تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ديوان الشاعره ابتسام الصمادي

ديوان الشاعره ابتسام الصمادي 2024.

  • بواسطة

الشاعرةُ ابتسامُ الصمادي درسَتْ الأدبَ الانكليزيَّ ، وتُدَرِّسُهُ في جامعة دمشق منذ بدايةِ الثمانينات.

صدر للشاعرة أربع مجموعات شعرية، هي على التوالي: «سفيرة فوق العادة» 1991، «هي وانا وشؤون أُخر» 1995، «ماسٌ لها» 2024، «بكامل ياسمينها» 2024، ولها مجموعة مقالات تحت الطبع بعنوان «النيل يشبهها».

شاركَتْ في العديدِ منَ المهرجاناتِ العربيةِ والمحليةِ، وأقامَتْ العديدَ من الأمسياتِ الشعريةِ وفازتْ بعددٍ منَ الجوائزِ.

وهذه بعض قصائدها الشعرية متمنيا أن تنال أعجابكم

الغيره

خيطٌ رفيعٌ يفصل الأوراق في المكنون
لم تلحظ وجوده
وسميم (بخوري) إذا أحرقت عوده
يرضيك كي تزهو وتسمع ما تريد
أنا يا صديق يسيئني ما لا يفيد
ترضي غرور بنية والفرق أني
لأغار لكن…
ليس (منها) بل على نفسي (بها)
من حيث لما -بالرؤى- نجمٌ يصلني
هذا اعتزازٌ لا تبوح به سوى
من كان ميزان الحرير بلمسها
وحريرها من غير وزن
***
أما وقد عمدت في ماء الحياة
فنقطة الضعف التي قتلت أخيلا
تبقى.. وأعطيك الدليلا
ما من جرئ -أن تمادى- يا جسور ويا مليح
يتجاوز الحد الذي تعطيه أنثى
والعكس -لو تدري- صحيح

أحتاج وجهك

أحتاج وجهك في الزحام
أحتاجه وقت المطر
أحتاجه في اللامنام
بالذات وجهك دون آلاف البشر
***
وأشد ما أحتاجه
في نقطة فوق المنى
في خلوتي القصوى الحميمة
حيثما
يغدو التنبؤ بالمنية ممكنا…
للوقت مسربه وللأعماق أبوابٌ وصيده
مالي إذا قاربا شباك التداني
شاد لي في الشوق أبنية عديدة؟؟
يا أنت يا بلور وقتي وانكسار الضوء
في حزني البعيد
ماذا فعلت وكيف لونت النشيد؟…
فرحٌ يزور طفولتي من حيث لا أدري
إذا قالوا أتيت
فعلام أوردتي
تنير عليك داجية الدروب
بكل ما خزنت من ضوء وزيت؟
قل لي بربك كيف أخفي كل أسراب اليمام
هذا الذي قد طار من صدري إليك
قل لي وكيف يجيء من بعد المنام
هذا الذي حط الرحال على يديك
قل لي وكيف عساه يحتمل الرخام
لو تعتريه نظرة من مقلتيك؟
أما وكيف أضمها هذي الشآم
لو لم تكن نداً لها ما ألتقيك؟….
أو أن تكون غريمها ما أحتويك؟
***
اشتاقك الآن الملاذ.. تجيئني
بعد المنازل والمدائن والوطن
وخريطة لمواجعي
في كل أسفار الزمن
فعلام تخجل لهفتي؟
وإلام ترحل خطوتي؟
قد أختفي عن ناظري وناظريك
لكن… تدل علي -من فرح القدوم- أناقتي
والزاجل المختص بالطيران من قفصي إليك
خذني زميل مشاعري… خذ لا عليك
أتعلم الألق الرفيع وأتقن اللغة المجاز
خذني إلى حزن الأوابد في عيونك علني
أتعرف الإعجاز من زيف الحداثة والنشاز
سأعيد جدولة انتمائي من تباريح القصيد
إلى تميمة أصغريك
سأموت من هذا الجوى
من جرعة فوق احتمالي بالهوى
خذني إلى ماء البلاد براحتيك
لأعود -ماهاجرت- يحملني الولوع
خذني إلى ما شئت أو شاء القلوع
أحسست منذ اللحظة الأولى
بوقع اللارجوع

