بسم الله الرحمن الرحيم
قولو لا اله الا الله تفلحو
قولولا اله الا الله تفلحو
بعد رجوع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الطائف بدأ يعرض نفسه على القبائل في أيام الحج, يطلب منهم اﻹيواء والنُصْرة، حتى يبلغ دين الله ـ عز وجل ـ، وفق خطة دعوية واضحة المعالم ومحددة اﻷهداف، وكان ـ صلوات الله وسﻼمه عليه ـ يأتي إليهم أسواق المواسم، وهي: عكاظ ومجنة وذو المجاز، يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه، وكان يصاحبه*أبو بكر*الصديقـ رضي الله عنه ـ الذي له خبرة وعلم في معرفة أنساب العرب وتاريخها، فكانأبو بكر*- رضي الله عنه – يسأل القبائل ويقول لهم: كيف العدد والمنعة والحرب فيكم؟، اﻷمر الذي يساعد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التعرف على معادن القبائل، فيقع اﻻختيار على أفضلها وأنسبها، من حيث اﻻستعداد المعنوي والمادي، الذي يحمي*الدعوة الجديدة، ويتحمل تبعات نشر دين الله وحمايته، والدفاع عن أتباعه .
وكان أبو جهل وأبو لهب يتناوبان على أذية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما يدعو في اﻷسواق والمواسم، وكان يجد منهما عنتًا كبيرًا، إضافة إلى ما يلحقه من إعراض وأذى المدعوين أنفسهم .
عن*جابر بن عبد الله*ـ رضي الله عنه ـ قال: (*كانَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعرِضُ نفسَه على الناس في الموسِمِ فيقول: أﻻ رجُلٌ يحمِلُني إلى قومه، فإنَّ قُريشًا قد منعوني أن أبلِّغَ كﻼمَ ربِّي*) رواه*ابن ماجه*.*
وعن*طارق بن عبد الله المحاربي*ـ رضي الله عنه ـ قال: (*رأيتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مرَّ في سوقِ ذي المَجازِ وعليهِ حلَّةٌ حمراءُ وهو يقول: يا أيُّها النَّاس قولوا ﻻ إلَهَ إلَّا اللَّهُ تُفلِحوا، ورجلٌ يتَّبعُهُ يرميهِ بالحجارة قَد أدْمَى كَعبَيهِ وعُرقوبَيه وهو يقول: يا أيُّها النَّاسُ ﻻ تُطيعوهُ فإنَّهُ كذَّاب، فقُلتُ: مَن هذا؟، قالوا: غُﻼم بَني عبدِ المطَّلب*( أي:*النبي صلى الله عليه وسلم )، فقُلتُ: مَن هذا الَّذي يتبعه يرميه بالحجارة؟، قالوا: هذا عمه عبدُ العُزَّى أبو لهب*) رواهأحمد*.
ولم يقتصر اﻷذى الذي تعرض له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يعرض دينه على القبائل على ذلك، بل واجه*ـ صلوات الله وسﻼمه عليه*ـ ما هو أشد وأقسى، فقد روى*البخاري*في تاريخه*والطبراني*في الكبير واللفظ له عن*مُدرك بن منيب*العامريّ*عن أبيه عن جده ـ رضي اللَّه عنه ـ قال: (*رأيت رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجاهلية وهو يقول: يا أيها الناس قولوا: ﻻ إله إﻻ اللَّه تفلحوا، فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبّه، حتى انتصف النهار فأقبلت جارية بعسّ*(قدح كبير)*من ماء فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية ﻻ تخشي على أبيك غلبة وﻻ ذلة، فقلت: من هذه؟ قالوا:*زينببنت رسول اللَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي جارية وضيئة*(جميلة) ) .
جزاااااك الله خيرا ونفع بك
شكرا ع الطرح
تحيتي
وجزاك الله خيرا على هذا المجهود الراقي
تقبل المولى منا ومنك اخى بارك الله فيك