الأردن في العهد العثماني
(1516-1918ميلادي)
اعترت الأردن فترة من الركود امتدت طيلة حكم العثمانيين الذي امتد أربعمائة عام. وكان جل اهتمام العثمانيين منصباً على حماية الطرق التي تسلكها قوافل الحجاج في طريقها إلى مكة والمدينة وذلك من اعتداء القبائل التي تعيش في الصحراء وتزويد تلك القوافل بالطعام والماء. من أجل هذا بنى العثمانيون عدداً من القلاع في قصر الضبع، قصر قطرانه وقلعة الحسا. لكنهم مع ذلك لم يتمكنوا من توفير الحماية اللازمة بسبب ضعف العثمانيين . وبقي البدو سادة الصحراء دون منازع ولم تتأثر سيادتهم تلك بعامل الزمن وتغير الحكام. لكن السكان الحضر في المدن أخذوا بالتناقص وباتت أعدادهم في انخفاض مستمر وأقفرت مدناً وقرى برمتها وساءت الزراعة وانتقلت الأسر والقبائل من قرية لأخرى. وبقي الحال هكذا حتى حدوث الهجرات من البلدان المجاورة والتي كان يقوم بها الفارين من دفع الضرائب وضحايا النزاعات أثناء الحكم العثماني في سوريا وفلسطين ، وهجرات المسلمين من قبائل الشراكس والشيشان الفارة من ظلم الحكم الروسي والذين قدموا للأردن وسوريا والعراق وتركيا وسكنوا فيها.
وقد عانى الأردن من الإهمال الذي أصاب تطور بنيته التحتية في العهد العثماني وكان ذلك على سبيل المثال في الأعمال الإنشائية للدولة العثمانية والتي كانت تقام إذا كانت ذات مدلول ديني فقط وبناء على هذا بنت قصر القطرانة لأنه يحمي قوافل الحجاج أما معظم المدارس والمستشفيات والحمامات والآبار ودور الأيتام فبقيت مهملة جداً. وكان أهم الأعمال والمشاريع الإنشائية في ذلك الزمن مشروع إنشاء خط سكة حديد الحجاز الذي كان يبدأ من دمشق حتى المدينة المنورة وأنشأ عام 1908. لكن الجزء الذي يصل المدينة المنورة لم يتم بناءه وبالتالي أصبحت سكة الحديد أداة مفيدة لنقل الجيوش العثمانية والتموين لتصل قلب الأراضي الحجازية. لذا تعرضت السكة لهجمات عديدة وجهت إليها خلال الثورة العربية الكبرى في الحرب العالمية الأولى.
جلب السكان الذين قطنوا المنطقة في عهد الدولة البيزنطية والرومانية المياه من مساحات شاسعة إلى المدن والبلدات والقرى والابنية وهو ما يعرف اليوم بالمساقط المائية. وقد كشفت الدراسات التي اجرتها دائرة الاثار العامة في منطقة القطرانة، عن وجود قنوات لجر المياه تربط المنطقة من وادي الحسا بالوديان القربية والبركة الرئيسية. لقد كانت الحاجة الماسة للمياه للاستخدامات اليومية واستخدامات أخرى هي الدافع الرئيسي لإنشاء وتصميم هذه الأنظمة المائية المتميزه. فالنظام المائي في قصر القطرانه يتألف من قناتين وحوض ترسيب وبركة واسعة لجمع وحصاد المياه وبئر ماء يقع داخل القصر. فقد تم اكتشاف القناه الصخرية لنقل المياه إلى البركة حديثا. ان ما تبقى من احجار الاساس التي اكتشفت في الموقع بالقرب من الوادي، توضح بشكل دقيق الدرجة العاليه من الاتقان في التصميم والبناءتقع منطقة القطرانة وقصر القطرانه على الطريق الصحراوي الذي يربط عمان بالعقبة(المسافة بين المدينتين 335كم) على بعد 90كم جنوب عمان, على ارتفاع 790م فوق مستوى سطح البحر.