالقلب إذا طهُر صلــح*أن يمﻸ بمحبـة الله جل وعﻼ ومعرفتـه وإرادتـه .*
وأقرب*القلوب*من العرش ومن الله جل وعﻼ أكملها طهــارة و*أعظمهــا نقـاء ، وأبعـد القلوب عن الله تعالى*القلوب القاسية ((*فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهــم*مِنْ ذِكـْــر الله))*" .*
والقلب القاسي :*
قال العلماء : "*إنه*ما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تبارك*وتعالى*قلبه قاسيا*"*. وقالوا : "*إنه إذا هبّ نسيم*الشوق إلى الله**جل و عﻼ أذهب ما في القلوب منالتعلق بالدنيـا وزخرفهـا*" .*
وهذه القلوب التي جعلهــا*الله آنيـة أخبر صلى الله عليه وسلم*أن لله آنية*من أهل اﻷرض وآنيـة الله من*أهل اﻷرض قلوب عبادهالصالحـين التي مﻸهـا من محبتـه وطاعتهومعرفته جل و عﻼ***.*
وحتى يكون اﻷمــر أوضح*:*فإن الفؤاد هـو عمق الدائرة النفسية كما*يقول علمــاءالنفس وهــذا لـه شاهــد من القرآن فإنه ينبغي عليك*أن تتذكــر كل آنٍ و حين أن الله جل و عﻼ خلق النـار ليذيــب*بهــا*القــلوب القاسيــة قال سبحانه : ((*وَمَا*أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 0 نَارُ اللهِ*الْمُوقَــدَةُ 0 الْتِي تَطَّـلِعُ عَلى اﻷَفْئـِدةِ 0 إِنـَّهـا*عَلَيهِــمْ مُؤْصَـدَة 0 فَي*عَمَــدٍ مُـمَدَّدَة*)) .*
كيـــف يعرف اﻹنسـان أن قلبه لين ؟*
يعــــرفه بطريقــــين*:*
اﻷمـر اﻷول :*إجﻼل*العبد لله جل وعﻼ*.
اﻷمر الثاني :*متابعة سنة*محمد صلى الله عليه وسلم**.كان ابن عمر رضي الله*عنهما له غلمان فكــان إذا رأى من أحد*غلمانهالتفــافاً على الصﻼة وانصرافا إليهــا اعتقـه حتى ﻻ يحول*بينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمـان يأتون يصلون أمــامه وقريباً منه أمـــﻼ في أن يعتقهـــم رضي الله عنه وأرضاهفكان يعتقهم*فجــاءه بعض خواص أهـله وقالـوا له : "*يا*ابن عمر إنهــم يخدعونــكإنهــم يصلـون ﻻ لله ولكن*لتعتقهــم*" . فقال رضي الله عنه وأرضاه*:*"*من خدعنا*بالله انخدعنا له*" .
فإجﻼله من الله جل و عﻼ يجعلـه*يقبل خدعة هـؤﻻء الغلمان ﻷن هـؤﻻء الغلمان جعــلوا من تعظيــم*ابن عمر لله تبارك وتعالى وسيلة لنيــل مآربهــم*.*
وتــلك منزلـــة*عالية أين نحن منهـا*؟
*فالطريق الثاني اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإن*القلوب اللينـة التي فطــرت على الطاعة ﻻ يمكن*أن تكـون أعظــمرقـة وأقــوم سبيـــﻼ من قلب محمد*صلى الله عليه وسلم ولن*تنال القلوب تلك المنزلة إﻻباتباعها سنته صلى الله عليه وسلم وعكوفها*حول*شريعته عليه الصﻼة والسﻼم**.*
وقد يرى اﻹنســان*بعض السنن شيئــا يســـيرا فﻼ يريد أن يصنعهــا*ظنــا*منه أنه يرقـــى إلى اﻷعلى وليس اﻷعلى ما يوافــق هـــواك وإنمـا اﻷعلى حقيقة ما وافق هدي محمد صلى الله عليه وسلم*.
ربمـا يجد المسافر أحيانا حرجــا أن يقصــر الصﻼة قي*السفر*طمعــا*في الكمـال أن يصليهــا أربعـا ولو علم*أنه صلى الله عليه وسلم*ما أتــم الصﻼة في سفر قـط*أبـدا عليه الصﻼة والسﻼم.*
فالسنة و الخــير و الهدى و السهولة و اللين في اتباع هديـه*صلى*الله عليه وسلم***.
فإذا أجلّ العبد ربـــه تبارك*وتعالى واتبع سنة محمد صلى الله*عليه وسلم*وغـــذى قلبـــه بالذكـر وتأمــله بالفكــر وألهمــه الله عز وجل اليقــين وحسن الطاعة وجعــل قلبه منزلــة لمحبة الله*ومعرفته وتلك أعظم المنازل وأعلى المراتب بﻼ شك**.جعلنـــا الله وإياكـــم من أهلهـــا*.
ختاما :
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله ﻻ إله إﻻ أنت الواحد اﻷحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أنت ربنا ﻻ إله إﻻ أنت ﻻ رب لنا غيرك وﻻ إله سواك أنت خالقنا ورازقنا ولي نعمتنا ومﻼذنا عند كربتنا نسألك اللهم في هذه الليلة المباركة أن تصلي على محمد وعلى آله وأن تسلم تسليماً كثيرا .*
اللهم أنك خلقت جنة عدن بيدك فأدخلنا اللهم الجنة برحمتك اللهم أنك خلقت النار بأمرك فأجرنا اللهم من النار بقدرتك اللهم أن السماء سماؤك واﻷرض أرضك وما بينهما لك وحدك وملكك ﻻ ينازعك فيها أحد فاللهم فك أسرى أخواننا المسلمين المأسورين في كوبا يا رب العالمين اللهم نجهم بقدرتك ورحمتك يا ذا الجﻼل واﻹكرام اللهم جد لهم منجا ومخرجا أنك أنت العزيز الحكيم .
هذا أيها المباركون آخر العظات من هذه المحاضرة "*آيات وعظات*" علما أننا سنضيف عظات أخرى من محاضرات عدة .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسﻼم على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
*
*
آيات وعظات " العرش والقلوب "
صالح بن عواد المغامسي
مرحبا اخى وسام
معلش بس الكلام للشيخ يخنق اى عقل
شكرا لاعطاؤك الفرصة لى للتوضيح والتفكر
تحيتى
انما يخشى الله من عباده العلماء
ﻭﻣﻌﻨﻰ "ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ: ﻻ* ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﺇﻻ* ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﻩ ﺣﻖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ﺃﻱ "ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﺎﻩ ﺣﻖ ﺧﺸﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺑﻪ، ﻷ*ﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻠﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﺗﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﻛﻤﻞ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﻟﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ : ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻓﻤﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪﻳﺮ ﺃﻳﻘﻦ ﺑﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ "ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﺶ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ: ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﺸﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: ﻛﻔﻰ ﺑﺨﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎ، ﻭﺑﺎﻻ*ﻏﺘﺮﺍﺭ ﺟﻬﻼ*ً……
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺨﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﺎﻑ: ﻭﺍﻵ*ﻳﺔ ﺳﻴﻘﺖ ﻟﻠﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺁﺛﺎﺭ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻟﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻼ*ﻟﻪ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺨْﺸَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻩِ ﺍﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀُ ﻓﺘﺪﺑﺮ ﺳﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.