أما بعد:
سيتركز الحديث حول بعض الأخطاء المهمة التي يقع فيها الرجل "تجاه زوجته"، مع توضيح الصورة المشرقة الصحيحة لتعامل سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام مع زوجاته أمهات المؤمنين.
أولا: عدم تعليم الزوجة تعاليم دينها.. وأحكام شريعتها..
فهناك من النساء من لا يعرفن كيف يصلين الصلاة الصحيحة!!
ومنهن من لا تعرف أحكام الحيض والنفاس !!
ومنهن من لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها معاملة شرعية!! أو كيف تربي أبناءها تربية إسلامية!!
بل قد يقع البعض منهن في الشرك والعياذ بالله وهن لا يشعرن .. كالنذر لغير الله، والسحر والكهانة.
ولكن وبالمقابل تجد كل همها أن تتعلم كيف تعمل الطبخة الفلانية وكيف تجهز الأكلة الفلانية لأن زوجها يسألها عن ذلك.
ولكن كيف تتوضأ للصلاة؟!
وكيف تؤديها؟!
هذا أمر لا يهتم به الزوج ولا يسأل عنه .. وهذا لا شك تضييع لمبدأ التعاون على البر والتقوى كما قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) المائدة، الآية: 2، وإخلال بالمسؤولية التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهله" وحسبك أن تعلم أهمية العلم الشرعي للمرأة المسلمة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج امرأة لرجل وجعل صداقها شيئا من كتاب الله. كما أنه صلى الله عليه وسلم خصص يوما للنساء يعظهن فيه.
أيها الزوج الكريم: إن طرق وسائل تعليم المرأة أمور دينها كثيرة ـ ولله الحمدـ نذكر لك بعضها:
1- تهديها كتبا عن الإسلام وأحكامه وتناقشها فيها.
2- تهديها شريطا وتطلب منها أن تلخص لك ما ذكره المحاضر في محاضرته.
3- تحضرها إلى الدروس والندوات والمحاضرات التي يلقيها المشايخ وطلبة العلم في المساجد.
4- تتدارس معها كتابا من الكتب مثل: رياض الصالحين أو كتاب التوحيد.
5- تخبرها كل جمعة عن موضوع الخطبة وتناقشها فيه.
6- تربطها بصحبة صالحة وتساعدها على حضور مجالس الذكر معهن.
7- تحرص على حضورها ـ إن أمكن ـ إلى المراكز النسائية التي تقوم على إدارتها الصالحات من النساء.
8- تكون في بيتك مكتبة فيها مجموعة من الكتب الإسلامية وتحثها على الاطلاع والقراءة.
9- تخصص هدية شهرية لها إن هي حفظت من كتاب الله بعض السور أو الآيات.
10- تحثها على استماع إذاعة القرآن الكريم.
ثانيا: تلمس الزلات وتتبع العثرات :
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما يرويه جابر رضي الله عنه قال : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا". وذلك مخافة أن يتخونهم، أو يتلمس عثراتهم، ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره أو جوف بيته ؛ بل على الزوج أن يتحمل ويتغاضى عن تقصير زوجته في بعض حقوقه .. وتباطئها في تنفيذ بعض أوامره وأن لا يكثر من المحاسبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا".
والحديث فيه فوائد عديدة منها:
إن تقويم الإعوجاج يكون برفق حتى لا يكسر، ولا يترك فيستمر على عوجه .. خاصة إذا تعدى الإعوجاج من نقص هو في طبيعة المرأة إلى معصية بمباشرة منكر أو ترك واجب.
قال ابن حجر: وفي الحديث "سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمها فاته الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه،فكأنه قال : الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها"
الله يعطيك العافية
موضوع رااااائع ومفيد
والله لايحرمنى من جديدك
تقبل مروري