الظلم ظلمات يوم القيامة
ما فشـا الظلم في أمة إلا أهلكها، وما ظلم رب أسرة أسرته إلا كرهته، ولا ظلم صاحب عمل عماله إلا انتفضوا عليه.
1" يظن بعض الناس أن أموال غير المسلمين ودماءهم مستباحة على كل حال، فتجده يتساهل في عدم تسليم العمال من غير المسلمين مستحقاتهم من رواتب أو أجرة عمل، وقد ينكر ذلك ظنا أن كفرهم يسوِّغ له أكلها، ولا شك أن هذا خطأ بيِّن وظلم ظاهر. عن أَنَسَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كان كَافِراً فإنه ليس دُونَهَا حِجَابٌ".
2" وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال "ألا مَن ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ منه شيئا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يوم الْقِيَامَةِ".
3" كثير مِن الظلمة لا يباشر الظلم بنفسه بل تجد له أعوانا يعينونه ويسهِّلونه عليه ولا يعلمون أنهم في الإثم سواء؛ قال تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" "المائدة:2"، وعن جَابِرٍ رضي الله عنه قال: لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ، وقال "هُمْ سَوَاءٌ ".
4" قال النووي رحمه الله تعالى: "هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين والشهادة عليهما وفيه تحريم الإعانة على الباطل" ا.هـ.
5" وقال الخطابي رحمه الله تعالى "سوّى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين آكل الربا وموكله إذ كل لا يتوصل إلى أكله إلا بمعاونته ومشاركته إياه، فهما شريكان في الإثم كما كانا شريكين في الفعل، وإن كان أحدهما مغتبطاً بفعله لما يستفضله من البيع والآخر منهضماً لما يلحقه من النقص" ا.هـ.
6" وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم مَن أعان ظالما بعقوبات منها: قوله صلى الله عليه وسلم "مَن أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع". وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله". ويقول عليه الصلاة والسلام "مَن أعان ظالما ليُدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله".
7" من الأمور التي قد تفتك بالظالم فتكا عظيما دعوة المظلوم، تلك الدعوة التي قالها صادقا مَن تفطر قلبه كمدا بسبب الظلم، وقد وعده الله تعالى بالإجابة، قال عليه الصلاة والسلام "وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ". وقال عليه الصلاة والسلام: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".
8" قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
أدِّ الأمانة، والخيـانةَ فـاجتنب
واعدل ولا تظلم يطيب المكسب
واحذر من المظلـوم سهما صائبا
واعلـم بأن دعـاءه لا يحجـب
وقال ابن الوردي رحمه الله تعالى: إياك مِن عسف الأنام وظلمهم واحذر من الدعوات في الأسحار
الله يعطيك العافيه ع الموضوع الرئع