* تلوث مميت وأظهرت نتائج الدراسات الطبية خلال العقدين الماضيين أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وعدم انتظام ضربات القلب، وخاصة عند الناس الذين لديهم بالفعل عوامل خطورة الإصابة بهذه الأمراض الشريانية، مثل مرضى السكري ومرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى اضطرابات الكولسترول والمدخنين.
وكانت عدة مراجعات علمية لنتائج هذه الدراسات، بما في ذلك «بيانان علميان» scientific statement صادران عن جمعية القلب الأميركية، وصفت جميعها النتائج العلمية وتوصلت إلى أن تلوث الهواء يشكل خطرا على صحة القلب والأوعية الدموية. ويمكن لأحدنا المساعدة في حماية صحته وصحة عائلته، وجيرانه، وعموم المجتمع من المخاطر الناجمة عن تلوث الهواء، بما في ذلك الخطر على صحة القلب والأوعية الدموية. وكانت وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة (EPA)، ورابطة القلب الأميركية، ورابطة الجلطة الأميركية، والكلية الأميركية لأمراض القلب قد نشرت نشرة موجزة عن «أمراض القلب والسكتة الدماغية وتلوث الهواء الطلق». وهذه المقالة تقدم المشورة للمرضى وتستند جزئيا على تلك النشرة الخاصة بهذا الشأن على موقع رابطة القلب الأميركية.
* التلوث الجوي تلوث الهواء هو عملية تكون خليط من الغازات والجزيئات التي تأتي من مصادر من صنع الإنسان ومن مصادر طبيعية. وبالنسبة لأمراض القلب والسكتة الدماغية، ثمة جسيمات صغيرة جدا موجودة في الهواء الملوث، قادرة على الدخول إلى الجسم من خلال هواء التنفس، ومن ثم الوصول إلى داخل الشعب الهوائية. ويثير دخولها إلى الجسم تفاعلات في الجسم على مستوى سلامة الشرايين وخاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة لاحتمالات الإصابة بأمراض الشرايين.
وتأتي هذه الجسيمات من عوادم السيارات والشاحنات ومحطات الطاقة والمراجل الصناعية الضخمة، ومن مصادر صناعية أخرى، إضافة إلى حرائق الغابات ومواقد الحطب وتدخين السجائر وغيرها من مصادر تلوث الهواء.
وبالنسبة لمعظم الناس لا يشكل تلوث الهواء سوى خطر ضئيل كعامل مُحفّز للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وعدم انتظام ضربات القلب. ومع ذلك، فإن بعض الناس هم أكثر عرضة للتضرر من تلوث الهواء، مثل أولئك الذين أصيبوا بأزمات قلبية أو أُجريت لهم قسطرة لشرايين القلب أو أولئك الذين لديهم الذبحة الصدرية، أو ضعف القلب، أو بعض أنواع مشكلات اضطرابات إيقاع نبض القلب، أو مرضى السكري. كما قد يكون المرء أيضا عرضة للخطر من تلوث الهواء إذا كان لديه عوامل الخطر المعروفة لأمراض القلب، كتدخين السجائر أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم أو إذا كان لديه تاريخ عائلي من السكتة الدماغية أو أمراض القلب في وقت مبكر، أي له والد أو أخ جرى تشخيص الإصابة لديهم بأمراض شرايين القلب قبل 55 سنة من العمر، أو أم أو أخت جرى تشخيص ذلك لديهن (قبل 65 سنة من العمر)، أو إذا كان عمر المرء نفسه أكثر من 65 سنة.
* مخاطر الطقس المتقلب تشير الدراسات إلى حقيقة ثابتة اليوم ومفادها أن التقلبات الشديدة في الطقس الحار والبارد قد يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية، أو الوفاة المرتبطة بالنوبات القلبية.
