الذكريات جزءٌ لا يتجزأ من شخصية الإنسان، فهي تبقى عالقةً في الذهن بحلوها ومرها، وبعض الذكريات ترافق الأفراد مدى الحياة، وبعضها المؤلم الذي يتسبب في الأذى لأصحابه، لذا دأب العلماء في البحث عما يساعد الأفراد من التخلص من ذكرياتهم المؤلمة، وذلك بتوصلهم إلى علاجات طبية تهدف إلى إعادة تشكيل الذكريات لدى الإنسان بما يضمن الاحتفاظ بالجيد منها والتخلص من تلك التي تحمل آلاماً بين طياتها وقد تكون سبباً في الإضرار به بقية العمر.
وكانت بعض الدراسات قد أجريت مؤخراً وعرف الباحثون من خلال نتائجها أنه من الممكن التوصل لعلاجات يمكن الارتكاز عليها لمواجهة مشكلات الصحة العقلية. وأوضح الباحثون كذلك أن اضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الإدمان تتوقف على الذكريات التي تثير سلوكيات إشكالية، مثل الخوف المفزع الذي ينتج عن الضوضاء الصاخبة أو الرغبة الشديدة التي تتولد عند رؤية الأدوات الخاصة بالمخدرات.
وكان تقرير أعده أحد الباحثين العاملين في جامعة ايموري البحثية التي تقع بولاية جورجيا الأميركية أظهر أن عقار sr-8993، الذي يعمل على المستقبلات الأفيونية بالدماغ، يمكنه أن يحول دون تكوّن ذكريات الخوف. وبينما يسعى الباحثون لتطوير علاجات أكثر استهدافاً، فإنهم سيحتاجون في الأخير لفهم الطريقة التي تقوم من خلالها خلايا الدماغ العصبية بترميز كل ذكرى من الذكريات.