وقال الباحث في اثار وتاريخ الأردن د.زيدون المحيسن: ان المسلة نحتت على صخرة في مرتفع شاهق على الواجهة الجنوبية الشرقية من القلعة سويت بابعاد مساحتها ستة امتار مربعة إلى جانبها ثلاثة رموز دينية وكتابات تعود إلى عصر مابين النهرين ، لا زال من الصعب التعرف عليها وأضاف في تصريح لـ"الرأي" ان أول من تعرف على النحت ، الاستاذ الجامعي المرحوم د.حمد القطامين من جامعة مؤته عام 1996 ، قام معهد الاثار الفرنسي بعد ذلك ، بمعاينة الموقع من خلال فريق من المختصين في تسلق الجبال قاموا بدراسة المسلة في ذلك المكان الاستراتيجي البارز في أحد واجهات قلعة السلع.
وقال انها نحتت على الصخر الرملي التابع لسلسلة جبال الشراه تتجه إلى الجنوب الشرقي من الجبل بأرتفاع من الاسفل يصل قرابة (35) مترا ومن قمة القلعة باكثر من عشرة امتار يبلغ طول المنحوتات ثلاثة امتار بأرتفاع مترين يمكن للناظر رؤيتها على بعد أكثر من (200) متر افقي من الجهة المقابلة ، وقال ان وقفة التمثال في المسلة توحي بالعظمة والشموخ لكن النقش تعرضت اجزاء منه للعبث من خلال اطلاق عيارات نارية من بعيد ،فيما الصورة المنحوتة ، هي للملك البابلي "نابونوئيد".
الذي يعتقد انه كان متجها من بلاد ما بين النهرين إلى الجزيرة العربية في احدى حملاته ، وجد من المناسب بعد اخضاع تيماء ،الاتجاه إلى الشمال ، طلبا للرعي والخصب ، ليستقر في مناطق آدوم التي تحتل بصيرا عاصمتهم وفي "سلع" وخربة الذريح وتل الخليفة في خليج العقبة ، وأشار إلى ان تاريخ النقش يعود إلى الفترة ما بين (555 930 – قبل الميلاد) ، عليه اشارات للقمر وللشمس ونجمة ما يشكل عددا متكاملا من الارقام يدلل على ان البابليين استعملوا العدد (3) فيما استخدم الاشوريون الاعداد من (5-8) لهذا النقش البابلي الاصل ،الذي يعود إلى فترة الحكم العائدة للتاريخ المذكور ما يدلل على اهمية النقش والمسلة في منطقة السلع ، وقال ان الملك المذكور يحمل في يديه الصولجان دلالة على الملكية ، وهو يشابه المسلة التي وجدت في حران في السعودية.