*ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ، ﺃﻱ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﺧﻀﺎﻋﺎً ﻛﺎﻣﻼً ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻷُﻡ. ﻭﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﺗﻌﻘﺪ ﺁﻣﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻭﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﻴﺪ ﺃﻭ ﺷﺮﻁ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﻫﺬﺍ، ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻀﻊ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺸﻞ.*
*ﺗﻠﺠﺄ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ، ﺣﺴﺐ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﺒﺪﻱ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً، ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ. ﻭﻫﻲ ﺃﻡ ﻣﺘﻄﻠﺒﺔ، ﺿﻨﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺧﻴﺎﺭﺍً ﻟﻠﻄﻔﻞ، ﻻ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﻭﻻ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺘﺨﺬﻩ، ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ.*
*ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺪﻣﺮﺓ
*
*ﺇﻥّ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻛﻴﺎﻧﻪ. ﻓﻬﻮ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﺣﺴﻪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ. ﻟﺬﺍ، ﻗﺪ ﻳﻄﻮﺭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺃﻡ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻭﻣﺘﺴﻠﻄﺔ، ﺻﻔﺔ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
*
*- ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺪﻭﻧﻴﺔ ﻭﺑﻘﻠﺔ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ: ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﻬﻤﻞ "ﻻ ﻳﺮﻯ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ"، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﺮﺃﻳﻪ، ﻭﺑﺄﻧّﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﺡ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻻ ﻣﺼﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ.*
*- ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ: ﻷﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧّﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺤﺐ ﺃﻣﻪ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ، ﻭﺃﻥ ﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ، ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﻣﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻃﺎﻋﺘﻪ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺣﺴﻦ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻓﻘﻂ، ﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻭﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ.*
*-ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ: ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺑﻨﻮﺍﻳﺎ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﻋﻮﺍﻃﻔﻬﻢ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻴﻤﺔ. ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ "ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻣﻨﻲ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺩﻓﻌﻪ ﻟﻪ؟". ﻭﻷﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻋﺘﺎﺩ "ﻛﺴﺐ" ﻣﺤﺒﺔ ﺃﻣﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻡ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻳﻨﻤﻮ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﻣﺂﺭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻭﺃﻱ ﺷﺨﺺ.*
*-ﻋﺪﻡ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺣﺪﺳﻪ: ﺇﻥّ ﻃﻔﻞ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ. ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻫﺎﻣﺶ ﺿﻴﻖ ﺟﺪّﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻔﺮﺽ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻟﺬﺍ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺪﺱ، ﻷﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻤﻠﻪ.*
*-ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺳﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ: ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷُﻡ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻭﻷﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺩﻭﺭﺍً ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺒﻪ، ﻓﻬﻮ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﻴﻦ.*
*- ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺧﻮﺽ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ: ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻂ ﺍﻷُﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﺸﺘﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﻃﺮﻕ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺎ، ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ. ﻟﺬﺍ، ﻧﺠﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺪﻉ. ﻭﻫﻮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻛﻴﺎً ﻭﻣﺒﺪﻋﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ.*
*
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ
*
*ﻳﺆﺛﺮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻣﺮﻭﻧﺔ ﺫﻫﻨﻪ. ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻰ:
*
*-ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ: ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﻔﻞ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ. ﺇﺫ ﺇﻧّﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺇﻣﺎ ﺃﺑﻴﺾ ﺃﻭ ﺃﺳﻮﺩ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺢ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ، ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻴِّﺪ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﻴِّﺊ، ﻭﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻏﻤﻮﺽ ﺃﻭ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻵﺭﺍﺀ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺇﻣّﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺟﻴِّﺪﻭﻥ ﺃﻭ ﺳﻴﺌﻮﻥ، ﻣﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻴﻌﻴﻦ.**-ﻋﺪﻡ ﺗﺄﻛﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ: ﺇﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻷُﻡ ﻣﺘﺴﻠﻄﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻪ، ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﺣﺪﻩ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪ ﻭﺫﺍﻙ ﺳﻴﺊ. ﻓﻬﻮ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ، ﻭﻣﻦ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺿﻐﻂ ﺍﻷﻫﻞ.**
ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ
*
*ﻳﺆﺛﺮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ. ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ:
*
*-ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺃﻣﺮ ﺧﻄﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ: ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ، ﺃﻥ ﻛﺒﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﻳﺨﻔﻔﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ. ﻟﺬﺍ، ﻳﺴﻌﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺠﺪﻱ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﺮﺯﻳﻦ.*
*-ﻋﺪﻡ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ: ﺗﻌﻠّﻢ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ، ﺃﻥّ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻣﺮﻓﻮﺽ. ﺇﻥ ﺭﻓﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ.. ﺇﻟﺦ. ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﻌﺎﺽ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧّﻪ ﻃﻔﻞ ﺳﻴﺊ ﺇﺫﺍ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻣﺜﻼً. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ.*
*- ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃ، ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ": ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ، ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻣﺰﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺫﺍﺕ ﻗﻴﻤﺔ. ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺨﺎﻃﺮ ﺍﻷُﻡ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺑﺎﺭﺩﺍً ﻋﺎﻃﻔﻴﺎً ﻭﻳﻮﺍﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺻﺪﺍﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.*
*ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ: ﻷﻥّ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﺗﺠﺒﺮ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﻭﻷﻧّﻬﺎ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﻭﺗﺮﺍﻗﺒﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺎ، ﻭﻷﻧّﻬﺎ ﺗﻨﺘﻘﺪﻩ ﻭﺗﻌﺎﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻘﻠﻖ ﺩﺍﺋﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺻﺤﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ.*
*- ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺎﺭ ﺩﺍﺋﻤﺎً: ﻳﺸﻌﺮ ﻃﻔﻞ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻧﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎً، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺍﻷُﻡ (ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ، ﺇﻫﻤﺎﻟﻪ، ﻋﺪﻡ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.. ﺇﻟﺦ)، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻧّﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺳﻴﺊ ﻛﻠﻤﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﺃﻣﻪ.*
*
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻠﺒﻲ
*
*ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ:
*
*- ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻬﻤﺠﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ: ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻃﻔﻞ ﺍﻷُﻡ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ ﺃﻧّﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺟﻴﺪ ﻭﻣﻐﺮٍ. ﺇﺫ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻧﻄﺒﺎﻉ، ﺃﻥ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ (ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ، ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ) ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ"، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺩﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ.
*
*-ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ: ﺇﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺃﻡ ﻣﺘﺴﻠﻄﺔ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻩ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ. ﻟﺬﺍ، ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷُﻡ، ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺨﻀﻮﻉ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﺪﺍﺩﻩ.
*
*ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﺩﻟﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ، ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ، ﻣﺜﻞ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﺤﻮﻝ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻣﺜﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﻌﺪﺍﺋﻴﺔ.. ﺇﻟﺦ. ﻭﻟﻜﻦ، ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻭّﻻً، ﺃﻥّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺑﻰ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻸﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻱ، ﻳﻤﻜﻦ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺑﻰ ﺗﺤﺖ ﻛﻨﻒ ﺃﻡ ﺣﺎﺯﻣﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺤﺒﺔ، ﺃﻭ ﺃﻡ ﻣﺘﺴﺎﻫﻠﺔ. ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً، ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﺑﻄﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ.*