تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ديوان الشاعر محمد الحارثي

ديوان الشاعر محمد الحارثي 2024.

  • بواسطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبذه عن حياة الشاعر محمد الحارثي

ولد في عمان عام 1962

· تسلل الشعر إلى حياته مبكرا، فانقاد له لاهياً عن كرة القدم، وفيما بعد عن تخصصه في الجيولوجيا وعلوم البحار.

· كتب في الصحافة العربية وفي الدوريات والفصليات الأدبية مشاركاً، أحيانا، في مهرجانات الشعر هنا وهناك.


(صلاح عبد اللطيف)

بعد عشرين سنة من ترحاله المثمر
يضحك في عنب الأصدقاء
كمن لم يذق تـين الألم
وكأساً في مراكش
استبقه إليها أبو نواس.
يصحو في النوم
بقمـيص أحمر
آخذاً فرائسه إلى دمها المنثور
في تـبر الأسرار.
يروي في آخر الجملة
وقته الثمين
بالغيـب والفارزة، سائسـاً
إبريق مخيلتـه
إلى أحسن القصص والأشجار.
مُقـامراً بتعويذة البابليين
في ابتسامة عارمة
تنسـيه فحوى القصة التالية
ثم يهـش قطيع السهرات
بـبرجٍ في الكنيسـة المجاورة
كملك يعترف لأول مرة
بالصرخة الفائضة بين
فَتـاةٍ وفُـتات.
ساهماً عن المارة
في نـيـسّن شتراسّـه
يخدر الفيلة والتماثيل
بحقائب جلدية
يلقيها في الرّايـن
قنطرةً تعبرها قصائد
لم يكتبها بعد

محمد الحارثي

(بورتوريه )

يسبقُ الصباح إلى النافذة
بقهوة مُـرةٍ وريشةٍ ذهبية
بمـوتسارت جارحاً صوابه
في ربيع الصالة
يرسم ماءً في الماء..
طيوراً تطيل أهداب الحديقة
بومضةٍ أقصر من ظل..
صيادين، صَـوارٍ، وقوارب
تلفظ أخشابها الأخيرة في بحيرته
الناجية من طوفان.
مُضيفاً إلى جزيرة التفاصيل:
عينين تقبلانه واحداً واحداً..
حانةً يجمع فيها السواحل
بضربة حظ واحدة.
دون أن ينسى في المتـن أو الحاشية:
نمراً تطلقهُ يداه في براري النافذة
لا يعود إلا بفريسةٍ – عُذرهُ الأثير حتى
لا ينسف نهراً أفسدته الألوانُ إلى أجلٍ
لا تسميه ريشته.

محمد الحارثي

(تمثيل ضوئي)

يملأون ماء الضوء بأحصنتهم
بالصهيل في رواق الكشمير
يغمر شاش المرايا بأصداف
صغيرة
تتلمسُ يد النعاس
في ثنـية السّـاري
وضحكة امرأة
تطرق رصاص النبيذ
بأحرف اسمها الظليل
كجزيرة في المحيط الهندي
لم تغمرها حدائق الماء
بعد.

محمد الحارثي

(غياهب الشمعة)

ليلٌ فاتر لم يوقظ ساعته البرّيـة
يغمر سماء تصطاد غفوة الطيور
من كتفها العارية
في مخمل الظل
بعيداً عن إبـرة المرسم
قريباً من وَشَـق عابر غياهب الشمعة
يغمض حجر جفنيه
منتـشياً بانتصاره على قـرنٍ
من الحراسة
لتمثالها المهجـور
في أقصى الغابة
منذ اختلستهُ يدٌ
لم يُشـر إليها الكُـهّـان
يدٌ أذابت حنينها المعتم
في رخام المتحف
واختفت
دونما صـبرٍ
يُـؤوِّلُ الإزميل.

محمد الحارثي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.