(الجزء الأول)
اولا اعرفكم بنفسى
انا الأبن الأكبر لعائلة مكونه من 5 افراد
الأب ويعمل بالتجارة
الأم موظفة بأحدى الوزارات
وثلاثة اولاد انا اكبرهم سنا ….
بعد التخرج من احد الكليات العملية لم افكر بالعمل فى اى مكان وكان تركيزى الأكبر هو العمل مع والدى بالتجارة ، لذلك بدأت بمباشرة بعض الأعمال التى كنت اعرفها تماما لكونى اتابعها ايام الأجازات .
وفى احد ايام شهر ابريل سنه 1997 (بعد تخرجى بأقل من عام واحد) دعانى ابى وقال" انت فين يابنى علطول بتلف اقعد شوية وشوف الشغل هنا "
قلت " اعمل ايه عاوز اعرف ايه اللى ناقص فى السوق وايه اللى الناس بتطلبه وكدة يعنى يابابا . المهم خير شكلك كد عايزنى اعملك حاجة ايه تحب اخطبلك " وكنت دائم المزاح مع والدى لأنه كان جد جدا وفين وفين لما بشوفه بيضحك فكنت بحاول اغير جو الشغل.
رد عليه وقال" لأ . انا عايزك تغسل العربية اللى واقفة هناك دى" . واشار الى احدى السيارات الواقفة امام احد المخازن .والغريب انها كانت بتلمع واعتقد انها موديل السنة والأكثر غرابة انها مش بتعاته .
قلت له " ليه يابابا وبعدين دى بتاعة مين "
اخرج من درج المكتب المفتاح وقال لى " بتعاتك ياابو دماغ فاضية هدية نجاحك وكمان عيد ميلادك "
لم اصدق نفسى . المهم انا حكيت الموضوع ده علشان تعيشوا معايا حياتى اكثر..
و كان شغل والدى يحتم السفر كثيرا الى الأسكندرية وكنت انا دائم السفر للمتابعة وطبعا كثيرا ما ابقى ليوم او اثنين هناك اما فى احد الفنادق او عند احد المعارف المتابعين للعمل .
ومع كثرة السفر وانا احب كثيرا ومنذ الصغر العزلة والقراءة ففكرت فى ان اشترى شقة بالأسكندرية حتى اكون على راحتى .
عرضت الموضوع على والدى فقال" انا ماليش دخل بالموضوع ده عاوز تشترى اشترى انت ومالكش دعوة بفلوس الشغل "
فكرت ثم قلت له "خلاص ممكن تسمح انى ابيع العربية واشترى شقة وبالمتبقى اشترى عربية صغيرة ؟؟"
قال : "دى حاجتك اتصرف فيها ذى مانت عاوز "
ومن هنا بدأت رحلة البحث عن شقة ،كانت رحلة شاقة لكون المبلغ صغير ..
وفى احد ايام شهر اكتوبر 1998 وبعد شهر من اللف جلست على قهوة بأحد مناطق المندرة فى انتظار احد الأشخاص فسمعت واحد بيقول " ياابو يوسف الزبون اللى بعتهولك من يومين ماردش عليك علشان الشقة " هنا التفت اليه لما جاب سيرة شقة وقلت فى عقلى يارب تكون ماتبعتش وتكون رخيصة (مع العلم انها لو كانت فى نفس المنطقة فهى بعيد عن مكان العمل ولكن مش مهم )
رد ابو يوسف(وكان رجل اسمر كبير السن ) وقال لأ ياسيدى هو انت يجى من وراك حد يشترى بجد .
انتظرت فترة ثم ذهبت لهذا المدعو ابو يوسف وقلت له " انت عند شقة للبيع ممكن اشوفها " نظر الى وقال لى "مين اللى بعاتك "
قلت بضيق "انا سمعتك بتتكلم انت عندك شقة ولا لأ؟"
قال "ياسيدى عندى بس وطى صوتك علشان ماحدش يسمسر عليك ، يالا بينا نشوفها " قلت له " ثوانى بس اخلص شوية شغل مع واحد جى دلوقتى وبعد كدة نروح نشوفها"
فعلا ذهبت مع ابو يوسف خلف القهوة وبالقرب من قطار ابو قير
كانت العمارة مكونة من 5 ادوار قال لى ابو يوسف "هى دى العمارة خد المفتاحين دول واطلع الدور الأخير عندك شقتين يمين وشمال اتفرج براحتك وان مستنيك هنا ، وعلى فكرة انا ساكن فى الرابع واخواتى كلهم فى الأدوار اللى تحت "
ردت عليه"ايه ياحج الكلام الغريب ده اطلع فين انت قاتل حد فوق وعاوز تلبسنى التهمة انا بقول نجيب حد من القسم يطلع معانا احسن"
(الجزء الأول)
قال "فى ايه ياعم انت بتقول ايه انا بس عايزك تتفرج براحتك ، تعال ياعم"
دخلنا من مدخل العمارة وطلعنا حتى الدور الثانى ثم ضغط الرجل على جرس الباب ففتحت له بنت قالت "خش ياعمو بابا جوة" المهم حضر الأخ واخبره الرجل انى عاوز اتفرج على الشقة المعروضة للبيع . نظر لى الأخ نظرة غريبة وقال "طيب ماتفرجه عليها هو انا لازم اطلع انا كنت باكل اتفضلوا معايا"
قلت فى نفسى هو فى ايه وبدأ القلق يسيطر علية ولكن طلع الأخان معى وعند الدور الرابع قال لى ابو يوسف انا ساكن هنا وفتح الباب وقال بصوت عالى انا بفرج زبون فوق على الشقة ثم بدأنا الصعود الى الدور الخامس وهنا لفت نظرى ان السلالم متسخة جدا وبها كمية تراب فعلا رهيبة عندها قلت "هو مافيش حد بيطلع هنا " رد علية الأخ "اذاى ياعم ده كل يوم حد بيتفرج عليها " طبعا الواضح انه كاذب لأن لا وجود لأى اثر على التراب .
