العود: أشجار تتحول إلى نفائس
إعداد: د.عبد الناصر عبد الله الجفري
ضمن رحلة علمية، إلى بلاد الهند، بلاد الطيب والبخور، أبحر د. الجفري بحثاً عن حقيقة هذا العطر الساحر، والخشب الثمين، الذي يسمونه "العود".
تعريف:
الإسم العلمي: AQUILARIA SPP
إسم الفصيلة: THYM ELAEACEAE
الإسم العربي: العود
الإسم الهندي: أجار
الإسم الإنكليزي: إيجل وود
الإسم البنغالي: أجارو
الإسم الإيراني: أكيان، بلنجيرج
الإسم الصيني: تشن شيان
وصف النبات
شجرة العود، شجرة دائمة الخضرة، معمرة، يصل ارتفاعها إلى عشرين متراً، ما عدا نوع " Aquilaria Khasiana "، وهي شجيرة لا يتجاوز ارتفاعها ثمانية أمتار
ساق العود أسطواني أملس، والقلف عبارة عن قشرة رقيقة سمكها في الغالب 4 ملم. لون خشب النبات أبيض خفيف، ورقيق دون رائحة. وعند تشريح الساق، تتواجد أنسجة اللحاء جنب إلى جنب مع أنسجة الخشب
وتتميز الأوراق بأنها متبادلة معنقة ونصلُ الورقة بيضاوي مستطيل، ويتراوح طولها ما بين 9 – 5) سم( ، وعرضها 4,5 – 2,5) سم(، وقمة الورقة زائدة، وحافة النصل كاملة ملساء.
النورة: خيمية (طرفية أو أبطية) يتراوح عدد الأزهار من 12 – 4 زهرة، وتبدو الأزهار صغيرة بيضاء مخضرة، طوال موسم الأزهار الممتدّ شهري (نيسان/ أبريل ـ أيار/ مايو).
أما الثمرة فهي عبارة عن علبة، خضراء مصفرة، يصل طولها إلى 5،2 سم، فيها بذرتان فقط، ودورة حياة الجنين قصيرة جداً حيث تصل إلى عشرين يوماً كحد أقصى، ويمتدّ موسم الإثمار في الأشهر ما بين (تموز/ يوليو ـ أيلول/ سبتمبر).
بيئة وانتشار أشجار العود
تنمو الأشجار في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من قارة آسيا، وخصوصاً في الأرض الجبلية غير العالية والسفوح ذات التربة الرملية، بدءاً بمنطقة آسام الهندية، التي تتواجد فيها ثلاثة أنواع هي:
"Aquilaria agallocha" وهو النوع الأكثر انتشاراً في آسام
والثانية " Aquilaria malaccensis" ويتركز انتشارها في المناطق الحدودية مع بورما وتتواجد في بورما
أما النوع الثالث فهو شجيرات تتواجد في منطقة جبال خسيان الهندية، ولذا فاسمها " Aquilaria Khasiana"
أما في بورما فـتنمو " Aquilaria malaccensis"
وفي كمبوديا وجنوب فيتنام الـ "Aquilaria crassna"
وفي أندونيسيا وماليزيا: "Aquilaria bancana و Aquilaria becariana"
حتى الصين حيث تنتشر الـ "Aquilaria senensis"
تكون العود:
العود عبارة عن مادة ذات لون داكن، ناتج عن عملية تحول الخشب الأبيض الرقيق إلى خشب داكن اللون (يتأرجح بين البني وحتى الأسود الفاحم).
ويحتوي العود على دهن وزيوت طيارة، تكونت نتيجة إصابة النبات بأنواع من الفطريات مثل ",penisillium and some Fungi Imperfecti Aspergillus, Fusarium". هذه الإصابة، تحصل للشجرة وفق التسلسل الآتي:
1 ـ جرح ساق النبات جرحاً عميقاً، ويتم ذلك بطريقتين: الأولى طبيعية وهي حفر الساق وتشكيل أنفاق فيه، عن طريق بعض أنواع الحشرات. الطريقة الأخرى ميكانيكية عبر إحداث جرح بآلة حادة.
2 ـ تقوم الحشرات ببناء الأنفاق والممرات، عن طريق تدمير بعض خلايا ساق النبات، وخصوصاً الأنسجة الغربالية المحتوية على المادة الغذائية (الكربوهيدرات)، فتسيل المادة الغذائية على جدار الأنفاق، مما يهيء بيئة مناسبة لنمو وانتشار أنواع من الفطريات.
انتشار الفطريات داخل الأنفاق، حيث ينتشر الغزل (الهيفا) الفطري إلى أجزاء أخرى من النبات، ويحدث نتيجة تفاعل أنزيمات الفطريات، أن يتحول جزء من السليلوز واللجنين المحيط بالخلايا إلى دهن عود أولي وتموت الخلايا متصلة.
هذه الأجزاء المصابة من النبات تسمى "عود"، وتختلف جودتها حسب كمية الدهون الموجودة فيها.
