تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حمص : جثث في الشوارع و رحلة الموت المحقق لانتشالها

حمص : جثث في الشوارع و رحلة الموت المحقق لانتشالها 2024.

  • بواسطة
حمص : جثث في الشوارع و رحلة الموت المحقق لانتشالها
صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في لندن
عندما اختار النظام السوري منذ بداية الحراك الشعبي أسلوب القتل العمد للمتظاهرين السلميين في الشوارع و الساحات السورية فاستخدم بذلك الخيار كل الأساليب التي يمكن استعمالها في مواجهة أعداء حقيقيين وليس أبناء شعبه من مواطني سورية و دافعي الضرائب فيها و التي يمول منها الأسلحة التي يقتلهم بها .
و بالفعل قام النظام السوري بخوض حروب ضد شعبه فكان القصف والقنص و الإعدامات الميدانية أكثر الطرق التي استخدمها النظام في مواجهة المظاهرات السلمية ، وقد ارتفع معدل الإصابات برصاص القناصين خلال الأشهر الخمسة الماضية بشكل دراماتيكي ، حيث استطاع أعضاء الشبكة السورية لحقوق الإنسان توثيق 275 حالة استخدم فيها رصاص القناصين لقتل المارة دون تفريق بين طفل أو كهل أو امرأة أو عاجز . ولم يعد المتظاهرون هدف القناصين الوحيد فسائقو سيارات الأجرة التي يفترض أن تجول في الشوارع أصبحوا كذلك ، وكل شيء يتحرك في شوارع مدينة حمص أصبح هدفاً لقناصي النظام.
وبتصاعد عمليات القتل والاجرام وعمليات الحصار والخناق المطبق على الأحياء باتت عملية القنص وإيقاع عشرات الشهداء أمرا روتينياً ينتهجه النظام ، وبقيت جثث الشهداء مسجاة في الشوارع أياماً لعدم قدرة أي من أقرانهم أو أصدقائهم أو ذويهم على انتشالهم لدفنهم أو حتى إسعاف من تبقى فيه رمق الحياة.
وفيما يلي نذكر بعضاً من تلك الحوادث التي استطاعت عدسات ناشطي الشبكة السورية لحقوق الإنسان التقاطها:
الشهيدين طارق الأحدب وجمال فاضل استهدف القناصون أحدهما بينما كان يعبر الطريق في حي البياضة في حمص فيتقدم صديقه لإنقاذه فيرديه القناصون شهيداً كذلك :
الشهيد مازن عز الدين من حي باب السباع في حمص رصاصة من أحد قناصي النظام كانت كفيلة بإنهاء حياته وإبقاء جسده مرمياً في الشارع ورصاصة أخرى هي من نصيب كل من يحاول مساعدته أو سحب جثمانه
الشهيد خالد المروح ضابط متقاعد من حي باب السباع في حمص استشهد في الحي برصاص قناص القلعة المشرف على الحي ولم يتمن أهله من إسعافه لاستهداف كل من يقترب من الجثمان
الشهيد مثنى المعصراني الفنان التشكيلي الحمصي المعروف أصيب برصاص قناص في حي الإنشاءات في حمص في بداية اقتحام الحي بتاريخ 6-2-2012 ف فأصابه القناص في قدمه و لم تكن إصابته قاتلة ولكن رصاص القناص ظل بالمرصاد لكل من يحاول اسعافه فاستشهد بعد أن نزف وظلت جثته 3 أيام مسجاة في الشارع وظل القناص يستهدف كل من يحاول الوصول إليه
الشهيد خالد التدمري من حي كرم الشامي في حمص ، استهدف برصاصة قناصة في السادس من شباط و إمكانية الإسعاف له كانت مستحيلة
خلال شهر آذار المنصرم ارتفع مستوى استهداف المدنيين وكل من يحاول الوصول إليهم أو إسعافهم فكانت المأساة الحقيقية في شوارع حمص حيث تراكمت عشرات الجثث من جميع الأعمار تنتظر شيئا ً واحداً هو موافاتها الثرى. وبلغ عدد الشهداء برصاص القناصين منذ بداية آذار ما يقارب 100 شخص وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منهم 87 اسماً وهناك المزيد من الجثث لا تزال مسجاة في الشارع و لما يتمكن أي من الناشطين انتشالها.
في حي باب هود وبتاريخ 22-3-2012 تواجد في شارع أبو العوف أكثر من 12 جثة لشهداء بينهم أطفال وحتى تاريخ 27-3-2012 زاد العدد في الشارع نفسه إلى 15 جثة سقطوا خلال محاولة منهم إنقاذ من سبقهم:
و من بين من استطعنا معرفتهم الشهيد عصام العبد وابنته ذات الأعوام الستة والتي لا تزال جثثهم في الشارع حتى الآن
والشهيد بسام أطنه لي
أحياء القصور وجورة الشياح والدبلان لم تكن أفضل حالاً فجثث الشهداء ورائحة الدماء تملأ الشوارع والأزقة و وفي كل محاولة لإنقاذهم رحلة جديدة لموت محتم، و منهم :
الشهيد كنعان الأخوان أصيب برصاصة قناصة ولكن إصابته أيضاً لم تكن قاتلة و إنما نزفه المتواصل وعدم القدرة على إسعافه هي التي جعلت منه شهيداً مع وقف التنفيذ لعدة أيام حتى أصبح شهيداً حقيقياً بعد عدة ايام من نزفه المتواصل على قارعة الطريق
الشهيد محمد جمال نوايا من حي القصورالذي قضى برصاص قناص و ظل لأربعة أيام ملقى على قارعة الطريق
الشهيد أنس المهباني من أهالي جورة الشياح ضحية لقناص المشفى الوطني
صورة الشهيد خالد المروح :
إن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تؤكد كما فعلت مراراً و تكراراً بأن ما يحدث في سورية يتطابق مع توصيف القانون الدولي للجرائم ضد الإنسانية و الذي يستدعي إحالة كل مرتكبي تلك الجرائم و من أصدر الأوامر بها إلى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق بها، إن لم يكن المجتمع الدولي يريد إعلان تسيد شريعة الغاب كقانون دولي بديل لما هو معطل حالياً و لأسباب جميعها يثير الريبة والشك العميقين في البواطن المعطلة للقانون الدولي في مجلس الأمن الدولي و من لف لف ذلك الأخير من جوقة التبرير والتسويف و المداورة و التلطي دولاً كانت أم أفراداً و جماعات.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان – لندن
www.syrianhr.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.