هنا سألت الرجل" هو الزبون اللى السمسار كان بيكلمك عليه شاف الشقة ولا لأ ؟؟" قال الرجل "هو طلع لغاية عندى واحنا بندردش على السعر فقال دى غالية ونزل تانى " طبعا لم اتناقش معه فى السعر كما علمنى ابى عند شراء اى شئ الا لما تعرف كل حاجة عنه وانت محتاجه ولا لأ وعجبك ولا لأ.
كنا الان واقفين على اخر درجة سلم ولاحظت انه لا يوجد سطح للمنزل حيث تنتهى السلالم هنا الا من فتحة اعلى السقف بين بابى الشقتين .فقال لى "تحب تشوف اى شقة " قلت " اليمين الأول"
فوضع احد المفتاحين فى الباب وسمعت صوت فتح الباب ولمحت بطرف عينى الأخ والذى كان خلفى يتراجع وينزل درجة حين انفتح الباب .
"
(الجزء الثانى)
مابين لحظة فتح الباب وتراجع الأخ الى الخلف دارت فى رأسى افكار بسرعة جدا ..اعتقدت انهم يريدون سرقتى حيث ان ابو يوسف كان جالس فى القهوة حينما قابلت انا احد الأشخاص وسلمنى كيس من شكله واضح ان به فلوس , ولكن وبصراحة جدا لم اشعر بالخوف لعدة اسباب اولا انى نشأت فى احد المناطق الشعبية بالقاهرة ومعظم طفولتى كانت مع ابى فى عمله اتعامل مع عمال وسائقين وخلافه ثانيا كنت امارس جميع انواع الرياضة عدا كرة القدم ثالثا وكما قيل "" البحر امامكم والعدو خلفكم "" يعنى من الأخر حياتى ..
المهم بسرعة جدا خدت خطوة للشمال ورفعت يدى امام وجهى واستدرت لأجد الأخ ينظر الى بدهشة ويقول " بسم الله الرحمن الرحيم ايه ياعم مالك انت لحقت تتلبس "
احمر وجهى خجلا وقلت بسرعة " ابدا ده عنكبوت نط على وشى وبحسبك انت كمان خدت بالك منه لأنك رجعت للخلف مش كدة برضوه"
قال لى الأخ بتلعثم" اه اه ايوة انا خدت بالى ,, مش يالا بينا (نشوفوا) الشقة "
دخلنا نحن الثلاثة الى الشقة وهى عبارة عن صالة صغيرة بها شباك على الشارع الى اليمين غرفة وبجوارها باب المطبخ ومنه الى الحمام (حاجة بايخة) والى اليسار باب الغرفة الأخرى والتى تطل على الشارع ببلكون صغير .
الملاحظ هنا انى كنت بتفرج لوحدى والأخين الحلوين واقفين عند الباب .
قلت لأبو يوسف –وقد بدأت أشتغل عليه- " ايه ده الحمام جوة المطبخ وغرفة على منور وشقة عاوز تتقلب ودور اخير ومافيش اسانسير ، طيب ممكن اشوف التانية "
خرجنا من باب الشقة الأولى ووصلنا لباب الشقة الثانية ووضع ابو يوسف المفتاح وفتح القفل ولمدة 5 دقائق نقوم نحن الثلاثة بدفع الباب وهو لا يتحرك حتى قال الأخ " يمكن معلق حاروح اجيب النجار يفتحه" رد عليه ابو يوسف " ياعم اصبر تعالى نحاول تانى " هذا كله سمعته وانا منتبه لشئ غريب يحدث للمفتاح الموضوع بالباب فقد كان المفتاح يخرج من مكانه ببطء شديد حتى كاد ان يقع على ارض عندما وضع ابو يوسف يده عليه وقال"ايه ده كل ده بجرب والمتاح مش مكانه"
"
(تابع الجزء الثانى)
قلت له "ممكن اجرب " ثم وضعت يدى على المفتاح وهنا قفزت الى الوراء وانا امسك بيدى . قال الرجل "ايه مالك حصل ايه"
الواقع انه كأننى مسك جمرة نار ولكنى لم اقل ذلك للأخين وقلت لهما " ابدا اصل ايد مجزوعة شوية، معلش خلينى اجرب تانى "
ثم قلت " بسم الله الرحمن الرحيم" واقسم انى بمجرد لمس المفتاح انفتح الباب . ودخلت الشقة وهنا احسست بانقباض غريب
هنا قال ابو يوسف "ايه رأيك دى اوسع والنظام مختلف والغرف كلها على الشارع وكمان المطبخ بعيد عن الحمام"
قلت " بصراحة مش عارف اقول لك ايه مش مستريح لها "
قال ابو يوسف وهو يخرج من الشقة "تعالى نتكلم عندى"
المهم دون الدخول فى تفاصيل عرض على الرجل الشقتين(الدور كله) بسعر اقل من سعر شقة واحدة . قبلت العرض وكتبنا العقد فى يوم اخر بحضور احد المحامين الذى قمت بأحضاره ، والأن اصبحت الشقتين ملكى .
