إن مفهوم المقاومة هو مفهوم ابتدعه علم النفس التحليلي اليونغي، و يعني به الحالة التي يكون في العميل غير متعاون مع الطبيب أثناء الجلسة النفسية ، أو في حالة ما إذا كان العميل غير متجاوب مع التعليمات المقدمة له فيكون في وضعية صراع و رفض لكل ما يقدمه أو يطلبه النفساني منه و هذا بهدف البقاء في الحالة الأصلية التي كان و لايزال يعيشها سواء على المستوى النفسي أو الوجداني. و يتكلم يونغ عن السيرورات النفسية البدائية التي تكون منطلق مقاومة لكل محاولة جادة للولوج إلى أعماق الجهاز النفس و اكتشاف مكمن الصراع و تظهر المقاومة في شكل تظاهرات سلوكية أو أفكار أو أفعال تدور كلها في فلك مقاومة أي خطوة نحو التعاون مع الطبيب النفسي .
و تجدر الإشارة إلى أن فكرة المقاومة نابعة من الأعمال الأولى لفرويد و كارل يونغ قام بتطوير المفهوم و توظيفه في فهم العلاقة القائمة بين الطبيب و العميل ، و هذا ما أدى إلى فهم سبب فشل العديد من الجلسات العلاجية سواء في العصاب أو في اضطرابات أخرى كالحالات البينية.
أشكال المقاومة:
تختلف أشكال المقاومة من حالة لأخرى و من اضطراب لآخر ومن أهم أشكال المقاومة توظيف الآليات الدفاعية بمنطلق مرضي فنجد مثلا العزل كميكانزم مقاومة عند الوسواسي لتفادى التصورات الصراعية الداخلية أو الصراعات الأوديبية الطفولية … أو نجد البكاء كتصرف سلوكي عند الهستيريا لتفادى الاحباط النزوي الممارس من طرف الطبيب .. و أبرز أساليب المقاومة الصمت أو عدم الكلام خاصة في حالات الصدمة كشكل أساسي في رفض العلاج النفسي… و مهما أختلف نوع أو شكل و مظهر المقاومة فالأساس في التمييز هو مبدأ رفض التعاون مع الطبيب النفسي و الرغبة الملحة في تفادى الجلسة العلاجية .
كيفية تجاوز المقاومة:
إن المقاومة تعتبر مؤشر هام لوجود صراع داخلي مهما اختلفت طبيعته و تجاوز مقاومة العميل لا يعتبر شيء سهل لأنه أساس بداية العلاج النفسي . و الأسلوب الفعال في تجاوز المقاومة هو محاولة كسب ثقة العميل و هذا يكون بحسب قدرة الطبيب أو المختص في فهم التركيبة النفسية لعميله إضافة إلى مستوى تكوينه و قدرته على التحليل الجيد لكل سلوكات العميل، تصرفاته، إيماءته..الخ
تحياتي
أسير الروح