والملاحظ أن تقلبات الطقس على طرفي النقيض، أي الحرارة والبرودة، تحصل أحيانا كثيرة بالتزامن مع درجة عالية من التلوث، وهو ما قد يشكل حالة خطرة بشكل خاص على أولئك الذين لديهم بالأصل أمراض شرايين القلب أو تداعياتها، أو أولئك الذين لديهم عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين القلبية. وتزداد الأمور تعقيدا عليهم وعلى سلامة صحة قلبهم في حالات عدم توفر تكييف للهواء بما يُخفف حرارة الأجواء حال حدوث موجات الحر، أو يُخفف الشعور بالبرودة حال وصول موجات الصقيع. وتشير رابطة القلب الأميركية تحديدا إلى أن الطقس الحار جدا يشكل خطرا على الذين يعانون من مرض القلب، وعلى المسنين، وعلى الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الأدوية القلبية الوعائية التي تحد من قدرة الشخص على التعامل مع الحرارة.
* خطوات الحماية يمكن للمرء، أولا وقبل كل شيء، القيام بجهود حماية نفسه وتقليل المخاطر الكلية للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، أي عبر المعالجة والمتابعة الصحيحة لضبط مرض السكري وضبط ارتفاع ضغط الدم وضبط اضطرابات الكولسترول والامتناع عن التدخين.
وإذا كان المرء لديه إصابة بأمراض شرايين القلب، أي جرى تشخيص إصابته بنوبة قلبية أو لديه الذبحة الصدرية، أو أظهرت نتائج قسطرة القلب وجود تضيقات فيها، فإنه يمكنه اتخاذ خطوات مهمة، بمشورة من طبيب القلب، لتقليل خطر تكرار وقوع النوبة القلبية أو عدم استقرار حالة الذبحة الصدرية أو تكرار حصول السكتة الدماغية أو عدم انتظام ضربات القلب. ومن المرجح جدا أن الحد من المخاطر الأساسية في الجسم يقلل في الوقت نفسه من مخاطر تأثيرات تلوث الهواء السلبية على صحة الشرايين.
كما يجدر التعرف على الأوقات والأماكن التي قد تكون مستويات الجسيمات الملوثة للهواء غير صحية. وقد يكون تلوث الجسيمات مرئيا في بعض الأحيان، وهو ما يُعرف باسم السديم البني brown haze، وهو نوع من الضباب المدخن smog الذي يحد من مدى الرؤية. كما يمكن أن يتسبب تجمع هذا النوع من الضباب مع ارتفاع نسبة الأوزون في نشوء أجواء شديدة التأثير للتسبب بتهييج العينين والحلق. ومع ذلك قد يكون التلوث بنسبة عالية وخطرة، وفي الوقت نفسه قد لا يشعر المرء به أو يراه.
وبالعموم، عادة ما تكون مستويات الجسيمات الملوثة للهواء مرتفعة قرب الطرق المزدحمة في المدن، وخاصة خلال ساعة الذروة، وبالقرب من بعض المصانع، وحيث توجد حرائق الغابات. ومع ذلك، فإن انبعاث التلوث من مداخن عالية للمصانع قد يلوث الهواء بالجسيمات المنبعثة منه نحو مناطق ريفية بعيدة.
ومن المهم ملاحظة أن هناك سلوكيات وتصرفات تُقلل من مخاطر تضرر الجسم في الأجواء الملوثة. وإذا كان المرء في منطقة ذات هواء ملوّث بنسبة عالية، فإن المشي أفضل من الهرولة، لأن الهرولة تضطر الإنسان إلى التنفس بشكل أكبر وأسرع ما يعني دخول الجسيمات الملوثة للهواء بشكل أعمق في رئته، بينما المشي يتطلب تنفسا أكثر سطحية. كما أنه لو أراد المرء ممارسة رياضة المشي أو الهرولة بالعموم، فإن من الأفضل فعل ذلك بعيدا عن خطوط سير السيارات، وخاصة الطرق السريعة أو المزدحمة بالسيارات.