اول شىء نزلت الى الشارع وبحثت عن عمال معمار وهم كثيرا ما يجلسون فى الشارع بانتظار عمل ما .
فوجدت اثنين وطلعوا معى الى الشقة وقلت لهما" عاوز اعمل فتحة كبيرة بين الشقتين " وقمت بتحديد الفتحة لهم على ان اتى غدا لأستلام الشقة .
سافرت الى القاهرة وابلغت ابى بخبر الشقة وعدت فى اليوم التالى لأجد احد العاملين منتظرنى اسفل العمارة ويقول " ياباش مهندس حرام عليك اللى بتعمله فى ناس غلابة ، ليه كده بس"
قلت " ايه صاحب البيت عمل معاكوا حاجة" قال " لأ ياعم الشقة مسكونة ، وفتحوا دماغ الراجل اللى كان معايا " قلت " ايه التخاريف دى مسكونة ايه" قلت ذلك عندما بدأت الأحداث السابقة تعود الى ذهنى وبدأت بتفسير ماسبق من زاوية ان الشقتين فعلا بهما شئ.
المهم انى عرفت بعد كدة من اصحاب المحلات اللى تحت العمارة ان الدور الأخير مافيش حد عرف يقعد فيه اكتر من يومين ونلاقيهم هما وعفشهم مرمين على الأرض.
هنا ذهبت لصاحب العمارة وكانت معركة كلامية بينى وبينه كادت ان تصل الى قسم الشرطة ولكن حاقولهم ايه ضحك عليه وباع شقتين بعفريتهم .
بعد كدة ذهبت لمنطقة بعيدة شوية عن العمارة وجبت عاملين حتى يقوموا بتنظيف الشقتين واشتريت المستلزمات وطلعت معاهم ودخلنا الشقة الأولى(يمين) وبدأو فى التنظيف وفعلا لم يحدث اى شئ غير شئ بسيط جدا ان حذاء احد العمال ضاع ولم يعثر عليه (حتى الأن).
ثم ذهبنا الى الشقى الثانية وكانت الساعة حوالة السادسة مساءا وبدأت عملية النظافة وبدأت معها عملية اخرى كانت كل ادوات النظافة تطير وتسقط علينا حتى انه ولأول مرة فى حياتى انزف من دماغى فلقد جرحت اعلى رأسى .
خرجنا من الشقة ونحن نقع ونجرى وانغلق الباب خلفنا بقوة حتى دخلنا الشقة الأولى وكان معى شنطة بها اوراق تركتها على الأرض وجدتها معلقة فى الهواء فى منتصف الصالة . هنا انهار احد العمال وحملته مع زميله الى اسفل وقابلت اخو صاحب العماره وقلت له " فعلا حسبى الله ونعم الوكيل فيك انت واخوك، واقسم بالله انا عندى عمال تهد البيت على دماغكوا، بس مش عايز اعمل مشاكل واعلاف ان الله يمهل ولا يهمل" قلت هذه الجملة بصوت عالى جدا حتى ان الناس تجمعوا .
"
(تابع الجزء الثانى)
بعدها طلعت الشقة الأولى وقفلت الباب عليه وجلست على الأرض فى احد الأركان وانا امسك راسى بعد وضع لصق طبى عليها واضع راسى على رجلى واغمضت عينى ولم ادرى بشئ فلقد نمت حتى افقت فى ساعة متأخرة ووجدت طبعا ظلام رهيب ، بصراحة ماخبيش عليكوا انا اترعبت وقمت جريت ذى المجنون وانا بقول بصوت عالى "الباب فين " هنا حدث امر عجيب جدا انفتح باب الشقة بدون تدخل منى والجزء الذى عند الباب كان به اضاءة خافتة مجهولة المصدر وكأن شخصا ما ينير لى الطريق حتى اخرج من الشقة .
هنا توقفت واستدرت ونظرت فى ظلام الشقة وقلت " مين معايا فى الشقة "
عندها انغلق باب الشقة بهدوء وانتقل الضوء الى الحائط امامى عندها رأيت ………
"