كيفية الحصول على خشب العود:
في العادة نحصل على أجود أنواع خشب العود، من الأشجار المعمرة، والتي يتراوح عمرها ما بين ((150 – 70 سنة، على أن تكون الإصابة قد تطورت فيها منذ أكثر من 60 عاماً.
بداية استخراج هذا المكون النادر، يتم بعملية الحصاد والتقطيع، عبر قطع أشجارالعود في موسم الشتاء وموسم الجفاف. ويتم ذلك بانتزاعها من جذورها، بواسطة خبراء متمرسين، وقطع الشجرة وقطع الأجزاء المصابة، وتتوالى التفاصيل التقليدية:
1 ـ فصل الأجزاء المصابة عن غير المصابة
ـ تنظيف الأجزاء المصابة، عبر استخدام أيدي عاملة محترفة، وباستخدام الكثير من معدات النحت.
تخليص العود من الأجزاء الغير مصابة، ومن بعض الأجزاء الغير خشبية العالقة بالعود، ويتم ذلك بتأني وصبر.
بعد التنظيف تبدأ عملية التلميع، وذلك باستخدام ما يشبه المبرد المثلم غير الحاد، وكذلك بالأقمشة للحصول على قطع عود نظيفة ولامعة. وتحفظ النفايات لتستخدم في صنع دهن العود.
عملية الفرز:
يقوم خبراء العود بفرز الخشب حسب معياري الوزن واللون.
فينتج عن عملية الفرز، تقسيم يأخذ الترتيب الآتي:
خشب الدبل السوبر Double Super
وهي القطع السوداء والثقيلة الوزن، وهي عادة أفضل أنواع خشب العود وأغلاها ثمناً. أجودها الأسود الصلب، الذي يشبه الصخر، ويتميز بكونه لا يطفو على الماء، ولا يتقطر الدهن منه.
خشب السوبر Super
ويكون أقل سواد وأقل وزناً.
– متوسط
وهو ذو لون بنّي أكثر منه أسود.
العادي
وهو قطع الخشب البني المائل للصفرة، وأدناهم سعراً.
الدقة
وهي القطع الصغيرة الناتجة عن تكسر خشب العود، وفي الغالب تكون خليطاً من كل الدرجات من الدبل سوبر وحتى العادي، لذا فإن رائحتها تتأرجح بين الممتازة والعادية، مما يجعل سعرها أغلى من العادي في بعض الأحيان.
دهن العود:
وهو زيت ذو رائحة طيبة، يتم الحصول عليه من شجر العود المصاب وذلك بعد عملية التقطير.
كيفية الحصول على دهن العود:
يتم الحصول على الدهن من أشجار العود المصابة والتي يتراوح عمرها بين ((150 – 30 سنة. وبما أن تقطير خشب العود الممتاز مكلف جداً وسيكون سعر الدهن خيالي، فلهذا تستخدم في الغالب أخشاب العود الأقل جودة، والناتجة من تنظيف خشب العود مع أشجار العود الصغيرة (30 سنة) والمصابة.
وتتم العملية حسب المراحل الآتية:
[IMG]يتم تقطيع الخشب إلى قطع صغيرة جداً، وإذا كان خشب العود شبه جيد فإلى قطع صغيرة ويُدق بمطرقة كبيرة، ليتحول إلى فتات مدقوق (هذا في الهند). وهناك طريقة أخرى تستخدم في تايلاند، وهي 1- طحن خشب العود بمطحنة كهربائية، وتحويله إلى بودرة. 2 ـ يتم نقع القطع الصغيرة أو البودرة هذه في الماء، لفترة تتراوح من 5 إلى 30 يوماً، وخلال هذه الفترة تحدث عملية التخمر، التي تساعد على تحويل جزءٍ كبير من الشمع الموجود في خشب العود إلى دهن العود.[/IMG]
ـ يوضع العود المنقوع في مراجل (قدور) تقطير تختلف سعتها من (300,100,70,60,15) كيلو جرام. وتمرر أنبوبة التقطير فيها عبر صهريج مياه للتكثيف. وهناك النوع الحديث المرتبط بمكثف صغير تدور فيه المياه.
تسعر عليها النار، ويشترط بأن تكون نار حطب الأشجار، التي تمتاز بقوة نارها وبطء احتراقها. ويظل العود على اللهب المعتدل لفترة ما بين (7 إلى (60 يوماً، حسب نوع العود. كلما كان الخشب جيداً وناتج التقطير كبيراً، يستمر التقطير، والعكس صحيح.
4 ـ يُجمع الدهن المتجمع على سطح الماء في وعاء الجمع عند طرف أنبوبة التكثيف.
تسلــم يمنــآك عـلى آلمشــآركه آلقيمـه
آحســــنتي .. شــرح وآفـي
تحيــــــــــآتي لك ..
لا تحرميني تواجدك العطر
لك الاحترام وتغدير
أشكركي جزيل الشكر لطرح موضوع غاية في الأهمية لتزيديننا في معرفة هذه النبتة العجيبة التي يعشقها الكل
سلمت يداكي
تحياتي
أختك أم أحمد
والله لا يحرمنياك يالغالية