السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي المسلم : الزهد هو خلق المسلمين المؤمنين الصادقين , يهبهم الله إياه من دون جهد لهم أو تعب أو أنهم يحاولون اكتسابه اكتساباً بعون منه و فضل و منة , يتعرفون إلى حقيقة الدنيا و الآخرة فيزهدون في الأولى و يطلبون الثانية , و ما لهم لا يطلبون الباقي على الفاني و الرفيع على الوضيع و هم الذين يسيرون في طريق الحقيقة , يبحثون عنها و عن سبل النجاة و الفوز و الفلاح , لا يشغلون أنفسهم بتوافه الأمور عن عظائمها بل يملؤون أوقاتهم بالكد و النشاط و الهمة العالية , لا يرضون لأنفسهم الخنوع و الرضا بسفاسف الأمور بل يطلبون عاليها و رفيعها , و كيف لا و هم الذين أسلموا و آمنوا و صدقوا , يتمسكون بحبل الله عزوجل ليرشدهم و ليأخذ بهم إلى مرضاته و إلى جنانه و نعيمه الأبدي , يديمون الفكر و النظر و يجاهدون أنفسهم كي يفوزوا بالجائزة الأعظم , لا يملون من سؤال أنفسهم , هل أنا على طريق الحق و هل أنا فيما يرضي الله عزوجل و هل هذه هي سنة سيد الأولين و الآخرين , يتواضعون للعلم و لا يتكبرون عليه و على الناس مخافة أن يُسلب منهم العلم و العمل , يكثرون من الدعاء و الالتجاء إلى مولاهم و هم الذين يعلمون أن العلم نعمة منه فإن أرادوه فعليهم بسؤال صاحبه و من ثم عليهم الأخذ بأسباب تحصيله , يأخذون من الدنيا ما تبلغهم الآخرة , و لا يركنون إليها مخافة الفوت و الإبعاد , يعلمون أن الظفر مع الصبر و أن النجاح ثمرة التعب و الكد و الكفاح , و أن من كان الكسل و التكاسل و الغفلة و التغافل و الركون إلى الشهوات هو ديدنه فإن الفشل المرير هو أيضاً سيكون صديقه .
أخي المسلم : لن يزهد أحد في شيء إلا إذا عرف حقيقته الوضيعة , و أما من توارى خلف حجب من الغفلة و فساد المنطق فإنه سيتخبط في حكمه على الأشياء حتى إذا ما بانت هذه الأخيرة على حقيقتها في ساعة لا ينفع فيها ندم عض ذاك المتغافل و هذا الفاسد على أصابعهما و ضاقت بهما الدنيا و تمنيا الأماني و لكن هيهات هيهات .
– عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا , فقلت : لا يا رب و لكني أشبع يوما و أجوع يوما , فإذا جعت تضرعت إليك و ذكرتك و إذا شبعت حمدتك و شكرتك .
الراوي : أبو أمامة الباهلي – المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم 5417 – خلاصة حكم المحدث :حسن
– الزهد في الدنيا يريح القلب و البدن , و الرغبة فيها تكثر الهم و الحزن , و البطالة تقسي القلب .
الراوي : عبد الله بن عمرو بن العاص – المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم 4596- خلاصة حكم المحدث : حسن
– من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له , و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة .
الراوي : زيد بن ثابت – المحدث : الألباني – المصدر : السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم 950 – خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد رجاله ثقات .
– زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) آل عمران
– وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) القصص
– وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) الزخرف
– فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) القصص
– مراجع : الدرر السنية , الموسوعة الحديثة
الإمام أبي حامد الغزالي – إحياء علوم الدين
– الآيات القرآنية مكتوبة بقراءة حفص عن عاصم من موقع عبد الدائم الكحيل
جزاك الله كل خير
وجعله في موازيين حسناتك
جزاك الله خيراً
نفع الله بك وزادك من فضله
اسال الله لك التوفيق والسداد
وان يصلح قلوبنا واحوالنا