تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سؤال يحيرني ,,علم الغيب

سؤال يحيرني ,,علم الغيب 2024.

  • بواسطة
السلام عليكم جميعا

في الاية الكريمة رقم : 30 من سورة البقرة

""وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُّفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ""

بطبيعة الحال وبدون ادنى شك علم الغيب لا يختص به الا الله عز وجل ولكن السؤال :
– اولا كيف عرفت الملائكة ان الله سيخلق مخلوقات فيها دم (الانسان طبعا ) مع انه كان يمكن لله ان يخلق اي كائن اخر ولكن الملائكة ادركت التركيبة الحيوية للانسان وهو طبعا يعد من علم الغيب ؟؟؟
-ثانيا كيف ادركت الملائكة ان ما سيجعله الله خليفة في الارض سيسفك الدماء وهذا ايضا يعد من علم الغيب ؟؟؟؟
الرجاء ان اجد جوابا شافيا

شكرا

انشاء الله تجدين الإجابه عند مراقبنا القدير ابن بطوطه وشيخنا الفاضل
زياد الهمامى
كيف عرفت الملائكة أن بني آدم سيفسدون في الأرض؟.

إنّ الله تعالى قال مخبراً الملائكة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ، فقالت الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة:30)

والسؤال هنا من أين حصل العلم للملائكة بأن بني آدم سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء؟ والجواب على ذلك:

(1) قيل: إنّ ذلك حصل لها من إعلام الله تعالى لها بذلك.
قال قتادة: ((كان الله أعلمهم أنه إذا جعل في الأرض خلقاً أفسدوا وسفكوا الدماء, فسألوا حين قال تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) أهو الذي أعلمهم أم غيره؟ فلذلك قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)) (الطبري).

وقال ابن زيد: ((إنّ الله تعالى أعلمهم أنّ الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء، فقالوا لذلك هذه المقالة)) (الطبري).

وعلى هذا المذهب هناك حذفٌ مقدر حيث إنّ المعنى هو: إني جاعل في الأرض خليفة يفعل كذا وكذا, قالوا أتجعل فيها الذي أعلمتنا إياه أم غيره؟.

(2) وقيل: إنّ ذلك حصل لها من جهة الاستنباط والفهم واستخراج العلم من قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ففهموا عند سماعهم لفظ خليفة أنّ من بني آدم من يفسد, إذ الخليفة المقصود منه الإصلاح وترك الفساد.

وعلى هذا المذهب يكون قول الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) على غير يقين من علم تقدم لها بذلك، وإنما على سبيل الرأي والظن.

(3) وقيل: إنّ ذلك حصل لها من خلق الجن قبل آدم وسكناهم الأرض، حيث رأت وعلمت ما كان من إفسادهم في الأرض وسفكهم الدماء.
قال ابن عباس: ((فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا)) (الطبري). وقال الربيع بن أنس: ((إنّ الله خلق الملائكة يوم الأربعاء, وخلق الجن يوم الخميس, وخلق آدم يوم الجمعة, قال: فكفر قوم من الجن فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم, فكانت الدماء وكان الفساد في الأرض فمن ثم قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها)) (الطبري).

فقول الملائكة هنا على سبيل قياس بني آدم على الجن. وهذا المذهب يستلزم الإقرار بأن الجن سكنوا الأرض قبل أن يسكنها بنو آدم وفسدوا فيها وسفكوا الدماء.
وهذه الأقوال الثلاثة أقوال جيدة ولا بأس بها, وأي واحد منها كاف للإجابة على السؤال الذي سألناه وهو: كيف عرفت الملائكة أن بني آدم سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء؟.

وقد رجح الإمام الطبري القول الأول ولم يقل بفساد الثالث ولم يذكر الثاني. أما الإمام القرطبي فقد ذكر الأقوال الثلاثة وقال عن القول الثالث: حسنٌ وعن القول الثاني: أنه حسن جدا.
ومن المفيد أن نذكر هنا أنّ قول الملائكة لله تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) ليس على سبيل الإنكار لأنّ الله امتدحهم فقال: (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (الأنبياء:27)، وهم قد جبلوا على الطاعة (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)، وإنما ذلك:
(1) إما على سبيل التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان الله لمن يستخلفه في الأرض مع أنه ينعم عليه.
(2) وإما على سبيل الاستعظام من استخلاف الله من يعصيه أو عصيان الله من يستخلفه في الأرض.
(3) وإما على تعميم الحكم على الجميع بالمعصية, فبين الله لهم أن فيهم من يفسد وفيهم من لا يفسد.
(4) وإما على سبيل الاستخبار والاسترشاد عما لم يعلموا في هذه المسألة,

والله أعلم.

