حميدة الكرعاوي
حميدة الكرعاوي
من خلال نظرتي الفاحصة القاصرة قصيرة المدى للواقع الموضوعي الذي نعيشه اليوم وبالخصوص في قضية الإعلام ،نجد دائما تبلور الصراع بين جبهة الحق وجبهة الباطل ،تحدي الإيمان للكفر .وبشكل عام يمكن أن نقول هناك منهجان إعلاميان في العالم
المنهج الرسمي : أي الإعلام الذي يقوم به جهاز خاص أو مؤسسة خاصة اجتماعية أو سياسية 000القائم على أسس وضوابط معترف بها لدى ذلك الجهاز أو تلك المؤسسة . وهذا الإعلام متمثل بالجرائد أو الصُحف أو إلاذاعات و القنوات الفضائية وأجهزة الاتصال العامة الأخرى .إلا انه من المؤلم ما نلاحظه اليوم إن اغلب هذه الأجهزة والمؤسسات إن لم نقل كلها مستبدة في تشويشها و تضليلها للإعلام الواقعي الموضوعي فتقوم بقلب الموازين والحقائق ، وتنفي صحت الخبر ، وتشوش على الصورة أو الحدث الواقعي 00 علما أن أغلب هذه الأجهزة الإعلامية مأجورة مرتبطة بجهات أو شخصيات تحركها لصالحها ومنافعها الدنيوية لذلك فنرى إعلامها باطل مضلل ، وعليه إذا أردنا صون كرامتنا ، والدفاع عن أنفسنا فلابد من أن نسعى من أجل إقامة جهاز إعلامي يدافع عن حرماتنا .
أما الإعلام الجماهيري / هو الإعلام المرتبط
بالإنسان ، أي الإعلام الذي لا يقوم به جهاز خاص أو مؤسسة خاصة وإنما يقوم به كل واحد من أبناء الأمة ، بمعنى كل فرد يكون جهازا إعلاميا . ونحن كمسلمين علينا أن نهتم بكلى المنهجين في الإعلام. فبالنسبة للمنهج الأول( الرسمي ) هناك شعور بأننا متخلفون ومتأخرون فيه ومن الخطاء بل من العيب علينا بمكان نتحدث ونقول إن الذين يقتلوننا وينهبون ثرواتنا ،ويغتصبون حقنا ، ويدنسون مقدساتنا ، وينتهكون حرماتنا وأعراضنا 00 هو بفعل قوة السلاح لدى هؤلاء المفسدين والإرهابيين ، كلا فالمسالة اكبر واخطر من قوة السلاح وان كانت قوة السلاح تعتبر قوة ثانوية لا يستهان بها إلا إن قوة الإعلام اكبر تأثير واخطر وافتك من قوة السلاح ، فهم يقتلونا بألسنتهم، وبفكرهم المنحرف الضال قبل أن يقتلونا برصاصهم وأسلحتهم العسكرية الفتاكة . والدليل على ذلك إن الجرائم والمجازر التي ارتكبت بحق المسلمين في العالم عموما وبالعراق خصوصا مقابل سكوت مطبق والصمت الرهيب من العالم الإسلامي والحكومة العراقية بالخصوص .وهنا يتجلى عمق المأساة التي يعيشها العالم ،وبالذات العالم الإسلامي قد فقد حصانته وقيمته الروحية ومبادئه السامية منذ زمن ليس بقريب ، فالإسلام الذي جاء نصيرا للمستضعفين ضد المستكبرين والذي جاء لتكريس قيم الرسالات الإلهية في الإنسان ، أصبح عند اغلب المسلمين مجرد قشور عفنة لم يبقى من الإسلام إلا اسمه ، لذلك نجد أكثر المسلمين مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث من جرائم ومجازر بحق الإنسانية جمعاء . فلو أن المسلمين اليوم يحملون الضمير والفكر الذي صنعه الإسلام في أوائل المسلمين لما تجرأ اليوم الاستكبار العالمي الصهيوني الصليبي الأمريكي على ارتكاب كل هذه المجازر الرهيبة .
فمن الذي افسد ضمير المسلمين وفكرهم ؟
ومن الذي جعلهم لا يدافعون عن قيمهم ؟
انه الإعلام المزيف والمضلل ، فعشرات الإذاعات والصحف والمحطات التلفزيونية وسائر الأجهزة الإعلامية المضللة ساهمت ومنذ فترة طويلة في إفساد الرأي العام عند المسلمين في غيبة من أصحاب الفكر الواعي والضمائر الحية الحرة . وعليه أوجه رسالتي إلى كل إعلامي صاحب فكر نير يحمل ضمير حي حر أن يطلق العنان لقلمه الحر بالكلمة الصادقة الحقيقية وبنقل الحدث الموضوعي الواقعي بما هو واقعي ،ليكون جهازا إعلاميا لينتصر به لدينه ووطنه العزيز
و جعل الحق في صفه ولكن الحق كان أكبر من أعلامهم ودباباتهم وطغيانهم
وأعداء الإسلام يغزونا من خلالهم غزو فكري شرس قادم من كل الإتجاهات دون أي
رد أو صد قوي له
شكرا على المقالة …….تقبلي تحياتي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم