زيد الشهيد :
قاص عراقي ولد في السماوة في 1953
حاصل على بكالوريوس آدب (لغة انجليزية)
له مساهمات منشورة في النقد العربي
يقيم حالياً في الجماهيرية الليبية
معلومات الكتاب : الشهيد , زيد أمي والسراويل / زيد الشهيد – عمان الاردن 2024 (61)ص . الواصفات / الشعر العربي / العصر الحديث |
جميع الحقوق محفوظة لدى (أزمنة للنشر والتوزيع)
الاردن – عمان – شارع وادي صقر , عمارة الدوحة ط 4
لا تشهد ضدي ..
لا تنحز ضدي في المحكمة
لا تجعل الميزان يميل لغير صالحي
فانت قوتي التي في بطني
من كتاب الموتى لدى الفراعنة
أمي والسراويل
من ترانيم الحصار
-1-
حدثت امي جارة لها , قالت:
كنت مولعة بالسراويل , لكنني
قررت ألا ألبس سروالاً,
تضامناً مع اللئي لا يمتلكن
ثمن شرائها .
-2-
أمي لا تغتسل بالصابون
وتكتفي بالتيمم لأنها
لا تعترف بفاتورة الماء
المنقطع عن بيتنا , منذ أن
قررت مقاطعة لبس
السراويل
-3-
أمي
تعتقد الرصيف تبيع السجائر
بلا سروال , لان شراءه يكلف
سبعة أضعاف أرباح سبعة
أيام
-4-
أمس .. باعت أمي آخر ما تبقى لها
من الحشمة , عندما شاهدت سروالها
معلقاً للبيع في (سوق الهرج)
وعلمت أن أخي هو الذي فعل ذلك
لكي يجلس في مقهى يشرب شاياً
كالرجال .
-5-
أمي لا تعرف ((الستربتيز))
ولم تسمع بـ ((كلوديا سيفرز))
نساء الإعلان
-في التلفاز
يستفزونها بالتعري
فتخجل !!
تخجل!
ماذا تفعل امي
وقد أجبرها الحصار
على التكافؤ
-6-
لم تعد لإمي قبيلة
تشهر سيف الثأر .
ولا ديوا نتحتكم إليه
في عسرتها
قبيلة أمي
ميتة …
-7-
في الاحلام
لا تبحث أمي عن قلائد
ولا فصوص عقيق .. ولا طاقية للتخفي
ولا سهرة عربية ترقص فيها
ولا … ولا … ولا …
لهذا جمدت الرجاءات واكتفت بالدعاء .
وإذا أجبرت على حلمٍ بمثابة أمنية
تغمض أمي عينيها , وتحلم بوطن
جميع النسائه يلبسن
السراويل
يناير 1999
أخي والبساطيل
لا تتهموا أخي بالجنون
فأخي ليس بمجنون .
أخي فقط يهزأ من لعبةٍ
اسمها ((الحرب))
وفي كل معركة يجمع بساطيل
الجنود الميتين
أو الهاربين
او الذي ننسوا أن لهم وطناً
صار مسخرةً بفعل البيانات
الخرافية , ليصنع جبلاً .
جبلاً يصنع أخي ,,, ويضحك .
الغريب أن قذائف الاعداء
لا تطاله , لانهم لا يهابونه ..
مجنون بعرفهم , فمن أين تأتي
رصاصته القاتلة ؟
وكيف يساق الموت بفعل من
مجنون ؟!
ولان اخي بعرفهم كذلك
تركوه يحصي بساطيل المعارك
ويلقي شعرً كالهذيانات
في كل معركة يبدأ أخي
بالضحك .
متكئاً عل ىسفح البساطيل ,
يتأمل :
كم من الساعات يحتاج لبناء
جبل آخر ؟
غب كل معركة شفاه حرب
تنده به :
هل أكتفيت ؟
فيطلق هتاف القهقهات :
وهل من بساطيل ؟!
***
لا تتهموا اخي بالجنون
فأخي ليس بمجنون
والدليل بندقيته التي ما زالت
رقمها .. وزيتها ..
بعتادها اللاصف , وفمها المزموم
معلقة في مشجب الانتظار
لمعارك صادقةٍ تتطلع ,
واعداء حقيقين
كانت أختي ترسم على خدر
ذاكرتها الطرية:
شمساً بيضاء
وسماء طائرة
وحصاناً أخضر صاهلاً
ونهراً لا يكف عن الجذل
وقلباً من احرف راعشة
وبناتاً يمتشقن الأحلام
وأولاداً يحتشدون بالتصفيق
جاءت الحرب :
فركلت القلب
وكسرت الشمس
وسرقت النهر
ولوثت السماء
وأذلت الحصان
واجهزت عل ىالبنات والأولاد
فإذا باختي تمتلئ
بكرنفالات العنوسة ..