كما يمر من المكان سكة الخط الحديدي الحجازي. بالإضافة إلى القلعة توجد مرافق مائية كاملة تزود السكان بمياه نظيفة للشرب، للري, وأيضا للحيوانات وهذه المرافق مكونه من سد ترابي وقناتين ناقلتين للمياه وحوض للترسيب وبركه ضخمه وبئر ر يوجد داخل القلعة لتسهيل الوصول إلى المياه. تقع البركة الرئيسية على بعد 26 مترا من القلعة ذات ابعاد من 70 x 70مترا وعمق 5.2 مترا. اما السد الترابي فأنه يبعد حوالي 75 مترا من موقع القلعة اما ابعاد بركة الترسيب فهي 38 مترا طول وعرض 6.6 مترا وعلى عمق 2.4 مترا ولا ننسى ناقلي المياه المتمثل بقناتين مزدوجتي التي يبلغ قطر كل واحدة هو 105 سم يفصل بينهما مسافة تبلغ 90 سم فهما تربطان السد الترابي بالبركة الرئيسية. اما القلعه التي تبلغ ابعادها 22.20 مترا طولا وعرضها 17.35 ومتوسط ارتفاع يبلغ 10.0-10.5 مترا ولها بوابة رئيسية تتوسط القلعه من الجانب الشرقي لها ذات ابعاد (185 سم *140 سم بسمك 35 سم). ويقع إلى جنوب الموقع وادي حنيفة الذي يمتد من الجنوب الشرقي إلى الغرب وواد اخر يسمى حفاير يلتقي مع وادي حنيفة حيث كان كلاهما سببا لبناء نظام الحصاد المائي هذا في الموقع وتأمين احتياجاته من المياه. • لقد كانت الحاجة الماسة للمياه للاستخدامات اليومية واستخدامات أخرى هي الدافع الرئيسي لإنشاء وتصميم هذه الأنظمة المائية المتميزه. فالنظام المائي في قصر القطرانه يتألف من قناتين وحوض ترسيب وبركة واسعة لجمع وحصاد المياه وبئر ماء يقع داخل القصر. فقد تم اكتشاف القناه الصخرية لنقل المياه إلى البركة ى حديثا. ان ما تبقى من احجار الاساس التي اكتشفت في الموقع, توضح بشكل دقيق الدرجة العاليه من الاتقان في التصميم والبناء.
في الاردن حوالي 150 كم جنوب العاصمة عمان وعلى بعد ستة كيلو مترات من بلدة الحسا وعلى طريق البر الشامي بنيت هذه القلعة لتخدم حجاج بيت الله الحرام , وقد ذكرت عند كثير من الرحالة منهم (المغربي) الذي مر بها في رحلته الى الديار المقدسة عام 1336 م والصفدي عام 1354 م وذكرها المؤرخ ابن طولون عام 1514 م والرحالة الخياري عام 1669 م و لويس موزيل عام 1907 م ,
غير أن تاريخ القلعة من خلال النقش الذي وجد في محراب المسجد الذي يذكر أن البناء تم في عهد السلطان مصطفى الثاني
( 1757 – 1774 ) م .
يتخذ البناء شكلا مربعا ذو طابقين الطابق الأرضي يحتوي على غرف وساحة مفتوحة وبئر ماء و أدراج صاعدة الى الأعلى وعقود على شكل نصف برميلي ,
إلا أن الطابق الثاني الذي يحتوي على مسجد وعدد من الغرف كانت تستخدم لراحة الحجيج ,
أما الطابق الثالث فهو مبني من الطوب الترابي لا تزال شواهده قائمة حتى الآن ,
أما الشواهد المرافقة للقلعة فتتمثل في بركة المياه الخارجية والطريق المرصوف الى الجهة الغربية للقلعة على طول 3 كم
و الجسر المبني فوق وادي الحسا والمدعم بأقواس على شكل عقد نصف برميلي والذي يعتبر معبرا هاما ومصرفا لمياه الوادي
والذي بني سنة ( 1730 – 1233 ) م
لحماية الحجاج من الانزلاقات الطينية .