وقال بن أليعازر الذى كان يعد من أقوى أصدقاء الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إن على إسرائيل أن تكون مستعدة لاحتمال مواجهة حربية مع مصر فى المستقبل القريب، مضيفا بأن هذه المواجهة المتوقعة أصبحت حتمية وعلى الجيش الإسرائيلى الاستعداد لها.
وأضاف بن أليعازر خلال لقائه المطول مع هاآرتس قائلا: “إن مصر دولة محورية بالنسبة لإسرائيل، فهى كانت من عوامل الاستقرار فى الإمارات والمملكة العربية السعودية والخليج العربى، وهى تسيطر أيضا على الجامعة العربية، وخسارتها ستكون ضربة كبيرة بالنسبة لنا”.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق أنه يجب على تل أبيب أن تكون مستعدة للحرب، مضيفا “انظروا إلى ما يحدث فى سيناء، فهناك مصانع لصنع الصواريخ ومستودعات ضخمة من المتفجرات والبنادق، بل أصبحت سيناء جزءا من استقرار المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وكذلك تنظيم القاعدة”.
وزعم بن أليعازر أن أفضل فترة لسيناء والبدو الذين يقطنون فيها عندما كانت إسرائيل تسيطر عليها، فالأعمال ازدهرت، والسياحة كانت فى ذروتها، وكان الصيد غير المقيد، ولكن الآن سيناء أصبحت برميل بارود وتعيش فى حالة من الفوضى”.
وقال بن أليعازر الذى يشغل حاليا نائبا بالكنيست الإسرائيلى: “إنه من الآن ستكون القصة مختلفة تماما، فالجيش المصرى قد تضعف سيطرته لصالح حكومة مدنية جديدة، وهذا أمر سيئ بالنسبة لنا، ومن المهم أن نحافظ على العلاقة مع مصر بأى ثمن”.
وعن إلغاء صفقة الغاز من جانب السلطات المصرية مع إسرائيل، قال بن أليعازر: “إن هذا الاتفاق مهم بالنسبة لإسرائيل، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يود استمرار العلاقات مع مصر وأنا أؤيد ذلك”، زاعما بأن هناك عقدا جديدا للغاز بأسعار مناسبة قد يتم توقيعه قريبا تم بحثه بين الجانبين مؤخرا.
وأضاف نائب الكنيست: “وقف صفقة الغاز هو قرار سياسى، ولا يمكن إيقافها أبدا من دون موافقة القيادة السياسية فى مصر، ومن ناحية أخرى، يجب أن نتذكر أن هذه حكومة انتقالية مؤقتة لذلك يجب علينا أن ننتظر ونرى ما هو شكل الحكومة الجديدة الدائمة”.
وردا على سؤال، هل اتفاق السلام مع مصر أصبح بالفعل حبرا على ورق؟.. قال بن أليعازر: “أكرر مرة أخرى يجب أن نكون مستعدين لاحتمال حدوث مواجهة مع مصر، وآمل أن أكون مخطئا، ولا أريد أكثر من أن تجلس الحكومة المصرية القادمة معنا، وأنا إذا كنت مستشارا للرئيس المصرى القادم سأقول له بأن يحافظ على اتفاق السلام بأى ثمن، وذلك لأنه فى كل عام تمنح واشنطن القاهرة 2 مليار دولار كمساعدات للحفاظ على هذا الاتفاق، وفى الوقت نفسه فى حال حدوث مواجهة مع إسرائيل من جانب مصر، فوضع الجيش لن يسمح بخوضها فى ظل الوضع الاقتصادى الصعب الذى تعيشه البلاد هناك، فمصر لديها 85 مليون شخص، وثلثهم من يكسبون أقل من 2 دولار فى اليوم الواحد”.
وأشارت هاآرتس إلى أن بن أليعازر كان من بين المسئولين الإسرائيليين الذين ساهموا فى تنفيذ صفقة الغاز بين القاهرة وتل أبيب، وهو الذى وقع العقد أمام كاميرات الفضائيات مع نظيره المصرى سامح فهمى عندما كان يشغل منصب وزير البنية التحتية.
وأضافت الصحيفة العبرية أن بن أليعازر الذى تم علاجه مؤخرا بأعجوبة قبل عام من عدوى جرثومية قاتلة فى رئتيه، أكد بأن فى عام 2024 رأيت عددا صغيرا من الناس فى مصر يستفيدون شخصيا من عقد الغاز مع إسرائيل، بينما فى الوقت نفسه لم يكن هناك أى تحسن للملايين من المزارعين الفقراء فى الدلتا المصرية، وبالتالى قد اعتقد أن هذا العقد سينتهى فى يوم ما.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن أول كمية من الغاز المصرى وصلت لإسرائيل فى عسقلان فى 1 مايو، 2024، وأن هذه الاتفاقية عززت معاهدة السلام التاريخية.
وقال بن أليعازر: “لقد أصبح الشرق الأوسط الأكثر إسلامية، والأكثر المناهضة لإسرائيل، فى حين أن بقية العالم يسعى لنزع الشرعية ضدنا، وأنا لا أرى أن الشرق الأوسط سيستقر على مدى السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة”.
وردا على سؤال، هل أنت لا تزال على اتصال وثيق مع المسئولين المصريين؟.. قال بن أليعازر: “فى الماضى كنت على اتصال مع المشير محمد حسين طنطاوى، عندما كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع فقط، ولكن بعد أن أصبح رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة كل ذلك قد تلاشى، فقد أصبحت صورة إسرائيل سيئة وكريهة بالنسبة له، بل وأصبح حساس جدا، ويترجم هذا فى كل كلمة تظهر فى صحافتنا عن القاهرة.