مجموعة قصص من حياة الصحابى الجليل عمرو بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه قصة جميلة تبين عدل وحكمة وصفاء ونقاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه إخوانى فى الله سوف أبدأ معكم اليوم فى كتابة مختصر لصفات عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبعض من فضائله وأسرد لكم أول قصة بإذن المولى جل وعلا
أولا : التعريف بعمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب هو : أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى العدوى أمير المؤمنين , وثانى الخلفاء الراشدين , صاحب الكرامات , وقائد الفتوحات , أعز الله به الإسلام , ورفع به عن المؤمنين الآلام , وضرب السياط والحسام , فرق الله به بين الحق والباطل , وله السبق فى الأوائل , وافق رأيه القرآن , وانتشر على يده الدين والإيمان , ويخشاه الشيطان , رجل الشدائد , وقاضى الحوائج , صاحب الوقار والهيبة , وسراج أهل الجنة , الشديد فى لين , المسامح دون تقصير , سريع الدمعة , بهى الطلعة , خادم العجائز , وعون العائز , الإمام العادل , والخليفة الفاضل , شهد الوقائع , وللدين حصن دافع , أول من صلى عند الحرم علنا , وهاجر جهرا , له لسان صدق , وعرف بالحق , لايخشى فى الله لومة لائم , ولحدود الله قائم , يلتقى نسبه مع نسب النبى صلى الله عليه وسلم فى كعب بن لؤى بن غالب , ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة , وأسلم قبل الهجرة بخمس سنوات .
ثانيا : بعض فضائله
قال النبى صلى الله عليه وسلم :" إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ".
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" لو كان نبيا بعدى لكان عمر ".
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" كان فيمن قبلكم محدثون , وإن يكن فى أمتى لكان عمر ".
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :" إنى لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر ".
المرأة التى سمع الله حديثها
كانت تتلمس الطريق بعصا فى يدها , قوست الأيام ظهرها , وأثقلت كاهلها , استوقفت عمر بن الخطاب رضى عنه الذى كان يتوسط القوم , ومالت به إلى جانب الطريق .
دنا عمر رضى الله عنه ووضع يده على منكبيها , وأرهف إليها السمع , وظل طويلا يصغى إلى صوتها الضعيف الذى سرى متباطئا إلى أذنه , ولم ينصرف حتى قضى لها حاجتها .
وعندما ذهب عمر رضى الله عنه إلى القوم الذين طال وقوفهم , قال رجل : يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز ؟!
قال عمر رضى الله عنه : ويحك ! أتدرى من هذه ؟!
قال الرجل : لا
قال عمر رضى الله عنه : هذه إمرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات !! هذه خولة بنت ثعلبة , والله لو لم تنصرف عنى إلى الليل ما إنصرفت حتى تقضى حاجتها
العجوزة الشاعرة
فى كوخ صغير يقع أقصى المدينة لاح ضوء مصباح يحاول إختراق الظلام فى ضعف .
إقترب عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الكوخ , فإذا بعجوز تجلس فى ثوب أسود تائهة فى العتمة التى لم يستطع المصباح هتكها , تردد فى شجا :
على محمد صلاة الأبرار = صلى عليك المصطفون الأخيار
قد كنت قواما بكى الأسحار = ياليت شعرى والمنايا أطوار
هل تجمعنى وحبيبى الدار
أهاجت هذه الكلمات الماضى الهاجع فى فؤاد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتذكر الأيام الخوالى , فبكى وسحت دموعه هادرة , وقرع الباب عليها .
فقالت : من هذا ؟
قال وهو يغالبه البكاء : عمر بن الخطاب .
قالت : ومالى ولعمر ؟ ومايأتى بعمر هذه الساعة ؟
قال : افتحى – رحمك الله – فلا بأس عليك , ففتحت له فدخل .
فقال : رددى على الكلمات التى قلت آنفا , فرددت عليه , فلما فرغت منها , قال : أسألك أن تدخلينى معكما .
قالت : وعمر فاغفر له ياغفار .
فرضى ورجع .
الصبى الجائع
اهتزت المدينة , وعجت الطرقات بالوافدين من التجار الذين نزلوا المصلى , وامتلأ المكان بالأصوات .
فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟!
فباتا يحرسان ويصليان ماكتبا الله لهما , فسمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه صوت صبى يبكى , فتوجه ناحية الصوت , فقال لأمه التى تحاول إسكاته : اتقى الله واحسنى إلى صبيك .
ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبى مرة أخرى , فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك , ثم عاد إلى مكانه , فلما كان فى أخر الليل سمع بكائه , فأتى أمه فقال عمر رضى الله عنه فى ضيق : ويحك إنى أراك أم سوء , ومالى أرى إبنك لايقر منذ الليلة ؟!
قالت الأم فى حزن وفاقة : ياعبد الله قد ضايقتنى هذه الليلة إنى أدربه على الفطام , فيأبى .
قال عمر رضى الله عنه فى دهشه : ولم ؟
قالت الأم فى ضعف : لأن عمر لايفرض إلا للفطيم .
ارتعدت فرائص عمر رضى الله عنه خوفا , وقال فى صوت متعثر : وكم له ؟
قالت : كذا وكذا شهرا .
قال عمر رضى الله عنه : ويحك لاتعجليه .
ثم إنصرف فصلى الفجر ومايستبين الناس قراءته من غلبة البكاء , فلما سلم قال : يابؤسا لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين ؟!
ثم أمر لكل مولود فى الإسلام , وكتب بذلك فى الأفاق .
العجوز العمياء
فى بيت صغير بأطراف المدينة , عاشت إمرأة عجوز عمياء ليس لها من حطام الدنيا إلا شاة , ودلو , وحصير من الخوص أكل الزمان أطرافها , وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتعاهد هذه المرأة من الليل , فيستسقى لها ويصلح حالها , وظل على ذلك فترة .
وذات يوم جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى البيت , فوجد كل شئ مرتبا ومعدا , فعلم أن غيره سبقه إليها فأصلح ماأرادت , فجاءها غير مرة وكل مرة يجد أن غيره سبقه إلى البيت فنظفه , وأصلحه .
فاختبأ عمر رضى الله عنه فى ناحية قريبا من البيت ليعرف من هذا الذى يسبقه , ظل قابعا مده , وفجأة رأى رجلا يقترب من البيت فطرق الباب , ثم دخل … إنه أبو بكر الصديق رضى الله عنه وهو يومئذ خليفة المسلمين .
خرج عمر رضى الله عنه من مكمنه وقد إستبان له الأمر يحدث نفسه إعجابا بالصديق رضى الله عنه : أنت لعمرى … أنت لعمرى .