أنثى وما ملكت يميني

إنا ونحن متيماتٌ بالتفاصيل الصغيرة
والعذاب
ونحن أحياناً إلى حد (يفرفط) زهرة الروح الندية
في التراب
ونطير عشقاً… تزهر الدنيا رؤى…
أو نكره…
فنحيل خضرتها إلى أرضٍ يباب
هذي عجينتنا استهلت
بالتطرف والتصوف
حيث لا تأتي النهاية بعدها
إن البداية وحدها
تنبيك عن سر المآب
فاختر إلى موت لذيذ يعتريك حنانه
أو ترتضي ركناً قصياً للعبادة والتأمل
في ازدواج نقائض تسمو إلى
كشف الحجاب
***
إن السعادة وحدها سكبت على قاماتنا
صعداً إلى أعلى رؤانا
نزلاً إلى أدنى شقانا
في كل يومٍ نجتلي أشياءنا للمرة الأولى
ونغار أو نهوى…
للمرة الأولى
ونموت أو نحيا…
للمرة الأولى
***
هذي قواريرٌ مشت مع ماس رقتها
فتغار أمشاط دنت لجلال زينتها
وتهب أعشاب نمت تضفي على الأشياء يخضوراً همى
من زيزفون دموعها
حتى بلابل صوتها ورفيف ضحكتها
من حول (تدمر) خصرها
سفراً إلى (بتراء) وجنتها
من فوق (بصرى) كتفها…
لا يرتقي شالٌ إلى نعناع لمستها
ولا نايٌ إلى (صيدون) بحتها
دهبٌ يناجي ودها وحرائر
وأساورٌ من صبوةٍ ومباخر
أقراط موسيقى وإرثٌ من نفرتيتي إلى بلقيس والزباء حتى أن
وصلت -جميعهن- إليك أنت
وأنا بكامل مخملي الشامي من خوخي
وتوتي
وحرام تفاحي وأفراحي وموتي..
***
لا ضير إن كنا الإناء لنحتويك
فكل ماء كنته -إن كنت ماء-
نعطيه شكلا
وكل طين صرته.. كنا له أصلا
وكل ليل قدته.. كنا له فصلا
وكل قطع رمته.. كنا له وصلا
فالماء محتاج إلى من يحتويه
والطين محتاج إلى من يفتديه
و(العتم) محتاج إلى من يجتليه
والضد محتاج إلى من يرتضيه
فادخل إلى المعبد
في الروح صمت هاجعٌ
نسجته صيحات النساء على امتداد عذابهن
إلى مجاهل كحلنا الأسود
انهض تلحظ المرود
واجلب حبالاً ترتقي الأعلى
تتسلق الأزمان والأوجاع والأغلى
واصعد ترى ما لا يرى أو يلمح:
كيف التلذذ عندنا… أقوى وأمتع بالذي نعطيه مما نمنح
***
لو كنت ممن يدركون ولادتي
يا نصفي القاسي الجميل.. لما قسوت
أو كنت ممن يقبلون صداقتي عبر الزمان..
لما هزمت
أو لو قبلت بأن أكون إناءك الثاني..
لما كالغلي فرت
حتى كسرت زجاجتي ثم اندلقت
وبقيت طول العمر تجمعني فما..
قدرت رموشك أو قدرت
من حيث لا أنت ارتويت ولا رويت ولا اتعظت
ما كان ضرك لو قبلت توازي الخطين فينا
لا لتقينا عنوةٌ وبلا عناء من قطا خطوي اهتديت
فتعال نبدع بعضنا طيناً وماء
متماثلاً حد الأمان للاحتواء والارتواء والارتقاء
إني -ورحم الأرض- أهلكني العطاء
***

أطلقت خيل مفاتني

من قال إني قبل حبك
قلت شعرا
يتقاسم الترتيل والسحرا
أنت الذي علمتني
سر التداعي والكتابة
أنت الذي أفهمتني
كيف الندى
-من عشقه-
يتلفع الأزهار والأعشابا
فإذا بحبك زهرةٌ
بريةٌ
في دفتر الأيام تنمو مثلما
تحت الوسائد
في جزادين البنات
فوق المقاعد في المدارس كلها
والجامعات
……
فتشكلت في إثرها شفتي
وتسامقت بسمائها لغتي
وغدوت بعداًَ سابعاً فوق التراب
أما قصدي.. فالسحاب
……
أستوطن الأصداف..
وألوان الأسماك
وأسير الأقمار والأسفار
وتطير من شفتي كل
نوارس الأشعار..
وأعد ما ابتكرت مخيلتي لكي
تجري -كجنات المنى-
من تحتها الأنهار…
***
فالهمس مابيني وبينك
واحةٌ للعمر..
عانقها النخيل
سربٌ من القبلات
ناياتٌ وليل..
فإذا شممت العطر همساً
تنتشي رئة السماء
وإذا رنوت بنظرة
يخضر من حولي الرداء
وإذا لمست القد مني
صرت أختصر النساء
أطلقت خيل مفاتني
أنى تشاء
متسابقات صوب قامتك
الروية
ما أسرجت ظمآى ولا
أكلت سوى
لوز من الكفين
غلات جنية
صار الفضاء سحائباً
من غزوة الآهات
والحلم عندي خيمةٌ
من مغزل اللمسات
افتح لعمري أفقه حتى ترى
كم ناسمتك الزرقة الوسنى
حتى غدوت اللون…
صفو الأمكنة
طافحتك الأنهر الجذلى
حتى غدوت الماء…
خصب الأزمنة
***
فعلاقتي بالسهد
كانت فاترة
وعلاقتي بالخوف
كانت عابرة
وعلاقتي بالشعر
كانت واعدة
بالنار بالمرآة, بالأشياء
شبه محايدة
حتى فرطت اللوز عن شجر الحوار
وأنا التي من عادتي
-إن أزهرت-
أدع الربيع يحاور الأشجار
وأنا التي.. وأنا التي
تتمايس الدنيا على شفتي
أنساب بين الكل
مثل الآه
أو مثل المياه
أما الحوار فبيننا.. لغة الشفاه…
***
كل اللآلي.. أدركت.. كل البحار
آناء أطراف الليالي
والنهار
لم يبق حتى تعرف الرؤيا هوانا
والسكوت
لم يبق إلا أن أموت على ذراعك
أو تموت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.