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدوء المشاعر
كيف عرفت الملائكة أن بني آدم سيفسدون في الأرض؟.

إنّ الله تعالى قال مخبراً الملائكة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ، فقالت الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة:30)

والسؤال هنا من أين حصل العلم للملائكة بأن بني آدم سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء؟ والجواب على ذلك:

(1) قيل: إنّ ذلك حصل لها من إعلام الله تعالى لها بذلك.
قال قتادة: ((كان الله أعلمهم أنه إذا جعل في الأرض خلقاً أفسدوا وسفكوا الدماء, فسألوا حين قال تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) أهو الذي أعلمهم أم غيره؟ فلذلك قالوا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)) (الطبري).

وقال ابن زيد: ((إنّ الله تعالى أعلمهم أنّ الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء، فقالوا لذلك هذه المقالة)) (الطبري).

وعلى هذا المذهب هناك حذفٌ مقدر حيث إنّ المعنى هو: إني جاعل في الأرض خليفة يفعل كذا وكذا, قالوا أتجعل فيها الذي أعلمتنا إياه أم غيره؟.

(2) وقيل: إنّ ذلك حصل لها من جهة الاستنباط والفهم واستخراج العلم من قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ففهموا عند سماعهم لفظ خليفة أنّ من بني آدم من يفسد, إذ الخليفة المقصود منه الإصلاح وترك الفساد.

وعلى هذا المذهب يكون قول الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) على غير يقين من علم تقدم لها بذلك، وإنما على سبيل الرأي والظن.

(3) وقيل: إنّ ذلك حصل لها من خلق الجن قبل آدم وسكناهم الأرض، حيث رأت وعلمت ما كان من إفسادهم في الأرض وسفكهم الدماء.
قال ابن عباس: ((فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا)) (الطبري). وقال الربيع بن أنس: ((إنّ الله خلق الملائكة يوم الأربعاء, وخلق الجن يوم الخميس, وخلق آدم يوم الجمعة, قال: فكفر قوم من الجن فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم, فكانت الدماء وكان الفساد في الأرض فمن ثم قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها)) (الطبري).

فقول الملائكة هنا على سبيل قياس بني آدم على الجن. وهذا المذهب يستلزم الإقرار بأن الجن سكنوا الأرض قبل أن يسكنها بنو آدم وفسدوا فيها وسفكوا الدماء.
وهذه الأقوال الثلاثة أقوال جيدة ولا بأس بها, وأي واحد منها كاف للإجابة على السؤال الذي سألناه وهو: كيف عرفت الملائكة أن بني آدم سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء؟.

وقد رجح الإمام الطبري القول الأول ولم يقل بفساد الثالث ولم يذكر الثاني. أما الإمام القرطبي فقد ذكر الأقوال الثلاثة وقال عن القول الثالث: حسنٌ وعن القول الثاني: أنه حسن جدا.
ومن المفيد أن نذكر هنا أنّ قول الملائكة لله تعالى: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) ليس على سبيل الإنكار لأنّ الله امتدحهم فقال: (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (الأنبياء:27)، وهم قد جبلوا على الطاعة (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6)، وإنما ذلك:
(1) إما على سبيل التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان الله لمن يستخلفه في الأرض مع أنه ينعم عليه.
(2) وإما على سبيل الاستعظام من استخلاف الله من يعصيه أو عصيان الله من يستخلفه في الأرض.
(3) وإما على تعميم الحكم على الجميع بالمعصية, فبين الله لهم أن فيهم من يفسد وفيهم من لا يفسد.
(4) وإما على سبيل الاستخبار والاسترشاد عما لم يعلموا في هذه المسألة,

والله أعلم.

اختي العزيزة شكرا على مجهودك ومرورك الكريم ولكن قبل ان اطرح السؤال قد تجولت كثيرا في قوقل ولكن لم اجد جوابا مقنعا عن معرفة الملائكة بالتركيبة الحيوية للانسان وهو (الدم)

مع فائق الاحترام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jaj
اختي العزيزة شكرا على مجهودك ومرورك الكريم ولكن قبل ان اطرح السؤال قد تجولت كثيرا في قوقل ولكن لم اجد جوابا مقنعا عن معرفة الملائكة بالتركيبة الحيوية للانسان وهو (الدم)

مع فائق الاحترام

لا شك أن خلق الملائكة كان سابقا على خلق آدم عليه السلام ، فقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشرا من طين ، ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه

يقول الله تعالى : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ص/71-7

ان شاء الله اكون افدتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.